ذهب بيده كيس حلوى.. تفاصيل تحقيق الاحتلال مع طفل فلسطيني عمره 4 سنوات

ذهب بيده كيس حلوى.. تفاصيل تحقيق الاحتلال مع طفل فلسطيني عمره 4 سنوات
طفل في عامه الرابع يُمسك بيد والده حاملًا في يده الأخرى الصغيرة كيس به حلوى كثيرة، ويسير أمام المئات من القدسيين معتقدًا أنه ذاهبًا للتنزه، ليتفاجأ بوجهة أبيه إلى مركز تحقيق إسرائيلي للمثول أمام جهات تحقيق قوات الاحتلال متهمًا بإلقاء حجارة على مركبة عسكرية.
الطفل المقدسي محمد ربيع عليان من بلدة العيسوية في القدس المحتلة، أشارت وزارة الأسرى والمحررين في فلسطين أنه يبلغ من العمر 3 سنوات فقط، مستنكرة استدعاء قوات الاحتلال له بزعم "إلقاء حجارة باتجاه مركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحامها البلدة"، واعتبرت الوزارة أن هذا يشكل خرق واضح لحقوق الطفولة والعيش بسلام كون عليان طفل قاصر لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات، وهو انتهاك لحقوق الإنسان، مطالبة المجتمع الدولى لوقف مثل تلك الانتهاكات فيما يخص اعتقال الأطفال القاصرين.
الاكتفاء بالتحقيق مع والده، هو الأمر الذي ذكرته وكالة "معا" الفلسطينية الإخبارية، بعد الضغط الإعلامي والشعبي، ما أدى لرفض ضابط الاحتلال إدخال الطفل، للتحقيق واكتفى بالتحقيق مع والده، مع تهديد الأخير بأخذ طفله منه في حال كرر "ضرب الحجارة".
رد "محمد محمود " محامي الطفل على مزاعم الاحتلال، بقوله إن المحقق يدعي أن الطفل محمد ألقى أمس الحجارة، وعليه تم استدعاء الوالد، ويستطرد: "طلبنا الصور أو الفيديو حول إدعاء الشرطة، لكن المحقق رفض"، ليشير إلى أن استدعاء الأب وملاحقة الطفل محمد هو ضمن الهجمة على العيسوية، حيث الاعتقالات اليومية في البلدة والتي طالت أكثر من 120 مقدسيا من البلدة خلال الأيام الأخيرة.
ويبرر محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في العيسوية سبب استدعاء الطفل، بأن شرطة الاحتلال تستهدف كل شيء في بلدة العيسوية، في حملة "عقاب جماعي" مستمرة للشهر الثاني على التوالي، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق عقب استشهاد الشاب محمد سمير عبيد، بالاعتقالات التي طالت النسوة والرجال والشبان وحتى الأطفال، فرض الضرائب المختلفة على أصحاب المحلات التجارية، تحرير المخالفات العشوائية للمركبات، إخضاع الشبان والفتية للتفتيشات في شوارع البلدة، إضافة إلى نصب الحواجز على مداخل البلدة وفي شوارعها مما يسبب أزمات مرورية خانقة، واستخدام الرصاص الحي والاعيرة المطاطية والقنابل الصوتية خلال اقتحام أحياء البلدة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلًا عن والد الطفل الذي يعمل في مجال التصليحات المنزلية، أن ضباط الاحتلال طلبوا منه أن ينتبه لطفله وألا يتركه يخرج للحارة، وألا يلقي الحجارة صوب مركباتهم المقتحمة للعيسوية، مضيفا: "وهو تأكيد منهم أنهم فعلا أرادوا التحقيق مع الطفل لكن الضجة الكبيرة منعتهم من استكمال إجراءاتهم المخزية".
يذكر أن المحاكم الاسرائيلية، أصدرت خلال السنوات الثلاثة الماضية، أحكامًا بحق نحو عشرين طفلًا، غالبيتهم من القدس، ومن بين هؤلاء الطفل أحمد مناصرة، الذي حُكم عليه بالسجن الفعلي لمدة تسع سنوات ونصف السنة، حسب بيان وزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية، كما ذكرت في تقرير سابق لها إن من بين إجمالي عدد الأسرى الذي يبلغ 5700 أسير فلسطيني يوجد 230 طفلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.