حكايات المتطوعين في موسم الحج.. جنود مجهولون لخدمة ضيوف الرحمن

حكايات المتطوعين في موسم الحج.. جنود مجهولون لخدمة ضيوف الرحمن
- مكة
- السعودية
- الحج
- الحجاج
- موسم الحج
- عرفة
- منى
- المزدلفة
- مكة
- السعودية
- الحج
- الحجاج
- موسم الحج
- عرفة
- منى
- المزدلفة
من شتى بقاع المملكة يأتون أفواجا لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، يكرسون وقتهم وجهدهم طوعا؛ لتقديم أشكال عدة من المساعدة لمن يحتاجها من الحجاج بما يمكنهم من أداء عبادتهم بكل يسر وسهولة، تختلف أماكن تواجدهم كلُ حسب مهمته في المشاعر المقدسة، اجتمعوا جميعا شباب وفتيات على هدف واحد وهو"التطوع لخدمة زائري مكة في موسم الحج".
لا تدخر الممكلة السعودية جهدا في تقديم الخدمات لتسهيل فريضة الحج على الحجاج، ومنها العمل التطوعي في خدمة ضيوف الرحمن، ووفقا لرؤية 2030 أصبح العمل التطوعي لا يقتصر على دفع العربات في الحرم أو المشاعر المقدسة، بل يمتد ليشمل مجالات مختلفة كالأعمال التطوعية في مجال الخدمات الصحية والكوارث الطبيعية ورعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والترجمة والإرشاد والإعلام الجديد، وفقا لما ذكره الأستاذ هاني أبوالسعود المستشار في مجال الإعلام والعلاقات العامة والأعمال التطوعية بمكة، الذي أكد أن كل ذلك يتم من شباب المملكة خالصا لوجه الله لخدمة الحجاج والمعتمرين.
التطوع لخدمة الحجاج يشمل الرعاية الصحية والترجمة والتثقيف والإرشاد خلال التنقل بين الحرم والمشاعر المقدمة
إلى جانب أشكال التطوع السابقة والتي تقدم لضيوف الرحمن في منطقة الحرم والمشاعر المقدسة، يتطوع، أيضا، المئات في سقاية الحجاج داخل الحرم والتوعية البيئية والصحية، وبحسب تصريح أبو السعود، لـ"الوطن"، فإن كل أشكال التطوع يشارك فيها جميع شباب المملكة، ومنهم من يتولى مهمة تثقيف الحجاج وتوعيتهم وإرشادهم خلال التنقل بين الحرم وأماكن المشاعر المقدسة من أجل فريضة حج أكثر يسرا لجميع ضيوف الرحمن القادمين من شتى بقاع الأرض.
استقبال الحجاج بالمطارات السعودية، شكل آخر من أشكال التطوع في موسمي الحج والعمرة، يقوم به عدد كبير من الشباب والشابات المتطوعين لمساعدة الحجاج لحظة وصولهم إلى أرض المملكة، يعملون بالتنسيق مع الجهات المعنية بذلك في المنافذ البرية والبحرية، حرصا من المملكة على توفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن.
جامعة أم القرى تخصص عددا من طلابها وأساتذتها لرعاية الحجاج في مستشفيات مكة والمشاعر
قبل 4 سنوات، أطلقت جامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية برنامجا تطوعيا خاصا بموسم الحج، يتمثل في تسخير جهود الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في مساعدة حجاج بيت الله الحرام في المجال الطبي، من خلال تقديم الرعاية الصحية لهم بالتعاون مع المؤسسات الاجتماعية والوزاية بالمملكة، وفقا للدكتورة رويدا علي بكري، مساعدة المشرف العام لبرنامج الحج التطوعي لكلية الطب لشؤون المتطوعات، و نائبة رئيس مقرر الحج والعمرة في المنهج المحدث لكلية الطب بالجامعة.
