جريمة ذبح هزت عرش الفيوم.. الأب القاتل من التدريس لـ الجنايات

جريمة ذبح هزت عرش الفيوم.. الأب القاتل من التدريس لـ الجنايات
- إيصالات أمانة
- ارتكاب جريمة
- استمرار التحقيقات
- اغتصاب الزوجة
- التنقيب عن الآثار
- النائب العام
- النيابة العامة
- المدرس الأزهري
- قتل أسرته
- الفيوم
- إيصالات أمانة
- ارتكاب جريمة
- استمرار التحقيقات
- اغتصاب الزوجة
- التنقيب عن الآثار
- النائب العام
- النيابة العامة
- المدرس الأزهري
- قتل أسرته
- الفيوم
بعد نحو أسبوعين فقط على ارتكاب جريمة بشعة، هزت مشاعر الأسر المصرية بشكل عام، وأهالي الفيوم بشكل خاص، بعدما تجرد أب "مدرس بأحد المعاهد الأزهرية"، من مشاعر الأبوة، وقتل زوجته وأطفاله الأربعة بالساطور، نروي القصة الكاملة للجريمة التي قادته من التدريس إلى محكمة جنايات الفيوم.
أصدر النائب العام، قرار بإحالة "خ.م.ف" 38 عامًا، مدرس لغة إنجليزية بمعهد الفتيات الأزهري بقرية الحريشي بمركز الفيوم بمركز الفيوم، المتهم بقتل زوجته وأطفاله الأربعة بشقة الزوجية ببرج الملكة بمنطقة دله بمدخل مدينة الفيوم، إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الفيوم، برقم 10098 جنايات قسم أول الفيوم لسنة 2019م.
وكُشفت الواقعة، عندما توجه المتهم، إلى قسم أول شرطة الفيوم، للإبلاغ عن نفسه بأنه قتل زوجته وأبنائه الأربعة، بينهم طفل عمره سنة ونصف، مستخدما ساطور، معتقدا بأنه يحميهم من تهديدات تلقاها من بعض الأشخاص، باغتصاب وقتل زوجته وأولاده لخلافات بينهم بسبب التنقيب عن الآثار.
وانتقلت مباحث قسم شرطة أول الفيوم، إلى مكان الواقعة، وتبين أن الأب المتهم، قتل زوجته "ك.م" 33 عامًا، ربة منزل، وأبنائه "أ.خ" 11 سنة، طالب بالصف الخامس الابتدائي، و"أ.خ" 8 سنوات، طالبة بالصف الثاني الابتدائي، و"م.خ" 4 سنوات، و"ت.خ" عام ونصف، بسبب وجود خلافات بينه وبين آخرين معلومين لديه، بسبب التنقيب عن الآثار بإحدى المناطق بمركز الفيوم، وتلقيه تهديدات منهم باغتصاب وقتل زوجته في حالة عدم تخليه عن ذلك.
وتوصلت مباحث الفيوم، وفقا لبيان أمني، عقب الحادث، إلى أن الأب المتهم، بادر بقتل زوجته وأبنائه مستخدما ساطور اشتراه من أحد الأماكن لمواجهة تهديدات هؤلاء الأشخاص، وبمعاينة مكان الجريمة، تبين وجود جثة الزوجة والطفلة الصغيرة أعلى سرير إحدى حجرات النوم وبجوارها على سرير آخر جثتا الطفلتين الثالثة والرابعة، كما عثر على جثة الطفل على سرير إحدى حجرات النوم الأخرى، وجميعهم يرتدون ملابسهم كاملة ومصابين بجروح قطعية وكسور بعظام الجمجمة.
وانتقل فريق من نيابة بندر الفيوم، برئاسة أحمد مرزوق، وكيل نيابة البندر، وتحت إشراف محمد القاضي، رئيس النيابة، وسكرتارية تحقيق عماد يونان، إلى مكان الحادث، لمعاينة مكان الجريمة، ثم صرحت النيابة بنقل جثث الضحايا إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، للكشف عليها بواسطة مفتش الصحة لبيان ما بها من إصابات، واستدعت المتهم، الذي مثّل كيفية ارتكاب الواقعة.
