"الاستشعار" و"اليود" و"الإنكار الرسمي".. نيونوكسا على خطى تشيرنوبل

"الاستشعار" و"اليود" و"الإنكار الرسمي".. نيونوكسا على خطى تشيرنوبل
- تشيرنوبيل
- تشرنوبل
- مفاعل تشرنوبل
- أكينسك
- قاعدة نيونوكسا
- انفجار نووي
- انفجار روسيا النووي
- تشيرنوبيل
- تشرنوبل
- مفاعل تشرنوبل
- أكينسك
- قاعدة نيونوكسا
- انفجار نووي
- انفجار روسيا النووي
33 عامًا مرت على انفجار مفاعل تشيرنوبيل، الكارثة النووية الأسوأ في التاريخ، والتي وقعت قرب العاصمة الأوكرانية كييف، والتي كانت تقع تحت سيادة الاتحاد السوفييتي حينها، لتعود إلى الأذهان مرة أخرى بعد الانفجار الذي شهدته مدينة أكينسك، شمالي روسيا، والذي اعترفت موسكو بالطابع النووي له عقب عدة أيامٍ من وقوعه.
الأمر بدأ بانفجار غامض
الأمر بدأ في 5 أغسطس الجاري، في قاعدة نيونوكسا التي افتتحت في 1954 والمخصصة لاختبار صواريخ البحرية الروسية، لتعلن بعدها وزارة الدفاع أن الحادث وقع خلال القيام بتجربة محرك صاروخ يعمل بالوقود السائل، ما أدى إلى وفاة اثنين من الاختصاصيين متأثرين بجروحهما وإصابة ستة آخرين.
#BREAKING: mayor of #Achinsk #Russia (Southern Russia) has told 100,000 residents of the city to prepare for evacuation after explosion at near-by Uran-14 ammunition depot at a military base; 11,000 people have been evacuated pic.twitter.com/uMQpiqQiQF
— Amichai Stein (@AmichaiStein1) August 6, 2019
صافرات الإنذار دوت في مدينة "أكينسيك" بعد الحادث، وطلبت السلطات الروسية من السكان الذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف مواطن عدم مغادرة منازلهم، إلا أن العديد من الفيديوهات أظهر الكثير من المواطنين يغادرون المدينة عبر الطرق الرئيسية، وهو نفس السيناريو الذي سارت في اتجاه تبعات انفجار تشيرنوبل.
Up close video of the ammunition site explosions in Achinsk, Russia#Russia pic.twitter.com/127G1bxCrp
— CNW (@ConflictsW) August 5, 2019
أقراص اليود تثير الشكوك والسلطات تنفي حدوث إشعاع
في يوم الخميس 9 أغسطس نشرت الـ"BBC" تقريرًا قالت فيه إن السلطات الروسية وزعت على المواطنين في مدينة سيفيرودفينسك القريبة، أقراص اليود المستقر، والذي يستخدم لمقاومة الإشعاع في الكوارث والتسريبات النووية، وهو ما أكدته صحيفة "m.lenta" الروسية، وهو ما أقدمت عليه حكومة الاتحاد السوفييتي بعد اعترافها بوجود "نشاط إشعاعي في محيط تشيرنوبل" بعد ضغوط دولية، دون الاعتراف بحجم الكارثة كاملا، وكان هذا كافيا لتوزيع "اليود" على المواطنين دون مزيد من التكهنات.
Dangerous situation underway in #Severodvinsk.
— ???????????? ???????????????????? ???????????????? (@IntelCrab) August 8, 2019
Locals have been told to take iodine tablets. Classes have been canceled, as well.
Residents are only told an 'incident' took place. No further information. https://t.co/Th67QuTY5I
في البداية، أنكرت السلطات الروسية وقوع تسرب إشعاعي، حيث أعلن كل من الجيش الروسي ومتحدث باسم الحكومة الإقليمية أنه لم يحصل تلوث إشعاعي، إلا أن الأمر تجاوز حدود الإنكار الرسمي لوقوع الإشعاع، بعدما غرد حساب خبير نووي بدولة الاحتلال الإسرائيلية أن أحد أصدقائه الروس اكتشف عناصر مشعة حول مكان الذخيرة المنفجرة، وأكد وجود عنصر مشع، وهو الروثينيوم، على الأقل بين الحطام.
