من جديد.."بيلوسي" تندد بسياسة ترامب في مجال الهجرة

من جديد.."بيلوسي" تندد بسياسة ترامب في مجال الهجرة
نددت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي- من أشد معارضي سياسة الرئيس دونالد ترامب في مجال الهجرة- بوضع آلاف المهاجرين على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة، ووصفته بأنه معيب وغير إنساني خلال زيارة قامت بها إلى جواتيمالا.
وقالت بيلوسي، خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الخميس في العاصمة "جواتيمالا": "لتكن الأمور واضحة، ما يجري على الحدود (الجنوبية للولايات المتحدة) معيب"، موضحة أن المهاجرين يعاملون بطريقة غير إنسانية تخالف القيم الأمريكية.
وكانت بيلوسي، دعت في يونيو الماضي، ترامب للتخلي عن سياسته القاسية في مجال الهجرة، والعمل بالتعاون مع الديمقراطيين على إدخال "إصلاح فعال" بهذا الخصوص، وقالت بيلوسي في بيان نشر على موقعها الرسمي في ذلك الوقت: "يجب على الرئيس التخلي عن السياسة القاسية وغير الفعالة والتمييزية والعمل بالتعاون مع الديمقراطيين من أجل دعم الإصلاح المعقول والفعال في مجال الهجرة والذي يحترم قيمنا ويحافظ على وحدة الأسرة وأمنها".
وعبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، عن اعتقادها بأن ترامب يجب أن يوقف تخريب الجهود البناءة وحسن النية لحزبي الكونجرس، الهادفة إلى إزالة الأسباب الأصلية للوضع، عن طريق تجميد تمويل الجهود الإنسانية في أمريكا الوسطى، موضحة: "إن التهديد الجديد للرئيس ببدء الإجلاء الجماعي (للمهاجرين) يعد هو أحد أفعال الخبث المطلق والتعصب ويهدف إلى إثارة الخوف فى مجتمعاتنا لا غير"، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.
وكان مسؤولون بالإدارة الأمريكية، أعلنوا أمس الخميس، أن دبلوماسية رفيعة المستوى مسؤولة عن أمريكا اللاتينية استقالت من منصبها وسط خلافات داخلية بشأن سياسات الهجرة في المنطقة، وكشف هؤلاء المسؤولون، أن كمبرلي برير مساعدة وزير الخارجية عن شؤون غرب الكرة الأرضية قدمت استقالتها بسبب اتفاق الهجرة الأخير مع جواتيمالا، وإن كانت بعض المصادر أفادت بأن وراء تنحيها أسبابا شخصية تتعلق بأسرتها. وكان توقيع الاتفاق، أثار احتجاجات في جواتيمالا حيث رأى معارضون ومنظمات غير حكومية أن هذا البلد الذي يعيش 60% من سكانه دون عتبة الفقر لن يكون قادرا على استقبال اللاجئين الساعين للوصول إلى الولايات المتحدة بشكل لائق كما ينص عليه.
وكانت الولايات المتحدة وجواتيمالا، أبرمتا في 27 يوليو الماضي، اتفافية مثيرة للجدل حول طالبي اللجوء، وتم التوقيع على الاتفاقية في البيت الأبيض من جانب وزير داخلية جواتيمالا إنريكيه ديجنهارت ووزير الأمن الداخلي الأمريكي بالإنابة كيفن ماكالينان.
ويمكن أن يتم تطبيق الاتفاقية على مهاجرين سلفادوريين أو هندوراسيين يعبرون جواتيمالا أثناء توجههم إلى الولايات المتحدة. وقالت قناة "فرانس 24" الفرنسية في ذلك الوقت إن الاتفاقية التي أطلق عليها "دولة ثالثة آمنة" تتطلب من المهاجرين القاصدين الولايات المتحدة والذين يدخلون جواتيمالا طلب اللجوء إلى الأراضي الأمريكية أثناء وجودهم في جواتيمالا، ستؤمن السلامة لطالبي اللجوء القانونيين ووقف عمليات الاحتيال في طلبات اللجوء.
من جانبه، قال ترامب: "هذا الاتفاق التاريخي سيضع حدا لأنشطة المهربين والمتاجرين" أي الأشخاص الذين قاموا بتهريب آلاف المهاجرين عبر المكسيك إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مضيفا: "إنهم أشخاص شريرون مرضى ومختلون"، بينما اعتبرت المنظمة غير الحكومية "لاجئون دوليون" أن الاتفاقية تثير قلقا بالغا ومن شأنها تعريض بعض أكثر الناس ضعفا في أمريكا الوسطى لمخاطر كبيرة، وقال رئيس المنظمة إريك شوارتز في بيان قي ذلك الوقت: إن "جواتيمالا ليست آمنة على الإطلاق للمهاجرين وطالبي اللجوء"، مشيرا إلى أن "مثل هذه الاتفاقية تسخر من الفكرة القائلة بأن الفارين من الاضطهاد في أمريكا الوسطى لديهم ملاذ".
وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الهجرة والجمارك الأمريكية، امس الخميس، عن اعتقال 680 شخصا من المهاجرين بصورة غير شرعية في ولاية ميسيسيبي خلال حملة مداهمات على سبع محطات لتصنيع المواد الغذائية بالولاية، فيما وصفت بأكبر عملية منفردة لتنفيذ القانون في التاريخ الأمريكي، وقالت الهيئة، في بيان، إن هذه العملية الضخمة شارك فيها نحو 600 من موظفيها في عدة مدن بالولاية حيث طوقوا تلك المحطات التصنيعية لمنع هروب العمال المخالفين. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية المكسيكية إن 122 مكسيكيا تم إلقاء القبض عليهم خلال العملية.