بريد الوطن| بين السلبية والاتكال على الله

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| بين السلبية والاتكال على الله

بريد الوطن| بين السلبية والاتكال على الله

هناك قصة واقعية تحكى عن شخص كان يعانى مرضاً مزمناً وكان يردد دائماً فى صلاته «اشفنى يا الله» فطلب المقربون إليه إجراء بعض الفحوصات للاطمئنان على مستجدات المرض وتناول الأدوية اللازمة لذلك، فكانت استجابته المعتادة رفض الذهاب للأطباء، لأنه يدعو الله دائماً ولن يحتاج إلى فحوصات أو إلى أى تدخل طبى، وكأنه قد حصر الله فى الاستجابة للشفاء بتلك الطريقة التى يريدها ويفضلها هو، وفى نهاية الأمر توفى متأثراً بتفاقم المرض نتيجة لإهماله فى تلقى العلاج.

هناك فهم مغلوط يخلط بين الاتكال على الله وسلبية الإنسان، ولذلك علينا أن ندرك قاعدة الاتكال على الله بصورة صحيحة، وتلك القاعدة تتكون من جزءين، الأول يتمثل فى طلب المعونة من الله والجزء الآخر هو أن نبدأ بفعل ما فى وسعنا وطاقتنا الشخصية وهى فكرة «السعى»، فإن كنت تريد أن تطلب من الله أن يرشدك فى أمر ما أو يساعدك فى إيجاد حل لمشكلتك أو علاج لمرض دون أن تفعل أى شىء تجاه ذلك، فهذا لا يسمى اتكالاً على الله إطلاقاً، وإنما يسمى جهلاً بكيفية التواصل مع الله، فالله خلق الإنسان للعمل والسعى وعند عجز الإنسان فالله قادر أن يفعل أكثر جداً مما نتوقع.

                                                            د. ريمون ميشيل

                      استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة