ما حكم زيارة المقابر في العيد؟.. تعرف على رأي الدين

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

ما حكم زيارة المقابر في العيد؟.. تعرف على رأي الدين

ما حكم زيارة المقابر في العيد؟.. تعرف على رأي الدين

أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أنَّ زيارة المقابر في يوم العيد، مندوب إليها في جميع الأوقات؛ لأن الأمر بها جاء مطلقًا، فشمل ذلك جميع الأوقات، وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين.

وبينت دار الإفتاء، في معرض إجابتها عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الإلكتروني، أنَّ زيارة القبور فيها استشعار لمعاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولكن بشرط أن يُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.

على الزائر عدم إثارة الأحزان أو التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما

أوضحت دار الإفتاء، في جوابها، أنَّ الشرع الشريف استحب زيارة القبور ورغب إليها؛ لما في زيارتها من تذكر الاخرة، والزهد في الدنيا الفانية، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.

واستشهدت دار الإفتاء بما رواه أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة" رواه الإمامان أحمد ومسلم، وأصحاب السنن، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "نهيتكم عن زيارة القبور، ثم بدا لي أنها ترق القلوب، وتدمع العين، فزوروها، ولا تقولوا هجرا" أخرجه الإمام أحمد في "المسند" واللفظ له، والطبراني في "المعجم الكبير".

كما استشهدت دار الإفتاء بما قاله العلامة المناوي في "فيض القدير": "ليس للقلوب -سيما القاسية- أنفع من زيارة القبور، فزيارتها وذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب، وزيارة القبور تبلغ في دفع رين القلب واستحكام دواعي الذنب ما لا يبلغه غيرها".

وبينت دار الإفتاء، أنه كان نهيه (صلى الله عليه وسلم) عن زيارة القبور حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، فعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم، أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية.

وتابعت دار الإفتاء: "فالأمر بزيارة القبور بعد النهي عنها جاء مطلقا غير مقيد بوقت دون وقت، ولا حال دون حال، بل جاء مبينا ما في زيارتها من نفع يعود على زائرها، وهو مما ينبغي أن يحرص عليه المسلم دائما؛ فإن في تذكر الاخرة رقة للقلب وارتداعا للنفس عن المعاصي والآثام".

زيارة القبور في العيد مستحب.. وكان البني يذهب من طريق ويعود من آخر

وجاء في الشرع استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء، كيوم الجمعة، والنصف من شعبان، ورأس الحول من كل عام، وموسم الحج.فأما عن استحبابها في يوم الجمعة، فقد تواردت النصوص أن من زار قبر أبويه كل جمعة غفر له وكتب بارا.

وأما عن استحبابها في موسم الحج، استهشدت دار الإفتاء بما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه زار قبر أمه السيدة آمنة (رضي الله عنها) في حجة الوداع. فعن إبراهيم النخعي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) خرج هو وأصحابه في حجة الوداع إلى المقابر، فجعل يتخرق تلك القبور حتى جلس إلى قبر منها، ثم قام وهو يبكي وقال: "هذا قبر أمي امنة" أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة".

وأوضحت دار الإفتاء، أن استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام لما فيها من مزيد فضل على غيرها، فإن القول بزيارتها في أيام العيدين أولى بالجواز والمشروعية؛ فإن يومي العيدين تزيد أفضليتهما وبركتهما ورجاء قبول الدعاء فيهما، فيتأكد فيهما استحباب الزيارة إذا التزم المسلم آدابها وتقيد بضوابط الشرع فيها.

وكان من سنته (صلى الله عليه وسلم) أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر، وفسر العلماء أن من أسباب فعله ذلك أن يزور قبور أقاربه فيهما، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق" أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه". وعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أخذ يوم عيد في طريق، ثم رجع من طريق آخر" أخرجه أبو داود والدارمي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، والبيهقي في "السنن".


مواضيع متعلقة