"جثة أبو العروسة طلعت من النيل".. صفحة جديدة بمأساة حادث معهد الأورام

كتب: محمد سيف

"جثة أبو العروسة طلعت من النيل".. صفحة جديدة بمأساة حادث معهد الأورام

"جثة أبو العروسة طلعت من النيل".. صفحة جديدة بمأساة حادث معهد الأورام

فرحة أبو العروسة لم تستمر سوى دقائق قليلة جمعته بزوجته وابنته في قاعة الفرح داخل نقابة المعلمين، وهي المرة الأولى والأخيرة، التي شاهد فيها ابنته بفستان الفرح، قبل أن يلقى ربه بنيران الموجة التفجيرية الإرهابية بمحيط معهد الأورام.

دقائق قليلة مرت على خروج موكب العروس من القاعة، وسرعان ما تحول الأمر إلى كارثة لا بد أنها ستظل باقية في ذاكرة العروس أبد الدهر، إذ شاهدت أمام عينيها السيارة التي تقل أبويها تنفجر وتتحول إلى قطع صغيرة محترقة متطايرة.

جثة الحاج طارق شوقي، دفعتها الموجة التفجيرية إلى نهر النيل، بينما استقرت جثة والدة العروس على الرصيف بجانب جثث وأشلاء الضحايا من أقاربهما الذين حضروا من قرية ميت حبيبت في الغربية لتهنئة العروسين بحفل خطوبتهما.

عاشت العروس "نعمة" لحظات قاسية عقب الحادث، حتى عثرت على جثمان والدتها "نجوى رفعت" ولم يتم العثور على جثمان والدها إلا بعد 72 ساعة في نهر النيل.

يذكر أن ضحايا عائلة "أبو إسماعيل" تصادف مرورهم من جانب الحادث، وقت حدوث الانفجار على طريق كورنيش النيل في موكب حفل زفاف، فسقطوا جميعًا ما بين قتيل وجريح.

وودع أهالي قرية "ميت حبيب" في الغربية الضحايا في جنازة شعبية مهيبة شارك فيها سكان القرية والقرى المجاورة لها في مركز سمنود.

واحتشد الآلاف داخل مسجد بلال بن رباح الكبير وأمام ساحته الكبري في وسط قرية "ميت حبيب" لصلاة الجنازة على الضحايا، وذلك في حضور اللواء هشام السعيد محافظ الغربيه واللواء محمود حمزه مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الغربية واللواء علاء يوسف رئيس مجلس مركز ومدينة سمنود، واللواء مجدي عوض مساعد، مدير فرقه المحلة بمركزي سمنود والمحلة وعدد من أعضاء مجلس النواب، ولفيف من كبار مشايخ القرية وعمداء العائلات في محافظة الغربية.

وهتف المشاركون في الجنازة ضد الإرهاب: "لا إله إلا الله شهداؤنا في الجنة ، يا شهيد نام وارتاح، الله أكبر شهدائنا الأبرار في الجنة، الإرهاب والإرهابيين في النار"، وحمل أقارب الضحايا صور ولافتات مطالبة بالقصاص لدماء الشهداء ودحر كافة البؤر الإرهابية.  

وشهد محيط معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، انفجارًا مدويًا، مساء الأحد الماضي، نتج عن سيارة تحمل متفجرات، بشارع كورنيش النيل أمام المعهد، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، بحسب مصدر أمني.

وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة؛ استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات لـ20 حالة بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، مقدمة التعازي لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين.

بدوره، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي، متمنيًا الشفاء للمصابين، متوعدًا بمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره.

وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.

 

 


مواضيع متعلقة