وباشرت نيابة بندر الفيوم، التحقيق في الواقعة، بعد أن قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وروى المتهم أمام وكيل النيابة تفاصيل الواقعة، وقال: عدت من دولة الإمارات، الأحد الماضي، وذهبت إلى شقتي لأرى أولادي وزوجتي، ثم توجهت لعملي بالمعهد الأزهري، وبعد الانتهاء من عملي تلقيت اتصال هاتفي من أحد الأفراد يهددني باغتصاب زوجتي وقتلها وقتل أولادي لخلافات بيني وبين مجموعة كنا ننقب عن الآثار بأحد المنازل بقرية اللاهون بمركز الفيوم.
وأضاف المتهم: ذهبت لشراء ساطور من منطقة الروبي بمدينة الفيوم، ليلة الواقعة، وعندما سألتني زوجتي عن سبب ذلك، أخبرتها بأنه من أجل مواجهة أي هجوم علينا من مجهولين، وجلست مع أبنائي وزوجتي حتى خلدنا للنوم، واستيقظت مبكرا قبل أن يستيقظوا من نومهم جميعا، وفي السابعة والنصف صباح يوم الواقعة، الاثنين، قتلهم حتى لا يقعون فريسة في يد خصومي.
وقال المتهم: بدأت بقتل زوجتي بأن ضربتها 3 ضربات بالساطور على رأسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم ضربت الطفلة الصغيرة بجوارها على السرير بإحدى حجرات النوم، 3 ضربات بالساطور أيضا، ثم الطفلتين الثالثة والرابعة على سرير مجاور بنفس الغرفة، ثم ضربت الطفل الأكبر على سرير إحدى حجرات النوم الأخرى بالساطور بنفس الطريقة.
وتابع: "بعد أن انتهيت من قتلهم جميعا، كنت سألقي بنفسي من شرفة الشقة، لأتخلص من حياتي، ولكني تراجعت عن الانتحار وأن أعيش لكي أوضح لكل الناس ما حدث معي وأنني تعرضت للتهديدات، فذهبت لقسم شرطة أول الفيوم، وسلمت نفسي وأبلغت عن الواقعة".
وفي هذا التوقيت، ظهرت روايات أخرى مغايرة لروايته التي لم يصدقها الشارع الفيومي، وقال "م.ه" من كبار قرية سنوفر "مسقط رأس الأسرة" لـ"الوطن"، إن أهالي القرية في صدمة كبيرة بسبب الواقعة، لأنهم يعرفوا عنه أنه "متدين"، و"حافظ للقرآن"، ولا يظهر عليه أي مظاهر تدعم رواية ارتكاب هذه الجريمة ولسبب التنقيب عن الآثار، وسمعته طيبة بين أبناء القرية.
ولكنه عاد ليكشف أن المتهم نقل محل سكنه من القرية منذ شهرين، قاصدا العيش في شقته ببرج الملكة بمنطقة "دله" مع أسرته، محل ارتكاب الواقعة، وكان والده شيخ خفر بالقرية قبل خروجه للمعاش، ووالدته تعيش بالقرية، موضحا أن المتهم عاد من الإمارات قبل شهر إلى الفيوم.
ويضيف: المتهم دائم السفر إلى دولة الإمارات، ويسافر ويعود إلى الفيوم بين فترة وأخرى، وما أعرفه أن هناك رواية أخرى هي الدافع لارتكابه الواقعة، وأن عليه ديون لكثير من الأشخاص وأنه حصل على مبالغ مالية منهم بدعوى تسفيرهم للعمل في دولة الإمارات، ولم يف بوعده لهم، وأن بعضهم يطارده، ما دفعه للعيش في مدينة الفيوم.
وواصلت نيابة بندر الفيوم، التحقيق في الواقعة، وظهرت تفاصيل جديدة لم تكن معروفة في بداية ظهور الجريمة، وقال المتهم، خلال التحقيقات بعد ارتكاب الواقعة، كنت أنوي الانتحار بالقفز من شرفة الشقة، محل سكن الأسرة، ولكني قررت البقاء حيا، وتوجهت لقسم الشرطة للإبلاغ عن نفسي، وحتى يعلم الناس السبب الحقيقي لارتكابي الواقعة.
