خبراء يفسرون أسباب ومخاطر ازدياد ذوبان الجليد في أوروبا خلال 4 أشهر

خبراء يفسرون أسباب ومخاطر ازدياد ذوبان الجليد في أوروبا خلال 4 أشهر
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأرصاد الجوية
- الاحتباس الحراري
- التغيرات المناخية
- ذوبان الجليد
- ارتفاع درجات الحرارة
- الأرصاد الجوية
- الاحتباس الحراري
- التغيرات المناخية
- ذوبان الجليد
تسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر يوليو الماضي في ذوبان 197 مليار طن من الجليد في جزيرة "جرينلاند" بالدنمارك، وأوضح معهد البحوث القطبية الدنماركية، في بيانات صحفية، أنه في يوم 31 يوليو فقط تعرض مقدار 10 مليارات طن من الجليد للذوبان، وهناك دراسات تفيد بأن الجليد ازدادت سرعته في الذوبان منذ 4 أشهر بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
ويرى خبراء أرصاد أن ارتفاع درجة الحرارة الذي ازداد بنسبه ملحوظة خلال السنوات الأخيرة السابقة، أدى إلى سرعة ذوبان الجليد التي تضاعفت في الفترات الأخيرة، موضحين أنه من الممكن أن يحدث اختفاء لبعض الجزر الصغيرة نتيجة انغمارها في المياه، لافتين إلى أن ذوبان 197 مليار طن من الجليد بجزيرة "جرينلاند" سيؤثر على ارتفاع منسوب المياة بدولة الدنمارك، ما يؤدي إلى اختفاء كائنات بحرية وظهور كائنات بحرية جديدة.
ويقول الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن ظاهرة ذوبان الجليد بشكل عام تؤثر على المناطق المنخفضة عن سطح البحار والمحيطات، وبشكل خاص المناطق القريبة من المحيطات مثل هولندا، وخصوصا المناطق القريبة من القطب الشمالي مثل نيوزلاندا.
ويوضح عبد العال أن التغيرات المناخية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة الاحتباس الحراري وتغير التوزيعات الضغطية "تغير واختلاف مناطق ذات الضغط العالي بالمنخفض باستمرار وعدم ثبوتها"، تتطور بشكل ملحوظ، ما أدى إلى زيادة سرعة ذوبان الجليد بهذا الشكل.
ويرى عبد العال أن ذوبان 197 مليار طن من الجليد بجزيرة "جرينلاند" بالدنمارك في شهر واحد فقط مؤشر كبير على تصاعد مشكلة ذوبان الجليد، والتي تمثل خطورة كبيره بارتفاع منسوب البحار والمحيطات والذي بدوره يقضي على الكثير من المناطق المنخفضه عن الأسطح المائية وخصوصاً ذات المساحة الصغيرة مثل الجزر.
ذوبان الجليد قد يؤدي إلى جفاف الكثير من المناطق
ويقول الدكتور وحيد سعودي، خبير الأرصاد والتحاليل الجوية، إن ظاهرة ذوبان الجليد دائماً ما تكون ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة التي ازدادت في الفترات الأخيرة، وأثرت على جميع دول القارة الأوروبية، وذوبان 197 مليار طن من الجليد بجزيرة واحدة داخل دولة لن يشكل تلك الخطورة التي يخشى منها الكثير، لافتا إلى أن الخطورة الأكبر تكمن في ذوبان جليد القطبين.
وتابع سعودي، أن حدوث ذوبان للجليد داخل دولة ما لن يشكل تلك الخطورة التي يشكلها ذوبان جليد القطبين، ولا تتأثر أي من الدول المجاورة بذلك، ولكن ينتج عن ذلك ارتفاع منسوب المياه في بحار تلك الدولة فقط، ولكن إذا استمر الذوبان في دولة واحده تتأثر تلك الدولة على المدى البعيد باختفاء الكثير من المناطق.
وأشار سعودي إلى أنه إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع سيشكل ذلك خطورة كبيره على ظاهرة ذوبان الجليد بشكل عام، كما سيكون هناك ارتفاع في منسوب مياه البحار والمحيطات، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث جفاف لبعض المناطق، وهذا ما يؤثر بالسلب على المزروعات والكائنات الحية التي تهاجر من موطنها الأصلي إلى مواطن أخرى تتكيف مع البيئة المناسبة لها.
ولفت سعودي إلى أن الكثير يعتقد بأن ظاهرة الاحتباس الحراري هي المسئول الأوحد عن حدوث ظاهرة ذوبان الجليد، لكنه يرى أن هناك ظواهر أخرى تؤثر بنسبة كبيرة في حدوث تلك الظاهرة، مثل تغير التوزيعات الضغطية المستمر سواء كانت على سطح الأرض أو في طبقات الجو العليا، وعلى مصادر الكتل الهوائية المصاحبة لهذه التوزيعات الضغطية، وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة بقارة أوروبا، ما يفضي إلى ذوبان الجليد في عدد من دول القارة.
ذوبان الجليد قد يؤدي إلى موت كائنات بحرية
ومن جانبه، يقول الدكتور محمد الصادق الباحث بمعهد البحوث الفلكية، إن ذوبان الجليد الناتج عن التغيرات المناخية، يؤدي إلى انغمار الكثير من الجزر الصغيرة في المياه واختفائها، لكنها لا تشكل خطورة كبيرة على الدول ذات المساحة الأرضية الكبيرة مثل روسيا وجنوب أوروبا.
وأشار الصادق إلى أن ذوبان 197 مليار طن بجزيرة واحدة في دولة الدنمارك خلال شهر واحد فقط، يعد تطورا كبيرا في زيادة سرعة ذوبان الجليد في الفترات الأخيرة، وهذا يؤثر على ارتفاع منسوب المياه لديها، كما أنه يحدث تغير في لون وطعم المياه، كما أنه يؤثر على الكائنات البحرية وقد يؤدي إلى موتها نتيجة تغير طبيعة المياه، كما أنه من الممكن أن يتم اكتشاف كائنات بحرية جديدة كانت تعيش في الجليد.
وأضاف صادق، أنه لابد أن نحد من استخدام مصادر الطاقة الملوثة والحارقة واستخدام الطاقة الصناعية لتوليد الطاقة الكهربية، واستبدالها بغيرها متجددة ونظيفة، حيث إن التغيرات المناخية تعتمد بشكل كبير على العوامل البشرية، أما الظواهر الكونية والعوامل الطبيعية فهي لا تؤثر بنسبة كبيرة في حدوث التغيرات المناخية.
وجزيرة "جرينلاند" هي أكبر جزيرة في العالم، وتابعة لدولة الدنمارك، وتبلغ مساحتها 2 مليون و166 ألف كيلومتر مربع، ما يعادل نحو 3 أضعاف مساحة تركيا، ويغطي الجليد قسماً كبيراً من الجزيرة التي تضم موادر طبيعية كثيرة منها: الذهب، واليورانيوم، والأحجار الثمينة، واحتياطيا كبيرا من النفط.