سفير باكستان: سندافع عن كشمير بكل قوتنا.. ونسعى لتجنب الحرب مع الهند

كتب: بهاء الدين عياد

سفير باكستان: سندافع عن كشمير بكل قوتنا.. ونسعى لتجنب الحرب مع الهند

سفير باكستان: سندافع عن كشمير بكل قوتنا.. ونسعى لتجنب الحرب مع الهند

كشف دبلوماسي باكستاني لـ"الوطن" عن تحركات بلاده لمواجهة قرار الهند بإنهاء وضعية الحكم الذاتي لإقليم كشمير المتنازع عليه بين الخصمين النوويين في جنوب آسيا، موضحا أن بلاده تعتبر خيار الحرب سيكون بمثابة انتحار جماعي للبلدين حال اللجوء إليه.

وتصاعدت حدة التوتر بين باكستان والهند بعد أن أنهت الأخيرة الحكم الذاتي لإقليم كشمير، حيث طردت باكستان السفير الهندي لديها، وسحبت سفيرها من نيودلهي، وأعلنت تعليق التجارة الثنائية وحركة القطارات بين البلدين، فيما نشطت الدبلوماسية الباكستانية على مستوى المنظمات الدولية لحشد موقف دولي رافض لتغيير الوضعية القانونية لأحد أطول النزاعات الدولية المستمر منذ 70 عاما.

وقال السفير مشتاق علي شاه، سفير باكستان بالقاهرة في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن بلاده ستدافع عن وضعية كشمير وحقوق الكشميريين بكل قوتها، معتبرا أن ما قامت به الحكومة الهندية يمثل استمرارا للسياسات الهندوسية القومية المتشددة التي يتبعها حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والتي روّج لها خلال حملته الانتخابية الأخيرة، حيث استغل التصعيد مع باكستان كدعاية انتخابية لحملته رافضا كل دعوات إسلام أباد ومبادراتها للحوار والتفاوض لتحقيق السلام.

وأضاف "علي شاه" أن الهند ليس بمقدورها تغيير وضعية نزاع دولي واعتراف العالم بأن كشمير إقليم متنازع عليه، مؤكدا أن "الإقليم ليس جزء داخليا ولا شأنا داخليا خاص بالهند، والمساعي الهندية تعني الاستيلاء على الإقليم وفرض السيطرة عليه نهائيا ما يعني نسف مساعي السلام وتصعيد الأمور ودفع المنطقة نحو عدم الاستقرار".

وأكد السفير الباكستاني أن إقليم جامو وكشمير ينتظر تقرير مصيره بواسطة شعبه، ولكن تصرف الهند أحادي وينافي المواثيق والقوانين والقرارات الدولية، موضحا أن الهند تخشى من رد فعل شعب كشمير، ما دفعها إلى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة بما يزيد عن 100 ألف عنصر من القوات العسكرية، وفرضت حظر للتجوال، وقطع الاتصالات.

وكانت كشمير سببا في حربين بين الجارتين النوويتين عامي 1965 و1971، وحول إمكانية تسببها في حرب ثالثة، قال "شاه": "نسعى لتجنب الحرب، لأن الحرب حاليا ستكون بمثابة إنتحار من الطرفين، وخاصة في بلدين نوويين مثل الهند وباكستان، وأنا لا أريد الحديث عن الحرب لأن الحرب لن تكون مفيدة لأي طرف، ولكننا سنضع هذه القضية في كل المنتديات الدولية وفي علاقاتنا الثنائية مع كل الدول، ونحن واثقون من أن المجتمع الدولي سينضم لباكستان في إدانة هذا التحرك الهندي غير القانوني، وسندافع عن قضية كشمير بكل قوتنا".

وأعلنت الولايات المتحدة دعمها لإجراء حوار مباشر بين الهند وباكستان بشأن قضية إقليم كشمير، مؤكدة أن التوتر الأخير يثير القلق، ودعت واشنطن إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس، فيما دعت ماليزيا التي لها علاقات قوية بالبلدين كل الأطراف المعنية إلى الإلتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي التي تخص إقليم كشمير، والدفع باتجاه الحفاظ على السلام والأمن الدوليين.

ووجّه رئيس وزراء باكستان، عمران خان، الأحد، انتقادا لاذعا للمجتمع الدولي على خلفية قضية إلغاء نيودلهي الحكم الذاتي لكشمير، متساءلا عمّا إذا كان العالم سيكتفي بالتفرّج إزاء توسّع القومية الهندوسية في الإقليم ذي الغالبية المسلمة، مشبّها الأمر باسترضاء هتلر.

وجاء الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء الباكستاني على تويتر في خضم توترات متصاعدة بين الهند وباكستان حول منطقة كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا، بعد أن ألغت نيودلهي الأسبوع الماضي الحكم الذاتي الذي كان يتمتّع به الشطر الهندي من الإقليم وأخضعته لسلطة الحكومة المركزية.

والأحد أطلق خان تغريدة جاء فيها أن "أيديولوجية تفوّق الهندوس مشابهة لأيديولوجية تفوّق العرق الآري النازية، وهي لن تتوقف".

ووصف خان الخطوة بأنها "نسخة معتنقي عقيدة تفوق الهندوس من "المجال الحيوي" لهتلر" معتبرا أنها ستؤدي إلى "قمع المسلمين في الهند وستفضي في ما بعد إلى استهداف باكستان".

ويشهد الشطر الهندي من كشمير إجراءات أمنية مشددة فُرضت قبيل إلغاء الحكم الذاتي كما فُرض حظر تجوّل وقُطعت شبكات الهاتف والانترنت في خطوة اتُّخذت على ما يبدو لتفادي اندلاع أعمال عنف.

وتسيّر القوات الهندية دوريات في الطرق الرئيسية للإقليم، وقد استخدمت قوات الأمن الجمعة الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة شارك فيها نحو ثمانية آلاف شخص للاحتجاج على خطوة الحكومة.


مواضيع متعلقة