مع انتهاء شهر رمضان، يبدأ أعضاء البرنامج التطوعي استعدادتهم الخاصة بموسم الحج، حيث يجرى تكريس عدد كبير من الطلاب والطالبات بدءًا من السنة الثانية وحتى الامتياز لهذا البرنامج يجرى توزيعهم بحسب الدرجات العلمية لكل منهم، وبحسب حديث الدكتورة رويدا، لـ"الوطن"، تنقسم الفرق الطبية المتطوعة بين "الفرق الراجلة" وهي المنوط بها تقدم الخدمات الإسعافة في أماكن تجمع الحجاج بالممرات والمسارات المؤدية إلى المشاعر، وتحمل شنطا إسعافية لمساعدة أي حاج.
تعمل "الفرق الراجلة" بالتوازي مع فرق التثقيف الصحي التي تقدم إرشادات الأمن والسلامة وطرق تجنب الإصابات مثل ضربات الشمس وإصابات القدم للحجاج، يدعمهم فريق من الباحثين في الجامعة عبر الدراسات والأبحاث التي تجرى خصيصا لهذا الموسم.
مع صباح اليوم الرابع من ذي الحجة، يبدأ العمل الميداني التطوعي داخل مستشفيات مكة الحكومية، أما العمل داخل مستشفيات المشاعر المقدسة يبدأ من اليوم السابع وحتى الثالث عشر، منقسمين لفرق بحسب تخصصاتهم، "الهدف الاساسي من البرنامج غرس فكرة العمل التطوعي في أطباء الجامعة لتخريج دفعات أكفاء للعمل في هذه المواسم"، بحسب تعبير الدكتورة رويدا.
إنقاذ سيدة تحتضر بعد حادث التدافع بمنى كان دافعا لاستمرار الطبيبة "إيلاف" في التطوع منذ عام 2015
إيلاف الشريف، 26 عاما، إحدى المشاركات في برنامج الحج التطوعي بجامعة أم القرى، مارست أشكالا مختلفة من التطوع وفقا لخبرتها العلمية، على مدار 4 سنوات وتستعد العام الحالي للمشاركة ضمن البرنامج كطبيبة امتياز مشرفة على اللجان الطلابية إلى جانب تقديم الرعايه الصحية للحجاج في مستشفيات مكة والمشاعر المقدسة.
بالزي المميز للفرق المتطوعه تقف "إيلاف" في مناطق المشاعر المقدسه لتقديم إسعافات أولية للحجاج المصابين، وبحسب روايتها، لـ"الوطن"، فإن جميع الشباب المتطوعين لديهم رخصة بإجراء إنعاش القلب الرئوي، ولديهم معلومات كافية للتصرف مع الحالات الحرجة بعد خضوعهم لبرامج تدريبية تؤهلهم للقيام بهذه المهمة.
مواقف إنسانية لا حصر لها عاشتها طبيبة الامتياز، خلال سنوات العمل في ميدان التطوع ضمن فريق الجامعة، لا يزال العديد منها عالقا في ذاكرتها، تذكر منها بتأثر شديد حادث التدافع بمنى في عام 2015، كانت التجربة الأولى لها في التطوع، ولم يكن لديها الخبرة الكافية حينها للتصرف مع الموقف إلا أن هول المفاجأة وضعها في موضع المسؤولية، "كنت أعرف وقتها الأساسيات كإنعاش القلب الرئوي وتركيب الأكسجين وقياس الضغط وتلقائيا بذلت كل ما في وسعي مع المصابين"، بحسب تعبيرها.
أحد الأبناء يصطحب أمه التي كانت تحتضر من هول المفاجأة وشدة التدافع ويطلب من "إيلاف" إنقاذها، موقف مؤثر كان سببا في أن تحرص الطبيبة العشرينية كل عام على التطوع في موسم الحج بعد أن كانت سببًا في إنقاذ الأم، وعودتها إلى الحياة مرة أخرى، "شوفت الفرحة في عين الابن وحسيت يومها بقيمة التطوع اللي بنقدمه للحجاج".
