خبراء عن هجوم تكساس: حادث كراهية ستتجاوزه أمريكا بدبلوماسية

05:15 م | الأحد 04 أغسطس 2019

"جريمة كراهية" هكذا ترجح السلطات في إل باسو أن تكون دوافع الجاني في حادث إطلاق النار الذي شهدته ولاية تكساس، وأسفر عن قتل 20 شخصا وإصابة 26 آخرين، والحادث الذي شهد شجبا وتنديا من الرئيس الأمريكي المناقض للمهاجرين والمكسكيين منهم خصوصا، فضلا عن خطاباته العنصرية، يتوقع الخبراء أن تتعامل معه الولايات المتحدة الأمريكية بدلوماسية في ظل الأحداث الراهنة.

وقال قائد شرطة إل باسو، جريج ألين، إن السلطات تفحص بيانا من المشتبه به يشير إلى أن "هناك رابطا محتملا بجريمة كراهية"، لكن البيان المؤلف من أربع صفحات، والمنشور على موقع (8 تشان) الإلكتروني الذي عادة ما يستخدمه المتطرفون، والذي يُعتقد بأنه من إعداد المشتبه به، وصف هجوم وول مارت بأنه "رد على غزو أصحاب الأصول الإسبانية لتكساس"، حسب سكاي نيوز.

وذكرت وكالة "سكاي نيوز"، أن المشتبه به "باتريك كروسياس" عبّر عن دعمه للمسلح الذي قتل 51 شخصا في مسجدين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا.

أستاذ علوم سياسية: تداعيات الحادث "عنصرية" لكن المشهد متكرر

وقال الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية، إن فترة رئاسة الرئيس ترامب الحالية، يتزايد فيها الاتجاه اليميني المحافظ، والذي يطلقه الاتجاه الشعبوي وهو الاتجاه الذي ظهر منذ بداية ترشيحه رئيسا، فكانت مواقفه متشدده تجاه المهاجرين وتصريحاته شديدة اللهجة فضلا عن موقفه من بناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.

وتابع بدر الدين، لـ"الوطن"، أن من الواضح على سياسات ترامب أن لديه نظرة متشددة وعنصرية تجاه المهاجرين، فهناك نحو 4 حوادث ضد أعضاء الكونجرس نفسه، مما أثار موجات من الاستياء داخل الكونجرس، نظرا لأن التصريحات التي جاءت ضد العضوات ذوات الأصول غير الأمريكية ما أدى لتوتر العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

وكتب ترامب على "تويتر": "لم يكن إطلاق النار اليوم في إل باسو مأساويا فحسب بل كان عملا جبانا. أقف مع كل شخص في هذا البلد لإدانة عمل الكراهية الذي وقع اليوم. لا توجد أسباب أو أعذار تبرر قتل الأبرياء أبدا".

ويري بدر الدين، أن على الرغم من أن الحادث يعد من الحوداث المتكررة في المجتمع الأمريكي، إلا أن تداعياته عنصرية نظرا لما يعشيه المجتمع المريكي من رفض للمهاجرين.

وتابع، أن المجتمع الأمريكي منذ ظروف نشأته الأولى وهو قائم على الصراعات على الموارد والمناطق بين السكان الاصليين والمهاجرين، ففكرة الميل إلى العنف فكرة متأصلة بحكم تكوينه كمجتمع مهاجر والصراع بين المهاجرين والسكان الأصليين في الولايات المتحدة.

وقال الدكتور سيد مجاهد، خبير الشؤون الخارجية، إن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت العديد من أعمال العنف بدوافع مختلفة، حيث شهدت نفس الولاية قبل نحو عامين حادث إرهابي بإطلاق النار على الموجودين بإحدى الكنائس، وغيرها من حوادث إطلاق النار في تكساس والولايات المتحدة عموما.

خبير شؤون خارجية: السياسية الأمريكية ستتعامل بحذر مع الحادث

وأكد مجاهد لـ"الوطن" أن ولاية تكساس لها حساسية خاصة نظرا لأنها تربط بين أمريكا والمكسيك، وبها مركزا ضخما للتسوق يعتمد عليه السائحون المكسكيون، حيث يذهبون إليه لشراء حاجتهم، وهذا ما يفسر سقوط مكسكيين ضمن الضحايا، ويعزز ترجيح دوافع الجاني العنصرية.

وأشار خبير الشؤون الخارجية، إلى أن مرتكب الحادث اعترف بأن الدافع شخصي وليس سياسي نظرا للضرر الواقع عليه من تواجد المكسكيين، مؤكدا عدم وجود أسباب واضحة للحادث لكن المقدمات تشير إلى أن الحادث يحمل كراهية.

وتابع مجاهد، أن من المتوقع أن يكون الخطاب السياسي الأمريكي حذرا جدا تجاه القضية وخصوصا بعد خطاب ترامب موضحا: أعتقد أن ترامب سيحاول امتصاص القضية والتحدث بطريقة دبلوماسية ومحاولة إبراز الحادث كحادث إجرامي وليس سياسي.