العائدون من الشتات: "الجماعة" تكره مصر

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

العائدون من الشتات: "الجماعة" تكره مصر

العائدون من الشتات: "الجماعة" تكره مصر

بعد شهور طويلة من انتهاج الجماعة الإرهابية سبيل العنف، وانقلاب قياداتها ضد بعضهم البعض، اكتشف كثيرون، خاصة أولئك الذين لا ينتمون لها تنظيمياً، أن مركب التنظيم يغرق، وأن مصيره قاع البحر لا محالة، فقفزوا منه.

عمليات الفرار بدأت بعد فض اعتصام رابعة، وكان أول الناجين، هشام النجار، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، الذى أصدر بياناً قال فيه: «طالبونى بالسفر معهم إلى تركيا، لكنى رفضت وقلت لمن نقلوا العرض لى ستصبحون أداة فى يد مخابرات أجنبية، وقد أعلنت استقالتى فى نفس أسبوع فض اعتصامَى رابعة والنهضة، وبعثت بها إلى وسائل الإعلام ليعى الجميع خطورة ما تدعو له الجماعة وتطرُّفها فى خصومة الدولة».

"النجار": الإخوان يستخدمون الدين بشكل سيئ

وأضاف: «الجماعة تنظر لكل مَن يفكر بعقل بعين الازدراء والامتهان وينعتهم أتباع الجماعة بأسوأ النعوت والأوصاف، وقد فاض بى الكيل وبدأت بالاعتراض بعد ما رأيته من خلط للدعوة بالسياسة، والاستخدام السيئ للدين على منصة رابعة وتصعيد الخطباء والوعاظ بالزى الدينى، وتقديم الرموز المتورطين فى قضايا عنف سابقة على أنهم الأوفياء للقضية، وهو ما دفع العقلاء للخوف والحديث بصوت مرتفع، فتصدر هؤلاء سبه والإساءة أمام العالم كله للملف الإسلامى، ولكن لا عقل لمن تنادى، فلم نجد سوى الإساءة تلو الأخرى».

وتابع: «علمت بوصول سلاح لأرض الاعتصام، وحينما طلبوا منِّى الاستعداد للسفر، علمت أننا أمام نقطة اللاعودة فاستقلت على الفور، وقلت لهم ستتلقفكم أجهزة المخابرات الأجنبية فور الخروج من مصر ولن تكونوا فى حكم أنفسكم وإنما لتنفيذ تعليمات الذين سيؤوونكم من الكارهين لمصر والطامعين بها، لكن غرورهم منعهم من السماع لأحد، فقد كانوا على يقين بأن النصر لهم بشكل مدهش».

"عبدالجابر": عملى معهم خطأ أعتذر عنه

الإعلامى طارق عبدالجابر كان أبرز العائدين من أحضان الجماعة، فأعلن أنه ليس إخوانياً ولا ينتمى لتلك الجماعة الإرهابية، وأن عمله بقناة الشرق الإخوانية كان خطأ كبيراً، معتذراً عن وجوده فى تلك الجماعة وعما أخطأ فى حق نفسه وبلده وأهله، مضيفاً: «لو عاد بى الزمن لن أعيد نفس التجربة».

"جان": استغلونى لأننى مسيحى

أما الإعلامى رامى جان الفار من معسكر الإخوان، فأكد أن الجماعة اختارته لأنه مسيحى، وللادعاء أن هناك توافقاً مجتمعياً حول قضية الجماعة، مضيفاً: «كنت أظن أنهم مظلومون، لكنى اكتشفت أنهم لا يصلحون كرجال دولة ولا رجال سياسة، فقد اكتشفت أنهم عصابة».

تابع: «منذ 2012 وبعد رحلة طويلة من التعامل مع الإخوان أدركت أنهم لا يُكنون إلا الحقد لمصر، والحقد للمسلمين وغير المسلمين، وكنت أعتقد أننى كنت أحارب مع الجانب المظلوم، لكن اكتشفت عكس ذلك تمامًا، وأعتذر لشعب مصر بالكامل وقيادات الدولة عما فعتله، لأننى كنت أعمى وفتحت».

توالت حالات الفرار من الإخوان والابتعاد عنهم، فكانت الضربة الكبرى من قِبل المستشار عماد أبوهاشم، عضو المكتب التنفيذى السابق لحركة «قضاة من أجل مصر»، الذى أكد أن الجماعة تمارس إرهاباً ضد الجميع ووجه نقداً داخلياً شديداً للجماعة وأنصارها وأفكارها وفضح أسلوبها فى العمل ضد الدولة المصرية ولجانها الإلكترونية.

"أبوهاشم": على صلة بكل جماعات العنف

وأكد المستشار الذى كان يعمل بمحكمة المنصورة الابتدائية وسافر إلى تركيا عقب فض اعتصام رابعة، فى تصريحات له من تركيا، أن العديد من جماعات العنف على صلة وثيقة بالجماعة فقد دعته الجماعة للانضمام إلى ما يسمى بـ«المجلس الثورى» الذى تبنى العديد من أحداث العنف.

وأوضح أن الهدف من المجلس الثورى أن يظهر للرأى العام على أنه كيان لا ينتمى للجماعة الإرهابية على خلاف الحقيقة، حيث إنه مسجل فى تركيا كجمعية أهلية ومَن يتحكم فيه أعضاء من جماعة الإخوان.

كما فضح «أبوهاشم» العديد من الكيانات التابعة للجماعة ومصادر تمويلها وفقاً لمشاهداته عن قرب، ففضح تمويل قنوات الشرق ومكملين، وكانت المفاجأة التى فجَّرها هى أن عدداً من الإخوان اعترفوا بعلم الجماعة بموعد فض اعتصام رابعة المسلح.

من جانبه، أكد سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بدأت تتفلت من عقال الجماعة وذلك بعد الضعف والهشاشة الكبيرة التى أصابتها بعد الضربات الأمنية المتتالية، مضيفاً لـ«الوطن» ان «الإعلاميين والسياسيين الذين عادوا عن تأييد الجماعة بعد الضغط الاجتماعى من أسرهم وذويهم بمصر، وواكب ذلك انفضاح الجماعة أمامهم وأنها ليست جماعة معارضة سياسية وإنما مجموعة من الإرهابيين والمتطرفين، وأن عداءهم لمصر لا حدود له، فقد خدعوا واكتشفوا أنهم خدعوا بشكل وواضح، ولكونهم إعلاميين وواثقين من أنفسهم تراجعوا على الفور وطلبوا من الدولة المصرية الصفح، وقد عاملتهم بما هى أهله حيث رحابة الصدر والتعقل».


مواضيع متعلقة