130 ألف جنيه يومياً لمواجهة الانبعاثات و"فلاتر" بـ30 مليوناً للحفاظ على البيئة

كتب: آية صلاح

130 ألف جنيه يومياً لمواجهة الانبعاثات و"فلاتر" بـ30 مليوناً للحفاظ على البيئة

130 ألف جنيه يومياً لمواجهة الانبعاثات و"فلاتر" بـ30 مليوناً للحفاظ على البيئة

مرتدياً قميصاً أبيض، وأمامه تل من الأوراق والفواتير، جلس خلف مكتبه متحدثاً إلى ضيفه، وهاتفه لا يتوقف عن الرنين بخلاف مقاطعات الزوار الوافدين إلى مكتبه والتى لا تنقطع.

الدكتور جمال إسماعيل محمد، العضو المنتدب للشئون الفنية، المسئول عن التجهيزات الفنية والأمن الصناعى والسلامة داخل مصنع كيما، بدأ حديثه لـ«الوطن» بالتأكيد على ضرورة وعدم الخلط أو الربط بين كيما 1، وكيما 2 للصرف الصحى والصناعى، وبين شركة كيما التى تحتوى على مصنعى كيما 1 وكيما 2 لأن الأولى قامت بإنشائها شركة المقاولون العرب، وهى فى الأصل محطات معالجة لمياه الصرف الصحى لمدينة أسوان بالكامل، لكن وجودها على أرض كيما جعلها ترتبط باسم كيما، فأطلق الأهالى عليها كيما 1 وكيما 2 أو كيما 3 للمعالجة الثلاثية، للحصول على المياه الصالحة للزراعة.

وقال «إسماعيل» كيما 2 هو الحلم الكبير، «مش معقول فيه شركة فى العالم تشتغل 60 سنة بنفس الكفاءة، كان لازم يكون فيه تفكير لعمل مصنع جديد، بعد تقادم المعدات وتآكلها وحدوث تلوث كبير، فقسم الفيروسيليكون كان يُحدث انبعاثات ابتدينا نتخلص منها، وكذلك قسم الحامض».

وأضاف: «فى الفترة الأخيرة وقّفنا الأقسام اللى كانت بتشتغل بالكهرباء، وحالياً الكهرباء أصبحت غير مجدية فى هذه الصناعة لتكلفتها العالية جداً، وكنا نلجأ خلال السنوات الأخيرة لشراء الأمونيا من شركات وجه بحرى، وكان بيجيلى الأمونيا من وجه بحرى عشان نعمل منها منتج هنا، وهذا المنتج أرجّعه تانى للوجه البحرى عشان أصدره، لكن فى الفترة الأخيرة مع قطع العلاقات السياسية مع بعض الدول التى كانت تستورد الأسمدة منا بكميات هائلة، أصبح التفكير يتجه إلى فتح أسواق جديدة، فبدأت أدوّر على بدائل لتصريف المنتج».

العضو المنتدب للشئون الفنية: رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى ستكون فى صالحنا.. والمحافظة الجنوبية بوابة العبور إلى أسواق القارة السمراء الواعدة

وتابع: «مع الإنتاج الغزير بدأنا نفكر فى فتح أسواق جديدة فى الدول الأفريقية، وعملنا دراسات للأسواق الأكثر احتياجاً لمنتجاتنا، ونرى أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى ستكون فى صالحنا بشكل مباشر، لأن أسوان بوابة الجنوب، حيث نبعد عن السودان 300 كيلو، يعنى اللى يوصلنى لنجع حمادى يوصلنى للسودان، وبدأنا نشوف دول زى تنزانيا وأوغندا وكينيا ودول أفريقية ابتدت تاخد مننا وتتعاقد على المنتج بكميات كبيرة».

وبالنسبة للعمالة قال: «فيه عمالة مباشرة وأخرى غير مباشرة، بشغل معايا المورد اللى بيجيبلى المنتج أو الخامات واللى بينقل المنتج بتاعى لإسكندرية وبحرى والسويس وغيره حسب منافذ التوزيع، فى السابق كان الصعيد بيهجّر الشباب للدلتا وبحرى حالياً أنا عندى هنا مهندسين جايين من القاهرة شغالين، ومن وجه بحرى شغالين هنا، إحنا عندنا مدينة سكنية وخدمات مجهزة للعاملين، وأى واحد مغترب لازم يتوفر له السكن وعندنا 1200 وحدة سكنية، وعندنا جمعية سكنية توفر السكن حتى للعاملين بعد خروجهم على المعاش، وهناك مدن جديدة بالكامل للعامل اللى خدم سنوات عمره داخل الشركة، ما أجيش أنا فى نهاية عمره من الشركة أقول له سيب الشقة عشان فيه واحد جاى يتعين، أنا بكون وفرت له من خلال مدخرات جمعية الإسكان شقة تمليك بسعر التكلفة».

وأضاف: «داخل الشركة قطاع طبى كامل مكون من أطباء وممرضين وعيادات فى الموقع وسيارات إسعاف، العامل اللى تعبان بيروح يكشف عند المتخصص، عندنا صيدلية بيروح ياخد علاجه مجاناً ولو المتخصص مش موجود بيروح عيادة فى مدينة أسوان ونتحمل كشفه وعلاجه مجاناً، ولو اضطر للسفر إلى القاهرة، فنحن نتعاون مع أكبر المستشفيات هناك».

وتابع حديثه قائلاً: «المشروع الجديد يقوم على معدات عالية المستوى فى التكنولوجيا الحديثة، فشركة kpr هى صاحبة الرخصة فى هذه الصناعة وعاملة حسابها إن ما يظهرش أى انبعاثات من لحظة الإنتاج الأولى حتى إنتاج الأمونيا فى النهاية، وده اللى بنسميه الآلات والمعدات ذات التكنولوجيا العالية، كله متأمّن وفيه احتياطات، المعدات مزودة بمؤشرات تعطى تقارير مستمرة، فيه كنترول رئيسى بيتابع العمل فى كل مكان فى المصنع، والأمان متوفر بشكل عال، وممنوع دخول العامل من غير خوذة أو جاكيت الحماية».

وحول انبعاثات المصنع القديم التى كانت تسبب تلوثاً فى البيئة قال: «فى المصنع القديم كان يحدث انبعاثات، لكن حالياً أى مشكلة تحل فى لحظتها، كان عندنا انبعاثات فى قسم النيتريك أسيد، نتيجة نقص الأكسجين اللى داخل للوحدة، النهارده مكلّفنى يومياً لو خط واحد بجيب له عربية أكسجين من القاهرة عشان أحقن بيها الأفران بـ130 ألف جنيه فى اليوم، يعنى 7٫5 مليون جنيه عشان أتخلص من الانبعاثات اللى بتطلع فى الهوا من المعدات والآلات، كما أن صناعة الفيروسيليكون كانت بتنتج تراب، لكنه بعد كيلو كان كله بينزل على الأرض، وكان يؤثر على السكان المحيطين، وعلى عمال كيما، حالياً جبنا فلاتر بـ30 مليون جنيه، وحدة كاملة لمعالجة المصنع، ولما لقينا لسة فيه انبعاثات، أضفنا وحدة سادسة العام الماضى، وحالياً مفيش أى انبعاثات خارجة منها».


مواضيع متعلقة