أقدم بائعة صحف فى "السيدة" تتحسر على أيام زمان: "الفيس بوك ماخلاش لبتوع الجرايد حاجة"

كتب: سحر عزازى

أقدم بائعة صحف فى "السيدة" تتحسر على أيام زمان: "الفيس بوك ماخلاش لبتوع الجرايد حاجة"

أقدم بائعة صحف فى "السيدة" تتحسر على أيام زمان: "الفيس بوك ماخلاش لبتوع الجرايد حاجة"

نظارة طبية تخفى وراءها بصيص نور ترى من خلاله زبائنها، بعد أن ضعف نظرها بحكم تقدمها فى العمر. تجلس ربيعة حسين، بائعة الصحف، تحت مظلة مهلهلة، أمامها عدد قليل من الجرائد تبيعها لزبائنها من أرباب المعاش، تنتظرهم كل صباح، تلقى عليهم التحية وتسترجع معهم ذكرياتها، تضحك أحياناً وتتحسر لحد البكاء أحياناً أخرى، وهى تقارن بين أيام زمان وحالياً، فشتان بين اهتمام الناس بقراءة الصحف زمان وانشغالهم الآن بالتحديق فى شاشاتهم لمتابعة مواقع التواصل الاجتماعى. كانت «ربيعة» فتاة فى الـ15 عاماً من عمرها حين بدأت العمل مع زوجها فى بيع الصحف والمجلات، كانت تتولى مسئولية توزيع الصحف على الشقق السكنية فى السيدة زينب وضواحيها لإصابة زوجها بإعاقة فى قدمه وعدم قدرته على الحركة: «كنت باكسب 50 قرش فى اليوم، كان الجورنال وقتها بـ3 تعريفة، دلوقتى الزمن اتغير وكل حاجة غليت وبيع الجرايد تراجع عن الأول، الناس مابقتش تقرا زى زمان».

تتذكر «ربيعة» أنها كانت تبيع 170 جريدة فى اليوم، الآن تعرض على فرشتها 70 فقط، ويتبقى منها: «ولادى قالوا لى ارتاحى وكفاية كده، لكن أنا مش راضية عشان مرتبطة بزباينى، كفاية طلتهم عليا الصبح حتى لو مش هبيع حاجة». رحل زوجها منذ عامين ونصف بعد رحلة كفاح جمعتهما، لذا تفضل البقاء فى الشارع لأطول وقت ممكن حتى تهرب من وحدتها التى تحاصرها وهى فى سن الـ67، تشتكى من تراجع صحتها بعد أن أصيبت بضعف فى النظر وألم فى المفاصل، لكنها تقاوم حتى النفس الأخير: «مفيش حد هنا مايعرفنيش، بانزل عشان أتونس بالناس».

لا تجيد القراءة ولا الكتابة لكنها حفظت عناوين الصحف وأشكالها، وعلمت نفسها بنفسها: «بقالى أكتر من 55 سنة ببيع جرايد»، على مدار السنوات الماضية تبدلت الوشوش واختلفت أذواق الأجيال وتوقفت العجوز عن وضع الجرائد أمام باب الشقق لقلة زبائنها ورحيل بعضهم، تتطلع لهم من بعيد وتشير: «هنا كان ساكن فلان وهنا فلان»، تتذكر شبابها وعمرها الذى دفن بين أغلفة المجلات وصفحات الجرائد: «أهى أيام وباقضيها».


مواضيع متعلقة