حضرت في حوادث سابقة.. سر "السيارة المسروقة" في العمليات الإرهابية

07:25 م | الاثنين 05 أغسطس 2019

بعد سرقتها من محافظة المنوفية ببضع أشهر، يتم استخدام تلك السيارة في إحدى أكبر العمليات الإرهابية، والتي فشلت في الوصول لهدفها، لكن على الرغم من ذلك لم يسلم المصريون من أذاها، حيث اصطدمت بمجموعة سيارات وانفجرت مخلفة استشهاد 19 مواطنا وإصابة 30 آخرين، أمام المعهد القومي للأورام.

وتوصلت التحريات الأولية إلى تورط حركة "حسم" الإخوانية في الإعداد والتجهيز لتلك السيارة، لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها، حسب بيان وزارة الداخلية، الذي تم الإعلان عنه قبل بضع ساعات.

وفي الفترة الأخيرة، انتشر استخدام تلك الجماعات الإرهابية للسيارات المسروقة في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وفي التقرير التالي نستعرض هذه العمليات:

مديرية أمن القاهرة

ففي عام 2014، استهدفت إحدى السيارات المتهالكة المسروقة مديرية أمن القاهرة لتفجيرها، حيث كانت تحتوي على مواد متفجره، ولم تتأثر مديرية أمن القاهرة وحدها بالانفجار لكنه طال أيضا متحف الفن الإسلامي في "باب الخلق"، حيث تأثر المبنى ببعض التلفيات، وأسفرت تلك الحادثة عن مصرع 4 أشخاص وإصابة 76 آخرين.

اغتيال النائب العام

واستهدفت إحدى السيارات المتهالكة المسروقة موكب النائب العام السابق هشام بركات لاغتياله في يونيو 2015، بعد أن قام منفذو العملية بتفخيخها وركنها بالقرب من منزله قبل بضع أيام من تنفيذ العملية حتى لا يشك أحد بأمرها، مما أدى إلى استشهاده.

القنصلية الإيطالية

واستخدمت تلك الجماعات سيارة مسروقة متهالكة في 2015 لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابيه بالقاهرة، بتفجير القنصلية الإيطالية، مستخدمين أجهزة تحكم عن بعد بهدف تفجير القنصلية الإيطالية، حيث أسفر الحادث عن مصرع شخص وإصابة 10 آخرين.

نعيم: يستخدمونها منذ فترات بعيده

يقول القيادي السابق بتنظيم الجهاد نبيل نعيم، إن استخدام تلك الجماعات للسيارات المسروقة في تنفيذ عملياتهم أكبر دليل على أنهم ليس لهم علاقة بالدين، وأن العمليات التي يتم تنفيذها ماهي إلا لأغراض سياسية أو مصالح شخصية، فكيف لهم وهم يدعون للدين أن يرتكبوا ذلك الخطأ الشنيع الذي تعاقب عليه أحكام الدين بقطع اليد.

ولفت نعيم إلى أنه على الرغم من أن سرقتهم للسيارات واستخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية انتشر في الفترات الأخيرة، إلا أنهم يستخدمون ذلك الأسلوب منذ زمن بعيد، ويتبعونه حتى لا يشك أحد بهم، كما أنهم لجأوا أيضا إلى استخدام السيارات المتهالكة والتي بدورها تبعد الشكوك حول استخدامها في العمليات الإرهابية.

وأشار الجهادي السابق، إلى أن تلك الجماعات هي التي تقوم بسرقة السيارات المستخدمه في تنفيذ عملياتهم الإرهابية دون اللجوء إلى سماسرة أو لصوص متخصصين في سرقة السيارات، حيث يقومون برصد السيارات المقصودة، والتي يتم اختيارها بناءً على عدد من العوامل، مثل كونها غير ملفتة للنظر حتى لا يشك أحد بها، مشيراً إلى أن الجماعات تقوم بتدريب عدد معين منهم على سرقة السيارات حتى لا يلجأوا لغيرهم في ذلك.

وتابع نعيم أن تلك السيارات المسروقة لا تتمكن من الانتقال بالمتفجرات من مدينة إلى مدينة، حيث أنه من السهل الكشف عنها في حال خروجها من المدينة، لكن تقوم تلك الجماعات بتفكيكها وتهريبها بالقطع إلى مكان الحادث ثم يتم تجميعها مرة أخرى، وحتى يتم نقل تلك المتفجرات تقوم تلك الجماعات بنقلها على مراحل من خلال بعض السيارات والدراجات البخارية الخاصة بهم، حتى لا يتمكن أحد من العثور عليها إذا تم نقلها بكميات كبيرة، ثم يتم استخدام السيارة المسروقة وتفخيخها بالكامل بالقرب من مكان تنفيذ العملية المقصود ، ثم يتم استخدامها في التنفيذ.

وشهد محيط معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، انفجارًا مدويًا، مساء أمس الأحد، نتج عن سيارة تحمل متفجرات، بشارع كورنيش النيل أمام المعهد، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، بحسب مصدر أمني.

وتوصلت التحريات المبدئية وجمع المعلومات، إلى وقوف حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية وراء الإعداد والتجهيز لتلك السيارة؛ استعدادًا لتنفيذ إحدى العمليات الإرهابية بمعرفة أحد عناصرها.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، ارتفاع عدد الوفيات لـ20 حالة بينهم 4 مجهولين، وكيس أشلاء، وارتفاع عدد المصابين إلى 47 حالة، مشيرة إلى أن الوضع الصحي للمصابين مطمئن بشكل عام، باستثناء 3 حالات خطرة في الرعاية المركزة، مقدمة التعازي لأهالي المتوفين في حادث معهد الأورام، متمنية الشفاء العاجل لباقي المصابين.

بدوره، تقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي، متمنيًا الشفاء للمصابين، متوعدًا بمواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره.

وأمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق بانتقال فريق من أعضاء نيابة جنوب القاهرة الكلية لموقع حادث الانفجار الذي وقع أمام معهد الأورام بمنطقة قصر العيني، وإجراء المعاينات اللازمة؛ للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث.