خبراء تغذية: ترهيب وضرب الأضحية قبل الذبح ينتجان لحوماً مسمومة.. وجزارون: الهدف إخضاعها

خبراء تغذية: ترهيب وضرب الأضحية قبل الذبح ينتجان لحوماً مسمومة.. وجزارون: الهدف إخضاعها
- عيد الأضحى
- الأضحية
- أضاحي العيد
- ذبح الأضحية
- الذبح
- جزار
- الأغنام
- عيد الأضحى
- الأضحية
- أضاحي العيد
- ذبح الأضحية
- الذبح
- جزار
- الأغنام
مع قدوم عيد الأضحى المبارك، كل عام، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات تظهر تعذيب الأضاحى فى سبيل السيطرة عليها وإخضاعها للذبح، ما يبرره رمضان عبدالستار، جزار من منطقة شبرا، بأن الجزارين يلجأون إلى ذلك ليس بهدف التعذيب، وإنما بهدف إخضاع الحيوان لكى يتمكنوا من ذبحه، ورغم تبريره إلا أنه يرفض هذا الاتجاه ويعتبر أن ضرب الماشية يكبد الجزار الكثير من الخسائر.
وأضاف «أساليب الذبح كتيرة وكلها تعتمد على الحيوان نفسه، يعنى لو كان شقى ومشاغب وكمان قوى يبقى فيه ناس بتحاول تهمده سواء بالنخس أو الضرب على الرجلين اللى قدام علشان يقع، وفيه ناس ممكن تستخدم العصيان برضه لترهيب الذبيحة، كل دى طرق بتستخدم فى الذبح، لكن أنا بعتبرها كلها غلط، لأن الصح إن الحيوان يتربط كويس بالعكس، يعنى الرجل اللى قدام مع اللى ورا واللى ورا مع اللى قدام وبكده هيبقى سهل إنى أنيمه على جنبه وادبح».
واستطرد: «دى روح طبعاً، وحرام إنى أدبح الماشية أمام بعضها، لازم آخد كل واحدة لوحدها، وتكون السكينة حامية علشان ما يكونش فيه تعذيب لها، ده غير إن أهم حاجة الجزارين مش بيراعوها، إن فيه ناس بتدبح الذبيحة وبعدها وبنفس السكينة تذبح واحدة تانى، ده كده غلط وممكن يضر الناس، خصوصاً لو السكينة اللى عليها دم اتسابت فترة ولو قليلة فى الهوا، فده ممكن يلوثها وبعد كده يلوث اللحمة نفسها».
ويقول حسام عزالدين، جزار، من منطقة البساتين، إن أصول الذبح يعلم بها جميع الجزارين، لكن هناك من يطبقها، وهناك من يتعامل مع الأضحية وكأنها عدو لا بد من إرهابه: «التعذيب ده موجود ومحدش يقدر ينكره، ولمجرد بس إنك تضرب الحيوان بالسكينة على رجليه اللى قدام، فده كده تعذيب، وأنا برفض كل الأساليب دى، والصح إن الذبيحة ما تتعرضش للإجهاد ولا حتى حد يضربها، لأنها من نفسها لو لقت المكان هادى وقدامها ميه وشوية أكل صغيرين هتاخد على المكان ووقتها مش هيكون فيه مشكلة فى الذبح»، ويتابع: «الجرى ورا الحيوان بيخليه ينهج وبكده مش هيفرفر، ولو ده حصل هيبقى كده فطيس، وكده هيكون حرام إنه يتاكل».
"عشيبة": "الحيوان لما يخاف عضلاته تتيبس وده بيخلى لون اللحمة غامق وطعمها حامض"
ويقول الدكتور عاطف عشيبة، رئيس قسم اللحوم بمعهد «تغذية الحيوان»، إن إجهاد الحيوان قبل الذبح يؤثر بشكل مباشر على خصائص جودة اللحم من حيث الطعم واللون والرائحة، مضيفاً «الحيوان لما بيخاف بيحصله استنزاف للطاقة بتاعته، وفى الحالة دى ممكن توصل العضلة بتاعته لحالة تيبس رمى شديدة».
ويشرح «عشيبة» تأثير الخوف الذى يتعرض له الحيوان على جودة اللحم، قائلاً «بعد الذبح القلب بيتوقف وإمداد الأوكسجين داخل الجسم بيقل إلى أن يختفى تماماً، وده لو حصل فالعضلة بيحصلها حاجة اسمها تيبس رمى، وده بيكون نتيجة تصلب العضلة نتيجة وجود خلل فى محفزات الطاقة داخلها».
ويوضح أن إراحة الحيوان قبل الذبح يعد شرطاً أساسياً لا بد منه، فلا يجب التعامل معه بعنف حتى لا نهدر الطاقة الموجودة داخل العضلات، لأنه فى حالة إهدارها فإن هذا يقلل معدل خروج الدم من العضلات ومن ثم يتسبب فى تكوين بكتيريا داخل اللحم ممكن تؤدى إلى إصابة الإنسان ببعض الأمراض المصاحبة للحوم الملوثة: «لازم يتم استنفاد الدم بالكامل من جسم الحيوان، وده علشان يحصل لازم تكون الذبيحة فى حالة استرخاء، علشان يكون فى خلايا العضلات مادة الجليكوجين، ودى تعتبر محرك أساسى للجسم، وبالتالى هيبقى عندها طاقة تجبر القلب على ضخ الدم للمخ فيخرج من مكان الذبح لخارج الجسم، وبكده يبقى خرج كل الدم أو على الأقل معظمه».