My sources - same I worked with during Fukushima disaster - told me that Ruthenium 106 was released in atmosphere with yesterday #Russian explosion, same radioactive material released in the 2017 secret incident. 1/3
— Samuel Cardillo (LeDomaine) (@ElDomaine) August 6, 2019
الإنكار الحكومي لحدوث إشعاع نووي في انفجار "نيونوكسا"، يطابق ما حدث عقب كارثة تشيرنوبيل، والتي حاولت السلطات حينها إنكار وجود انفجار نووي، كما يوضح المؤرخ الأوكراني سيرجي بلوخي في كتابه "تشيرنوبل: تاريخ كارثة نووية"، حيث اكتفت الحكومة السوفييتية بإنشاء لجنة حكومية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء بوريس شربينا، للتحقيق في أسباب الانفجار.
يقول بلوخي، الذي يدير معهد الأبحاث الأوكراني في جامعة هارفارد في حوار مع BBC Mundo: "في البداية، كانوا في حالة من الصدمة والإنكار، ولم يريدوا قبول ما حدث، وبعد ذلك حاولوا التنكر من تحمل المسؤولية، فقد استغرق الأمر 18 يوما حتى تستطيع الدولة الحديث عن الأزمة في وسائل الإعلام الرسمية".
ووفقًا للمؤرخ الأوكراني، كان السويديون هم أول من اكتشفوا أن هناك خطأ ما، تلاهم بعض البريطانيين الذين كانوا يعملون في محطة نووية أخرى، ليوجهوا الأسئلة السلطات السوفييتية عما إذا كان هناك حادث نووي، إذ إنه تم اكتشاف مستويات عالية من الإشعاع في الأيام التي تلت الحادث وهو ما لم يجدوا له تفسير، ليبدأ الاتحاد السوفييتي في الحديث تحت الضغوط.
محاولات التعتيم تكررت في الحادثة الحالية، حيث أكدت بلدية مدينة سيفيرودفينسك، التي يبلغ عدد سكانها 190 ألف نسمة وتبعد نحو 30 كيلومتر عن القاعدة، على موقعها على الإنترنت أن أجهزة الاستشعار لديها سجلت ارتفاعا للنشاط الإشعاعي لمدة قصيرة، إلا أن الخبر سرعان ما تم حذفه، كما لم يحدد أيضا المستوى الذي بلغه النشاط الإشعاعي.
اعتراف روسي بالطابع النووي وتكريم 5 علماء ماتوا في الحادث
وقبل عدة ساعات، وبعد يومين من الصمت، اعترفت روسيا بأن الانفجار ينطوي على طابع نووي، معيدة النظر بالحصيلة التي باتت خمسة قتلى على الأقل، حيث أوضحت وكالة روساتوم الروسية النووية في بيان أن خمسة من موظفيها قد قتلوا في الانفجار، واصفةً إياهم بـ"أبطال قوميون"، وأصيب ثلاثة آخرين بجروح ناجمة عن تعرضهم لحروق، وهو ما نقلته عنها وكالة الأنباء الرسمية.
وأصدرت خدمة الطوارئ الإقليمية بإقليم "أرخانجيلسك أوبلاست" الذي تتبع له مدينة سيفيرودفينسك بيانا أعلنت فيه ارتفاع نسبة الإشعاع في المدينة، وصرح المسؤول في الدفاع المدني المحلي، فالنتين ماجوميدوف، لوكالة أنباء "تاس"، بأن مستوى الإشعاع ارتفع إلى 2.0 ميكروسيفيرت في الساعة لمدة ثلاثين دقيقة، مشيرا إلى أن الحد الأقصى المقبول للتعرض للنشاط الإشعاعي هو 0.6 ميكروسيفيرت في الساعة.