"ماجد" يتطوع للسنة الثامنة على التوالي في إرشاد الحجاج التائهين ومساعدتهم للعودة إلى خيامهم
للسنة الثامنة على التوالي يقضي الشاب ماجد الزهراني، موسم الحج بين الحجاج متطوعا لخدمتهم ومساعدتهم، أحب المهمة التي يقضيها ضمن فرق الكشافة المتطوعة بتفانٍ تام فأصبح وجها مألوفا بين المنظمين والمشرفين عليها منذ أن كان بين طلاب جامعة الطائف حتى أضحى قائدًا مسؤولا عن عشرات المتطوعين هذا العام.
يتواجد الشاب العشريني في موسم الحج من كل عام بين ضيوف الرحمن بمشعر "منى" مهتمه التي تتمثل في إرشاد الحجاج التائهين في الزحام ومساعدتهم على العودة إلى خيامهم سالمين، تبدأ رسميا من اليوم الثامن من ذي الحجة "يوم التروية" وحتى اليوم الثالث عشر إلى أن ينتهي الحجاج من قضاء مناسكهم، وبحسب حديثه لـ"الوطن" فهو وكل فرق الكشافة، يتدربون على ذلك جيدًا قبل العمل الرسمي بنحو 4 أيام يخرجون مع أذان الفجر كل يوم للتعرف على معالم المنطقة لحفظها ودراستها جيدا.
إرشاد الحجاج التائهين بين المشاعر المقدسة ليست المهمة الوحيدة التي يؤديها ابن محافظة "الدمام" السعودية، حيث تساعد فرق الكشافة أيضا في تفويج الحجاج إلى مكان رمي الجمرات ثم إعادتهم إلى خيامهم مرة آخرى، وبحسب تعبير ماجد، يتعرفون على المعلومات الخاصة بكل حاج من خلال إسورة اليد التي يرتديها كل منهم وموضح بها بيانات الحملة التابع لها أو من خلال الباسبور أو البطاقة التي يحملها معه.
متطوعو جمعية "هدية الحاج والمعتمر" ينتشرون في المطارات والمشاعر المقدسة لتوزيع هدايا ووجبات طعام جافة على الحجاج
إكرام ضيوف الرحمن لحظة وصولهم إلى أرض المملكة العربية السعودية، هدفا رسمه قيادة البلاد المباركة ومن هنا بدأت فكرة تأسيس جمعية "هدية الحاج والمعتمر" الخيرية، والتي يعمل متطوعوها من الشباب والفتيات على توفير كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار بتقديم خدمات عدة كتقديم خدمات الإطعام والسقيا للوفود وتوزيع بعض الهدايا عليهم كالمنتجات الخاصة بالعناية الشخصية من أجل رحلة حج أيسر وأسهل.
يتميز متطوعو"هدية الحاج والمعتمر" بزيهم الذي يحمل الشعار الخاص بالجمعية التي تأسست قبل 10 سنوات، وينتشر المئات منهم في نقاط الاتصال الخاصة بالجمعية في المنافذ الحدودية البرية والبحرية للمملكة السعودية، وفي مطارات جدة ومطار المدينة المنورة وصالات الحجاج، يجيدون استقبال الحجاج منذ لحظة وصولهم، مقدمين لهم بعض الهدايا تُذهب عنهم مشقة الرحلة، وتبعث الطمأنينة في نفوسهم، بحسب قول الأستاذ منصور العامر مدير عام الجمعية.
داخل المواقيت والمشاعر المقدسة، أيضا، تتواجد فرق التطوع التابعة للجمعية الخيرية لتيسير رحلة الحج على ضيوف الرحمن، وفي حديث منصور، لـ"الوطن"، فإن الجمعية تمتلك مطاعم خيرية بالمشاعر المقدسة في عرفات والمزدلفة لتقديم وجبات طعام مجانية للحجاج إلى جانب ناقلات السيارات التي توزع الوجبات الجافة على الحجاج خلال أداء مناسك الحج، والتي وصل عددها إلى 3 ملايين وجبة العام الحالي بخلاف عبوات السقيا.