الحلم تحقق أخيرًا.. رحلة محمود متولي من نادي "المعاقين" إلى صخرة الأهلي

كتب: ميسر ياسين

الحلم تحقق أخيرًا.. رحلة محمود متولي من نادي "المعاقين" إلى صخرة الأهلي

الحلم تحقق أخيرًا.. رحلة محمود متولي من نادي "المعاقين" إلى صخرة الأهلي

في حي الريسة الواقع أدنى شرق مدينة العريش بشمال سيناء، لمس محمود متولي لاعب الأهلي الجديد الكرة للمرة الأولى في حياته، فإلى جوار بيته كان يستطيع أن يرى "نادي المعاقين" الذي لا ينقطع عنه الضجيج، وعلى مدار سنوات كان عليه أن يلاحق حلمه حتى وصل إلى ما يريد في النهاية.

كان الطفل محمود متولي هادئًا، جميع أصدقائه يؤكدون حُسن خلقه، لا يفكر في شيء سوى كرة القدم التي اعتبرها حياته الخاصة. رحلة صعوده، بدأت من حي هادئ وملعب خماسي صغير كان يقضي فيه أكثر وقته عندما كان طفلًا.

أصدقاء طفولته يتحدثون: أبوه كان دايما في ضهره

يقول مدافع الأهلي الجديد في حواره للقناة الخاصة بالنادي مع إسلام الشاطر، إنه انتقل للنادي الإسماعيلي خلال مهرجان بالعريش، وتم ضمه بناء على طلب علي أبو جريشة، مضيفًا أنه من مواليد المنصورة، وانتقل للعريش بسبب ظروف عمل والده.

قبل أكثر من 20 عامًا وفي حضانة بالدور الأرضي في حي الريسة، يجلس "محمود" وأخوه الأكبر "محمد" في الحديقة الخاصة، إلى جوار صديقهم المقرب إسلام منير وجارهم الذي يسكن في شقة بالعمارة المجاورة يعرف الكثير عنهما، يتذكر "منير" الذي يعمل طبيب أسنان تفاصيل مّر عليها أكثر من 15 عامًا، ويرويها كما لو كانت حدثت قبل أيام قليلة.

اللاعب عرف بين أصدقائه بالهدوء.. مكانش بيزعل حد في المعلب

أكثر شيء كان معروفًا عن لاعب الأهلي الجديد، أنه كان خجولًا هادئًا، وفق ما يروي "منير" فالجميع يعرف عنه الاحترام والذوق، إلى جانب موهبته الكروية التي أهلته إلى الانتقال من نادي أبي صقل إلى ناشئي الإسماعيلي.. "راح قدم في الاختبارات مع زمايله كلهم اترفضوا وهو الوحيد اللي اتقبل".

يحكي متولي في حواره لقناة الأهلي رحلة انتقاله من أبي صقل إلى الإسماعيلي: المسؤولين في النادي طلبوا من والدي حضور الاختبارات، وبالفعل ذهبت، وحصل علي أبو جريشة على توقيعي في أقل من 5 دقائق.. ثم اضطر والدي أن يسدد 10 آلاف جنيه من جيبه لنادي أي صقل للموافقة على رحيله للدراويش.

في شهر رمضان كانت هناك طقوس خاصة يحافظ عليها متوليه وأخيه وعدد من أصدقائه كما يروي "منير": "كنا نصلي الفجر سوا ونطلع على نادي المعاقين نلعب كورة لحد الصبح.. كان معروف عنه عدم عصبيته وهدوءه وحبه للمنافسة في الكرة كان وجوده في أي فريق يعني المكسب مضمون".

من بين عوامل النجاح التي دفعت محمود متولي للانتقال من لاعب هاوي يفعل ما يٌحب لآخر محترف صاحب شخصية في الملعب رغم سنه الذي لم يتجاوز الـ26 عامًا، هو دعم والده له، يتذكر صديق طفولته "منير": "والده كان عشان يشجعه على لعب الكرة كان بيدفع إيجار نادي المعاقين كله.. وكان المبلغ ساعتها 10 جنيه كان مفروض تتقسم علينا.. والده دايما كان بيدعمه وواقف جمبه".

الحسن جمال كان جارًا لمتولي في حي الريسة أيضًا جمعت بينهما مواقف عديدة ما زالت في ذاكرته.. "كان معروف عنه عدم الغرور رغم أن لديه ما يمنحه ثقة زائدة في نفسه لكنه دائمًا كان متواضعًا محبوبًا من الجميع".

من بين المواقف التي قد لا ينساها حسن الذي يعمل طبيبًا الآن، هو حرص متولي الدائم على عدم التعصب على أحد في الملعب.. "رغم إن دا شيء بيبقى غصب عن الواحد لكنه كان دايمًا هادي ومش بيحب يزعل حد منه".

على صفحات "فيس بوك" لم يغفل جيران اللاعب عن الحديث عنه، فكتب شقيقه الأصغر "أحمد": "ألف مبروك وربنا يكرمك في حياتك ومن تقدم لتقدم ما شاء الله شرفتنا قدام الناس ومتعجب من حب الناس ليك كله مبسوطلك ربنا يحبب فيك خلقه يا حبيبي"، فيما علق أحمد زيتون: "ابن مدينة العريش جماهير النادي الأهلي بالعريش خلفك.. صاحبي وحبيبي".


مواضيع متعلقة