شمس بدران في مذكراته: لست نادما على ما فعلته بـ"الإخوان" عام 1965 ولو عاد الزمن لكررت الأمر نفسه

شمس بدران في مذكراته: لست نادما على ما فعلته بـ"الإخوان" عام 1965 ولو عاد الزمن لكررت الأمر نفسه
كشف شمس بدران وزير الحربية في عهد عبد الناصر، في أولى حلقات مذكراته التي تنشرها جريدة "السياسة" الكويتية، والتي تحمل عنوان "شمس بدران يفتح خزانة أسراره ويروي حقبة من تاريخ مصر"، العديد من الأسرار المتعلقة بحقبة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وطريقة مواجهته تنظيم الإخوان، مرورا بالأعمال الإرهابية التي ارتكبتها الجماعة في خمسينات وستينات القرن الماضي، وصولا إلى نكسة يونيو 1967، ووفاة عبدالحكيم عامر، وتسلم السادات سدة الحكم بعد وفاة عبدالناصر.
أوردت الصحيفة أجزاء مما جاء في مذكرات بدران التي قال فيها "كل ما ذكرته كان يتعلق بعلاقة رئيس جهاز المخابرات (1957-1967) صلاح نصر بالرئيس عبدالناصر، فقد لاحظ نصر أن زيادة نسبة السكر التي كانت تشكل أزمة صحية دائمة لعبدالناصر خلال سنواته الأخيرة".
وفي حلقة أخرى من المذكرات يتحدث "بدران" حول قضية تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965 وقال "اختلطت الحقائق بالأساطير، والاعترافات بالخزعبلات وظل الرأي العام بعيدًا ومهمشًا عن المشاركة في هذه القضية الخطيرة، ما ترك المجال أمام "الإخوان" أن يُنسجوا من خيالهم آلاف القصص والحكايات الخرافية، حول عمليات التعذيب الوهمي التي تعرض لها المتهمون في القضية. وبعضهم وصل به الخيال إلى حد أن اتهمني باستخدام "موتورسيكل" للسير به على أجساد المتهمين داخل أسوار السجن الحربي، كما بالغوا في أعداد المحتجزين على ذمة القضية بصورة تتنافى مع المنطق والعقل. صحيح أننا كنا جادين في التعامل مع المتهمين، وكنا نستخدم القسوة معهم في أحيان كثيرة، حتى نجبرهم على الاعتراف، وسرد تفاصيل مخططهم الإجرامي الذي كان يستهدف مصر كلها، لكن لم يصل الأمر إلى الحد الذي يتحدثون عنه في أدبياتهم، حيث تحمل كتب وروايات "الإخوان" كثيرا من المبالغات التي تصل إلى مستوى الخرافات والخزعبلات.
وتحدث "بدران" خلال سرده للمذكرات عن الإعلامي حمدي قنديل الذي اعتبره أحد مذيعي التليفزيون القلائل الذين أجروا لقاءات مع المتهمين، واعترفوا له بدورهم في التنظيم قائلا: من المهم جدا أن يتحدث حمدي قنديل عن تلك الواقعة، حتى يرد على مزاعم "الإخوان"، ويثبت للأجيال الجديدة أننا لم نكن نسعى إلى تعذيب أو قتل الإخوان، بل كان هدفنا تقديم الجناة إلى العدالة. من المهم كذلك أن يخرج كل من شارك في استجواب المتهمين في تلك القضية، والكشف عن مدى خطورة ما حصل عليه من اعترافات من المتهمين؛ لأن الإخوان- حتى اليوم- مصممون على أننا اصطنعنا هذه القضية وفبركناها من أجل تعذيبهم وتشويههم.
وتابع "بدران" في مذكراته حديثه حول مخططات الجماعة الإرهابية حينها وقال: "الصدفة وحدها كشفت المخطط الإخواني ولو لم يحبط لكانت مصر كلها مرشحة للسقوط" وتابع: "على مدار أيام عدة متواصلة ظل سيد قطب يكتب كل ما يتذكره من أحداث وأشخاص شاركوا في مخططه الشيطاني حيث جنَّد قطب عشرات الشباب ووضعوا مخططاً لتفجير المنشآت والكباري واغتيال شخصيات".
وواصل "بدران" قائلا إنه "كان ينبغي عليَّ يوم 6 يونيو 1967 إلقاء القبض على عبد الناصر وتقديمه للمحاكمة لتوريطه مصر في هزيمة عسكرية أنهكتها".
وتابع الرجل في مذكراته التي تنشرها الصحيفة الكويتية قائلا: "لست نادما على ما فعلته بـ"الإخوان" عام 1965 ولو عاد الزمن لكررت الأمر نفسه معهم.