رئيس شركة "كيما": كنا مهددين بالغلق.. وبالمصنع الجديد أرباحنا ستتجاوز مليارى جنيه
لمهندس عيد عبدالله الحوت، رئيس مجلس إدارة شركة «الصناعات الكيماوية المصرية - كيما»
قبل عام 1960، فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، كانت الطاقة الكهربائية، التى ينتجها «خزان أسوان» مهدرة لعدم وجود خطوط تنقلها إلى بقية محافظات الشمال، فأصدرت الحكومة قراراً بإنشاء مصنع أسمدة للاستفادة من هذه الطاقة، ومن هنا بدأت قصة «كيما».
"كيما".. قصة كفاح بدأها "عبدالناصر" وفشل نظام مبارك فى "إنهائها"
كان خزان أسوان ينتج حينها نحو 300 ميجاوات، لم تستوعبها المدينة، فتم إنشاء مصنع الأسمدة وتحويل هذه الطاقة إليه، ليبدأ من 1960 إنتاج «الأسمدة الأزوتية»، كسماد زراعى، وضخّها للمزارعين فى الجنوب.
تأسس المصنع بالأساس لاستغلال الكهرباء المهدرة، وكان قائماً على تحليل المياه للحصول على عناصرها الأولية، الهيدروجين والنيتروجين، وخلطها لإنتاج «الأمونيا»، ومع بعض العمليات المتوالية، ينتهى الأمر بالحصول على الأسمدة الأزوتية. وكانت حينها الكهرباء شبه مجانية، فلم يكن يتخطى سعر الكيلووات، 47 مليماً، لكن مع تحرك عجلة التنمية الاقتصادية وزيادة الاحتياج إلى الكهرباء، ارتفعت أسعارها وأصبح المصنع يتعرض لخسائر مالية كبيرة.
وفى بداية الألفية أصدر عاطف عبيد، رئيس الوزراء الأسبق، قراراً بغلق «كيما»، لعدم الجدوى الاقتصادية، لكن عمال المصنع وقتها قابلوا القرار بالتظاهر والاحتجاج، وظل الأمر هكذا حتى توصلت الحكومة إلى حل أمثل للأزمة، وهو الاعتماد على الغاز الطبيعى بدلاً من الكهرباء، ثم جاءت فكرة «مصنع كيما 2» لصناعة الأسمدة بالاعتماد على الغاز الطبيعى، وبأحدث الوسائل التكنولوجية، الذى بدأ كحلم منذ عشرات سنوات، وأصبح الآن حقيقة واقعة على أرض جنوب الوادى، تدفع قطار تنمية الصعيد إلى الانطلاق.
المهندس عيد عبدالله الحوت، رئيس مجلس إدارة شركة «الصناعات الكيماوية المصرية - كيما»، كان شاهداً على تفاصيل إنشاء «كيما2» منذ المهد وحتى الآن، قال لـ«الوطن»: منذ 2003 وحتى 2017 كنا نعمل بالكهرباء، وكنا ندخل فى مشادات دائمة مع شركة توزيع الكهرباء، كل يوم يقطعوا عنا التيار، أو يقولوا لنا وقّفوا «كيما» لمدة 5 ساعات النهارده، طب نزل لى 50 ميجا من حصتها، حالياً ارتحنا من القصة دى، بسبب الغاز الطبيعى.
عبدالله الحوت لـ"الوطن": العمالة ستزيد إلى الضعف.. وتنمية الجنوب تنطلق من هنا.. و"كيما 2" يستخدم أحدث تكنولوجيا ويراعى كل الاشتراطات البيئية
وأضاف: أجرينا فى 2010 مشروع دراسة ومناقصة لإنشاء كيما 2، حيث اشترت كراسة الشروط 4 شركات عالمية، تقدمت منها 3، وفازت «تكنومونت» الإيطالية، لأنها قدمت العرض الأرخص، بتفاصيل فنية أفضل، وضمان للجودة أعلى من الشركات الأخرى، مشيراً إلى أن أبرز مميزات المشروع تنمية جنوب الوادى.
ويقول: «الصعيد وجنوب الوادى طول عمره بيدى مياه وكهرباء وعمالة لبحرى، فلأول مرة التيار انعكس لما الغاز الطبيعى دخل كيما فى الجنوب، عندى عمال كتير وافدين، وعملت إعلان عشان أعيّن مهندسين، معظم اللى عندى هنا من إسكندرية ودمياط، أول مرة نحس إن فيه تنمية فى جنوب الوادى، اللى كان نفسنا فيها بقالنا 20 سنة، بالفعل مش بالكلام».
يستهدف المصنع الجديد إنتاج 1200 طن من الأمونيا يومياً، بالإضافة إلى خط جديد تماماً لإنتاج 1575 طناً من سماد اليوريا يومياً بإجمالى 570 ألف طن سنوياً، بحسب «الحوت»، موضحاً: ينقسم خط إنتاج اليوريا إلى ثلاثة أجزاء، الأول مخصص لصناعة المحلول، والثانى مسئول عن تحويل المحلول إلى حبيبات، والثالث المسئول عن تعبئة هذه الحبيبيات فى أجولة.
