حزب الأمُّورة الديمقراطى فى مجلس الشعب

كتب: فتحى الصومعى

حزب الأمُّورة الديمقراطى فى مجلس الشعب

حزب الأمُّورة الديمقراطى فى مجلس الشعب

كم كانت ثرية ومعطاءة تلك الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير وحتى الآن؛ إذ وهبتنا الكثير وما زالت حُبلى بما لم تره عين ولا خطر على قلب مصرى. فترة أضافت لقاموس لغتنا الجميلة مفردات وكأنها وليدة 25 يناير وما بعده. فها هى الليبرالية والعلمانية واليسارية رؤوس موضوعات تلوكها الألسنة صباحاً ومساءً. وها هى الأحزاب سابقة التجهيز والأحزاب نصف المطهية والأحزاب الرخيصة لأنها وارد بلاد الصين. بينما كنت أنتظر انعقاد ندوة جمعت ممثلى العديد من الأحزاب والتيارات والائتلافات، دار حديث بينى وبين سيدة ممن يتعاطين السياسة تحت مسمى «ناشطة سياسية»، فإذا بخاطرة تراودنى فجأة «لماذا لا يكون فى مصر حزب نسائى؟»، أى حريمى. يقوم تصورى على أن الإناث اللائى لهن حق التصويت ربما يمثلن ما يزيد على 40%، ونحن نعلم أن الكسل لدى الذكور فى المشاركة إنما يزيد عنه عند النساء، ومن هنا ندرك أن حزباً للمرأة يمكنه المنافسة على عدد من المقاعد البرلمانية مؤثرة جداً، كما أن صوت المرأة حينئذ يصبح المتحكم فى دفة انتخابات رئاسة الجمهورية، كما أن المرأة يومها لن تستجدى حقوقها عبر الرجل، ربما الرجال يومها يبوسون القدم ويبدون الندم، لماذا لا نجد حزباً للمرأة يعبر عن طموحاتها وتوجهاتها ورؤاها ونظرتها للمستقبل، وهى أعلم بأحلامها التى تتمسك بها تمسُّك الكسيح بعكازه. وكثيراً ما تكون المرأة أذكى من زوجها الذى يتعثر بخيال حذائه، وهى تطلب وتلح فى الطلب فلا تكلُّ ولا تملُّ، وربما تتعلم المرأة فى حزبها فنون الحب الذى لا غنى للبيت عنه، وربما يكون لهذا الحزب سلاح لا يتوافر لحزب آخر، وهو أن دعاءهن مستجاب لأنهن تقريباً مكسورات الجناح «يا حَبّة عينى»، وربما يستخدمن الزغاريد فى قاعة المجلس بدلاً من التصفيق، وربما غمزة العين تصبح بديلاً عن رفع اليد التى تعنى «موافقة»، أو على الأقل يسكتن، والسكوت علامة الرضا، وربما لن نجد مشادات وتشابك بالأيدى تحت قبة المجلس؛ إذ سوف يتم التوافق بين المتخاصمين بالغناء فنجد برلمانياً يعاتب امرأة برلمانية تحت القبة قائلاً أو مدندناً: «عَيَّرَتنى بالشيب وهو وقار، ليتها عيَّرت بما هو عار». إن تأسيس حزب للمرأة لقادر على أن يكون أكثر تعبيراً وقرباً وصدقاً مما يحتاجه نصف المجتمع «النصف الحلو»، وما هو بالغريب؛ إذ سنجد أحزاباً إسلامية وأحزاباً علمانية وأحزاباً ليبرالية وأحزاباً نسائية، وما دمنا قد دخلنا حديقة الديمقراطية نقطف منها ما نشاء فإن حزباً نسائياً ربما يقود إلى شجرة در جديدة فتكون رئيسة مصر فى المستقبل امرأة تشيب على أهدابها الأيام وعيناها فى شباب دائم، تعرف متى تضع الساق على الساق، امرأة وربما نسعد ونهنأ بها ومعها فنطلب منها أن تكون ملكة للبلاد، وبالملكية نرتاح من هَمِّ الانتخابات الرئاسية التى لطخت الحيطان ولعبت فى أدمغة الناس، وأفقدت الآباء السيطرة على الأبناء، لذا سوف يهرب الآباء إلى حزب المرأة، ولكن أخشى أن تنسى المرأة نفسها تحت قباب المجالس فتغيب عنها عين زوجها، أى عين راعيها، ومن تنام عنها عين راعيها يسلمها حظها إلى أنياب الذئاب، وربما هناك من يسعد بخروج زوجته مودعاً إياها ببيت شعر يقول: «إذا ذهب الحمار بأم عمرو، فلا رجعت ولا رجع الحمار»، يحدث هذا وننسى حديث رسول الله حيث قال: «إن هلاك الرجال طاعتُهم لنسائهم».