الروح الحلوة رزق.. ميرنا تتحدى السرطان بـ"فوتوسيشن" مع أخيها: هو سندي

كتب: دينا عبدالخالق

الروح الحلوة رزق.. ميرنا تتحدى السرطان بـ"فوتوسيشن" مع أخيها: هو سندي

الروح الحلوة رزق.. ميرنا تتحدى السرطان بـ"فوتوسيشن" مع أخيها: هو سندي

لم يطفئ مرض العصر الخبيث طفولتها النيرة أو إقبالها على الحياة أو فتت مستقبلها لتستسلم له وتكون إحدى ضحاياه، بل روضته لتتعايش معه بطريقة مختلفة تماما، فتقبلته رغم الوجع وصغر سنها، وجعلته إحدى السلالم، التي صعدت عليها لمرحلة أفضل، ورغم انتصاره على مناعتها وفقدانها شعرها الذي يعتبر "تاج المرأة"، إلا أنها أحبت هيئتها الجديدة بشدة، لتكون بطلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأحدث جلسات التصوير لها مع شقيقها.

بفستان أبيض قصير منقوش بالورود زاهية الألوان، ورأس خال من الشعر تماما، ووجه مشرق تعلوه ابتسامة صافية، خطفت ميرنا فتحي وشقيقها مهند، الانتباه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، في "فوتوسيشن" انتشرت بشدة بعنوان "لا تقلق إنه مجرد كانسر"، ليدعمها الآلاف بصفحة المصور ويتداولونها كأحد النماذج التي تحدث السرطان الخبيث بقوة.

ميرنا فتحي، 16 عاما، طالبة بالصف الأول الثانوي في إحدى المدارس بالإسماعيلية، كانت تعيش حياتها بشكل بسيط مستقر، حتى بداية إبريل الماضي، لينتابها صداع بسيط أولا ما لبث أن ازدادت شدته، وصاحبته مشاكل بالعين ودموع متعددة بجانب أعراض أخرى، دفعتها لزيارة الطبيب، الذي اعتقد في البداية أنها تعاني من "اللحمية"، ليتبين فيما بعد أنها تعاني من "Neuroendocrine Tumors" أي سرطان الغدد العصبية النادر، في يوم عيد ميلادها، 28 أبريل الماضي.

أظهرت الفحوصات التي سرعان ما خضعت لها أنها تعاني من أورام متعددة منتشرة بالمخ والأنف والعين، ليقرر الطبيب سرعة استئصال الوحش الذي يسيطر على جسدها الطفولي، قبل تحديد نوعه في 11 مايو الماضي، ليتبين أنه من النوع "الخبيث"، لتتلقى على الفور في اليوم التالي أولى جلساتها الكيميائية لعلاج المرض، وتكون تلك إحدى المحطات لتغيير حياتها، بأن تودع شعرها الطويل الذي يغطي ظهرها واهتمت به طوال سنواتها الستة عشر السابقة لتحوله لـ"كاريه"، قبل أن يسيطر عليها الألم وتقبع بالمستشفى.

5 أيام، كانت الفارق بين الجرعة الأولى والثانية بالعلاج الكيماوي، ودعت فيهم الطفلة ذات الـ16 عاما، الكثير من خصلات شعرها، لتقرر إزالته تماما، حتى لا تتألم أكثر مع رؤيتها له يسقط بسبب المرض يوميا أمام نظرها، ليشاركها شقيقها الأقرب لها "مهند"، الذي يكبرها بـ7 أعوام، في ذلك ويحلق رأسه معها، ليساندها بتلك المرحلة الصعبة في حياتها، في مقطع فيديو لاقى تفاعلا ضخما أيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم قوة المرض إلا أن "ميرنا" لم تستسلم له، وقررت المضي في امتحانات نهاية العام الدراسي، وحرصت على الالتحاق بها، ليشجعها بعض أصدقائها في ماراثون الجري بالإسماعيلية ما شكل لها مفاجأة ضخمة، فضلا عن سعي الكثيرون للوصول إلى مثالها الأكبر في مقاومة السرطان الفنانة ياسمين غيث، التي حرصت بدورها على أن ترسل للطالبة فيديو لتشجيعها على مقاومة السرطان، لتتحول إلى إحدى مشاهير متحدي المرض الخبيث عبر "السوشيال ميديا" ويزورها العديد من النجوم لدعمها، منهم إبراهيم فايق، وعصام الحضري، ومحمد المحمدي.

"مفرقش معايا شكلي من غير شعري، رغم أني كنت بحبه جدا".. بثقة ورضا شديدين تحدثت "ميرنا" لـ"الوطن"، مفسرة بذلك سبب الابتسامة العذبة التي باتت تعلو وجهها، وعدم خجلها من فقدان شعرها حاليا، كونها أصبحت تتقبل السرطان وتتعايش معه بهدوء، رغم صدمة البداية.

ولكنها كانت على يقين بأن "كل مرض وله علاجه، وأنا بالكيماوي هتعالج وهتحداه وأقضي عليه ومش هستستلم له"، لذلك قررت مع شقيقها تصوير تلك الجلسة قبل حوالي 3 أسابيع بكومبوند شهير في الإسماعيلية، كونها تعشق الصور، لتظهر فيها جمالها الحالي، لتفضل فيها ذلك عن الأخرى التي تظهر فيها بشعر مستعار.

تقاوم أيضا الشابة المرض بروح معنوية عالية، تقول: قررت أن "أعيش حياتي عادي" بالتنزه ولقاء أصدقائها وعدم الاستسلام للألم حتى "لا يغير الكانسر من حياتي".

بدعم كبير من جميع أفراد عائلتها، تقاومه بـ"الكمامة" وتجنب الأماكن المزدحمة فضلا عن عدد من التعليمات التي تحافظ عليها حتى لا تتدهور صحتها، حيث إنها حاليا بانتظار نتائج الفحوصات لمعرفة درجة السرطان لديها بعد الجلسات الكيمائية.

 


مواضيع متعلقة