وعن تجارب ما قبل التشغيل يقول: «استوردنا يوريا وجربنا تعبئتها فى أجولة للتأكد من صحة وسلامة هذا الجزء من معدات خط الإنتاج، وسيتم الإنتاج مع بداية أغسطس».
موضحاً أن إنشاء «كيما» تم بمساعدة شركات عالمية على قدر عالٍ من التخصص فى المجال: «شركة تكنومونت الإيطالية عارضة المشروع على موقعها عشان بتفتخر بيه أمام العالم كله، وهى الشركة المنفذة، ومعانا شركتين عالميتين، kpr هى رقم واحد فى العالم فى صناعة الأمونيا، هى اللى جايبة التصميم والمعدات، وشركة أخرى هولندية رقم واحد فى العالم فى إنتاج اليوريا».
يعتمد إنتاج سماد «اليوريا» على إنتاج «الأمونيا»، الذى يبلغ قدره نحو 1200 طن يومياً، سيتم تحويل 900 طن منها، إلى خط إنتاج «اليوريا»، والـ300 طن المتبقية سيتم نقلها إلى المصنع القديم لتشغيله، والحفاظ على استمرار العمل به، ويقول «الحوت»: «المصنع القديم اللى كان بينتج 130 ألف طن فى السنة هيبقى 200 ألف طن فى السنة، مبيعاتى هتعدى 2.1 مليار جنيه سنوياً، أقصى مبيعات ليّا كانت 630 مليون، يعنى بنترقب 4 أضعاف الربح بعد افتتاح المصنع الجديد»، مضيفاً أن مصر تصدر السماد لدول كثيرة، منها الأردن، والسعودية، واليونان، ألبانيا، كينيا، تنزانيا، أوغندا، المغرب وغيرها، بالإضافة مؤخراً إلى السوق الأفريقية الحرة.
ويشرح «الحوت» ترتيبات واحتياطات الشركة للحفاظ على البيئة، خاصة أن الأهالى كانوا محتجين على المصنع القديم لتلويثه للبيئة، قائلاً: «نفخر إن المصنع الجديد بأحدث تكنولوجيا وأعلى إنتاجية وفى الوقت نفسه أحدث نظم فى المحافظة على البيئة، المعدات اللى جاية للحفاظ على البيئة تمثل 20% من تكلفة المصنع، ركبت رادارات على كل المداخل بتاعت المصنع الجديد عليها عشان يقيس التلوث ويتصل بالشبكة القومية لحماية البيئة لو اتخطى النسبة المقررة، وهنعمل كده فى المصنع القديم كمان، حالياً بنعمل دراسة زى عرض فنى لشركات تطوره، بحيث المصنع القديم يبقى متوافق مع البيئة هو كمان».
وعن فرص العمل التى يوفرها المصنع الجديد عند افتتاحه يقول: «المصنع يوفر 600 فرصة عمل جديدة مباشرة يعنى فى الموقع مباشرة، بالإضافة للعمالة غير المباشرة فى النقل والتوزيع والتسويق»، موضحاً أن عدد العاملين الحاليين فى المصنع يبلغ 1850 عاملاً، يتقاضون رواتب سنوية تتخطى الـ180 مليون جنيه.
ويضيف: «جيت هنا بداية الألفينات كان فيه 450 عامل مقاول بيشتغلوا باليومية، ثبّتهم على ذمة كيما، أستفيد منهم، بدل ما يبقى يومية بقى مرتب شهرى لأن المصنع قام على أكتافهم».
ويعدّد «الحوت» فوائد تأسيس كيما 2 قائلاً: «لما أوفر 150 ميجا كهرباء فى الساعة يعنى بوفر محطة كهرباء كاملة للدولة، تمنها 3 مليار جنيه، دول كانوا بيدّونى فى اليوم كله 200 طن نترات أمونيا، لما استبدلتهم بالغاز، أنتجت 1570 طن يوريا، بالإضافة لـ660 طن نترات أمونيا، دى بقى التنمية المستدامة، لما تاخد أقل طاقة وتدينى أكتر إنتاج».
كنا بنتخانق كل يوم مع شركة الكهرباء علشان بيقطعوا التيار.. والتحويل للغاز الطبيعى أنقذنا
وأكمل «كل مصانع مصر اللى بتشتغل دلوقتى بالغاز بتستهلك من 1100 متر مكعب غاز لـ1400، مصنعنا بيستهلك 900 متر مكعب عشان يدينى طن أمونيا، تكلفة منتجى أقل فأقدر أنافس وأقدر أصدر»، مشيراً إلى النية السابقة لتطوير المصنع القديم، بالإضافة إلى إنشاء الجديد: «كنا ناويين نطور المصنعين مع بعض كنا عاملين للاتنين مع بعض ميزانية 7 مليار ونص، بعد التعويم أصبح المطلوب للجديد فقط 11.6، والقديم معمول له 3 مليار».