هل تنهي وساطة واشنطن أزمة الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وإسرائيل؟

هل تنهي وساطة واشنطن أزمة الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وإسرائيل؟
- الحكومة الأمريكية
- سعد الحريري
- بومبيو
- الحدود البحرية المشتركة
- حقول النفط والغاز
- الحكومة الأمريكية
- سعد الحريري
- بومبيو
- الحدود البحرية المشتركة
- حقول النفط والغاز
يعد موضوع الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وإسرائيل حساسا للغاية بين البلدين، خصوصًا بسبب الخلاف حول التنقيب عن الغاز والنفط في مياههما، وتطور النزاع بينهما مؤخرا في ضوء اكتشافات حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، خصوصًا في المناطق الحدودية والحقول النفطية التي تقع في أماكن مشتركة بين البلدين.
وتطالب لبنان وإسرائيل بنحو 860 كيلومترا مربعا من البحر المتوسط، وسبق أن رفض لبنان في عام 2012 مقترحا أمريكيا لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وهو المقترح الذي عُرف بـ"خط هوف" والذي تضمن تقسيم الحدود البحرية المتنازع عليها، بحيث يحصل لبنان على 500 كم مربعا، فيما تحصل إسرائيل على 360 كم مربعا.
وقال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أمس الخميس، إن الوساطة الأمريكية لحل المشكلات الحدودية لبلاده مع إسرائيل قابلة للحياة، معلنا خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية "واشنطن"، انفتاحه على الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة لحل المشكلات الحدودية لبلاده مع إسرائيل.
وأوضح الحريري، عقب لقائه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "التزامنا بمتابعة مسار المفاوضات التي أطلقتها حكومة الولايات المتحدة في ما يتعلق بحدودنا البرية والبحرية"، مشيرا إلى إمكان التوصل إلى قرار نهائي في الأشهر المقبلة، وتابع الحريري قائلا: "نأمل أن يكون في شهر سبتمبر المقبل".
من جانبه، رحب بومبيو، بالتزام الحريري بإحراز تقدم نحو استئناف محادثات على مستوى الخبراء تكون مثمرة، وأشار الوزير الأمريكي، إلى أن هذه المحادثات يجب أن تشمل "متابعة النقاط المتبقية المتعلقة بالخط الأزرق"، وهو الخط الحدودي الذي رسمته الأمم المتحدة في جنوب لبنان لتأكيد انسحاب إسرائيل في 2000.
واعتبر بومبيو أنه على الطاولة سيكون هناك أيضا "إطلاق مناقشات حول الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية"، مضيفا "نحن مستعدون للمشاركة كمسهلين ووسطاء أيضا في محادثات الحدود البحرية، ونأمل أن نرى قريبا مناقشات موضوعية حول هذه القضايا المهمة، وهو ما سيكون ذو فائدة كبيرة للبنان والمنطقة الحدودية"، وأوضح بومبيو أن المحادثات تناولت ملف الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية.
وشدد لبنان في وقت سابق، على أن الحدود البحرية الشرعية من جهة الجنوب تبلغ 860 كم مربعا وأنه لن يقبل بالتنازل عن جزء منها، ووقع لبنان في عام 2018، أول عقد له للتنقيب عن النفط والغاز في مياهه، بما في ذلك الجزء المتنازع عليه مع إسرائيل.
وذكرت قناة "الحرة" الإخبارية، في وقت سابق، أن لبنان، يأمل بدء إنتاج الغاز والنفط قبالة الساحل، موضحة أنه من المتوقع أن تبدأ بيروت التنقيب عن الغاز والنفط بنهاية العام الجاري قبالة الساحل الشمالي لبيروت وفي الكتلة القريبة من المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل بعد ذلك بعام.
كانت التصريحات اللبنانية الصادرة من رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري، تركزت على عدم التنازل مطلقا عن أي أراض أو مساحات بحرية، فيما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، خلال "لقاء الأربعاء النيابي" مع عدد من أعضاء مجلس النواب اللبناني، إن موقف بلاده موحد وثابت في شأن عدم التنازل مطلقا عن أي أراض أو مساحات بحرية تدخل ضمن نطاق المياه الإقليمية اللبنانية، وذلك في ما يتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، مشددا على التمسك بالسيادة اللبنانية كاملة، برا وبحرا، وأكد أن هذا الأمر محل اتفاق بين جميع القوى السياسية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وتحالفت 3 من عمالقة شركات الطاقة في العالم وهي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتك" الروسية، للتنقيب في اثنتين من عشر مربعات بحرية في المنطقة الاقتصادية الحصرية البحرية اللبنانية، وستبدأ الشركات التنقيب في ديسمبر المقبل في المربع 4، ومن ثم المربع 9 وهي منطقة الامتياز المتنازع عليها.
وتشمل الصفقة موقعين اثنين في شرق المتوسط، لكن تل أبيب تعتبر أن جزءا من "البلوك 9" يعود لها ودعا لبنان في أبريل الماضي، تحالفات نفطية دولية لتقديم عطاءات للتنقيب في خمسة مربعات أخرى، بما في ذلك مربعان متاخمان للمياه الإسرائيلية.
وتستخرج إسرائيل الغاز الطبيعي قبالة سواحلها في البحر الأبيض المتوسط، وفقا لما ذكرته قناة "فرانس 24" الفرنسية، وقالت "توتال" العام الماضي إنها كانت على علم بالنزاع الحدودي على أقل من 8% من مساحة منطقة الامتياز 9، لكنها قالت إنها ستنقب بعيدا عن ذاك المربع.
وعلى صعيد الجهود الدولية لحل الأزمة، تقوم الولايات المتحدة منذ عدة أشهر، بجولة وساطة بين لبنان وإسرائيل وكان مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد وصل الخميس الماضي، إلى إسرائيل لمواصلة المحادثات مع المسؤولين حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان.
وأجرى ساترفيلد، محادثات مع مسؤولين لبنانيين بينهم سعد الحريري حول القضية ذاتها في بيروت، وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، في وقت سابق إلى وجود تقدم في المساعي التي يقوم بها ساترفيلد في هذا الإطار، لكنها لم تنته بعد"، مشيرةً إلى أن اللقاء خرج بانطباع إيجابي حول إمكانية الاتفاق على ترسيم الحدود.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس في 27 مايو الماضي، عقب اجتماع مع ساترفيلد إن بلاده وافقت على بدء محادثات حول الحدود البحرية مع لبنان بوساطة أمريكية والتي سيكون لها تأثير على التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، فيما ذكر مسؤولان من لبنان، في 12 مايو الماضي، إن ساترفيلد، أبلغ لبنان بموافقة إسرائيل على بدء التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية والبرية بين البلدين.