ويضيف: «فى حالة ترهيب وتخويف الذبيحة بيحصل تصلب للعضلات ووقتها بتكون العضلة جامدة وناشفة، لأن بروتين الأكتين والميوسين بيتحدوا مع بعض فبيتكون بروتين اسمه الأكتوميوسين، وده بروتين متصلب وقدرته على الاحتفاظ بالمياه قليلة جداً، لدرجة إن الكيلو بعد الطبخ ممكن يقل النص بالظبط، ده غير إنه بيخلى لون اللحمة غامق وطعمها حامضى».
ويؤكد «عشيبة» أن عملية تعتيق اللحوم تعد من أهم مراحل إنتاج لحوم صحية، حيث من خلالها يتم وضع اللحوم فى غرف مبردة لمدة تتراوح من ٦ إلى ٤٨ ساعة بحسب نوع الذبيحة، والهدف منها تحويل العضلة المتقلصة إلى مرتخية وتكسير الأكتوميوسين وتحويله إلى أكتين وميوسين مرة أخرى، وبهذا فإن العضلات يمكنها أن ترتخى مرة أخرى وتعود إليها خصائصها الطبيعية وتزداد قدرتها على الاحتفاظ بالمياه.
ويستطرد: «علشان أكسر المركب ده لازم يكون فيه طاقة فى العضلة، وهنا بيكون للنشا الحيوانى دور كبير فى زيادة معدل التحويل، لكن مع خوف الحيوان الطاقة بتاعته بتستنفد، علشان كده طعم اللحمة بيتغير وبيتبقى دم داخل العضلات، وبكده بيكون فيه فرصة لنمو البكتيريا والكائنات الدقيقة داخل جسم الحيوان، وممكن تنتقل لجسم الإنسان بسهولة جداً وتسبب مشاكل فى المعدة».
"خطاب": "إذا هاجت الأضحية سخن جسمها ما يسمح بتكوين أحماض ضارة داخل اللحم تضر الإنسان عند الأكل"
ويقول أحمد خطاب، أستاذ تربية الأغنام، إن الإجهاد الحركى والترهيب وكذلك التعذيب تؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة العضلات، وهذا يؤثر على جودة اللحوم: «الحيوان لما بيكون فى حالة حركة وهياج جسمه بيسخن، وده بيسمح بتكون حمض اللاكتيك داخل العضلات، ولذلك لون اللحمة بيتغير بالإضافة لطعمها كمان»، ويتابع: «لازم الحيوان يرتاح مدة طويلة يعنى ٢٤ ساعة على الأقل، لأن النقل بيخلى اللحمة تغمق، والصح إنها تكون حمرا باللون الوردى وما يكونش فيها خضار ولا ريحة منفرة».
ويشرح أستاذ تربية الأغنام الأسباب العلمية وراء تصويم الأضاحى قبل ذبحها، ويقول: «تصويم الأضاحى مهم جداً علشان يقلل الكرش، وبالتالى نسبة انتقال بكتيريا منه للحم أثناء الذبح هتقل هى كمان، لكن عادى إنه يشرب ميه علشان كمان التشفية».
وعن الرأى الدينى فى مسألة تعذيب الحيوانات قبل ذبحها يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، إن الذبح سنة مؤكدة عن النبى (صلى الله عليه وسلم) فى حق القادر عليها، وهى قربة لله ولا ينبغى لمسلم أن يعذب حيواناً: «الإسلام نهى عن تعذيب الحيوان بحجة الذبح بل بالعكس ده أمر بحسن التعامل مع الحيوانات بشكل عام، وخير دليل على هذا، المرأة المخزومية التى دخلت النار فى هرة».
وتابع: «يجب على الذابح قبل الذبح إراحة الذبيحة وحد شفرته جيداً حتى لا يعذب الأضحية بالذبح، كما يجب ألا يراها غيرها حتى لا يخاف، وفى هذا عذاب له، وعند الاقتراب منها لا بد من إخفاء السكين، لأن رؤية الذبيحة للسكين تزعجها».
وأضاف: «وقت الذبح لا بد أن تكون الذبيحة على جانبها الأيمن ووجهها للقبلة، وأن يقول الذابح بسم الله الله أكبر، وأن يقطع الوجدين والحلق، ويجب ألا يفصل الرأس عن البدن لأنه مكروه»، ويؤكد «الأطرش» أنه لا صحة لما يشاع بأن الإسلام أباح تصويم الأضاحى قبل الذبح: «مفيش نص قال إن الذبيحة لازم تصوم قبل ما تندبح».
ويوضح رئيس لجنة الإفتاء سابقاً أنه من المستحب عند ذبح الإبل أن يتم نحرها وليس ذبحها: «فى الإبل النحر مستحب عن الذبحو ومعناه قطع اللبة أسفل العنق، لكن لو تم ذبحها فهذا حلال ولا حرمة فيه».