مع استمرار التحقيقات، تراجع المتهم عن روايته بأنه هو مرتكب الجريمة، واتهم 3 آخرين قال أنهم لم يتمكن من التعرف على هويتهم، لأنهم رشوا على وجهه اسبراي مخدر، واقتحموا شقته، وارتكبوا الواقعة، ثم وضعوا الساطور في يده ليكون دليل على ارتكابه الجريمة، ولكن النيابة فحصت عدد من الكاميرات المحيطة بمدخل البرج السكني، والتي لم تظهر دخول أو خروج مثل هؤلاء، وأظهرته عندما نزل من شقته عقب ارتكاب الواقعة.
وأضاف المدرس الأزهري المتهم، خلال التحقيقات، أن الثلاث أفراد الذين لم يتمكن من تحديد شكلهم وهويتهم، ضربوه ونفذوا الجريمة ثم هربوا، كما استمعت نيابة بندر الفيوم، لأقوال حارس البرج السكني، والذي أكد عدم دخول أو خروج أي شخص غريب عن المكان في هذا التوقيت.
وذكر المدرس الأزهري المتهم، أمام وكيل النيابة، أنه حصل على نقود من بعض المواطنين من قريته، لتشغيلها في مزارع لتربية الدواجن مقابل أرباح، وأنه لم يتمكن من سداد هذه المبالغ، ووقع إيصالات أمانة لكل من حصل منهم على مبالغ مالية، واستأجر صالة جيم في منطقة المسلة بالقرب من منزله كمشروع للتربح منه، وأثبت الأوراق التي حصلت عليها النيابة العامة، أن المتهم استأجر الشقة محل الجريمة، منذ شهر ونصف، بعد أن ترك مسقط رأسه قرية سنوفر بمركز الفيوم، لتراكم الديون عليه، واشتدت مطالبات عملائه بها.
وقال المدرس الأزهري المتهم، خلال التحقيقات، كنت أمر بضائقة مالية، وأسافر لدولة الإمارات أشتري شقق، لتأجيرها والتربح منها، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن المتهم له تعاملات مالية مع آخرين، ويحصل على نقود من بعض المواطنين ويوقع على إيصالات أمانة، وأنه تعثر في سدادها، وعندما طالبه عملائه استأجر الشقة محل الجريمة وترك قريته.
واستدعت النيابة، أحد الأشخاص الذي اتهمه المدرس بتهديده بقتل زوجته وأولاده الأربعة، في واقعة التنقيب عن الآثار بقرية اللاهون، وقال "أشرف"، أمام النيابة أنه قال للمتهم فقط "لا تقترب من منزل مصطفى بقرية اللاهون، ولم يهدده بقتل أسرته واغتصاب الزوجة"، وقال "مصطفى" أمام النيابة، أنه زميل المدرس المتهم بالمعهد، وكان يعتقد أن تحت منزله قطع أثرية أرادوا استخراجها والاتجار فيها، وأخلت النيابة سبيلهم بعد الاستماع لأقوالهما، بعد أن جاءت تحريات المباحث بأن اتهام المدرس لهما غير صحيح.
كما استمعت النيابة، لوالد زوجة المدرس، وقال أن المتهم كان يعامل ابنته جيدا، ولم يكن يعاملها إلا بالخير ولم يكن يضربها، وكذلك شقيق زوجته الضحية.
ووفقا لمصادر بالنيابة، أفادت بأن التقرير المبدئي للطب الشرعي بشأن الواقعة، أن الجريمة وقعت وفقا لاعترافات المتهم، كما جاءت التحريات بأن الواقعة، تمت وفقا لرواية المدرس المتهم في بداية الجريمة، ونفت ما ردده المتهم بتورط بعض الشخصيات الشعبية في تهديده بسبب الآثار.
وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5189 لسنة 2019م إداري قسم شرطة أول الفيوم، وأخطرت النيابة لتباشر التحقيق.