بريد الوطن| يعيشون فينا برغم رحيلهم.. هكذا أحباؤنا

بريد الوطن| يعيشون فينا برغم رحيلهم.. هكذا أحباؤنا
كتب رجل يوماً يرثى زوجته: «عندما كنّا معاً كانت جهتنا واحدة، ولمّا رحلت صارت جهاتى أربعين. أمضى وحيداً على دروب الشوك والألم، تتقاذفنى الطرقات. ما أصعب أن تنتظر من لا يعود»، وهزتنى هذه الكلمات النابعة من بئر الوفاء، كنت أشاطره أحزانه وأشاطره ذات الأنين ونفس السطور البكائية، فمهما اختلف الراحلون، تظل بقاياهم تلهو فى فضاءات الروح، تشعل نيران الحنين للقاء من لا يجىء وانتظار من لا يعود، ولكن يبقى لنا عزاء ويبقى لنا رجاء، فعزاؤنا أننا سائرون بنفس الطريق قاصدين نفس النهاية، وما هى إلا مسألة وقت، ورجاؤنا أن نلتقيهم فى أرض الخلود، فى فردوس لا يعرف الفراق ولا يعرف الألم. بعد أن تنتهى أنفاسنا فى أرض الابتلاء ونعبر من باب الموت الضيق، سوف نلتقيهم تحت سماء رحيبة من الرحمة التى ادخر الله لنا منها تسعاً وتسعين جزءاً، قلبى معه ومع كل من فقد عزيزاً ترك فى نفسه ظلالاً من الأسى وظلمة من الحزن، فقد معهما لذة العيش ومباهج الحياة. الفراق ليس فراق الموت وحده، فهناك فراقات تصعب على النفس، قد تشبه فى طعمها أوجاع فراق الموت، فبرغم أننا ما زلنا نرفل فى ثوب الحياة، فإننا نعانى وجع الفراق لكل من أحببنا حتى إن كان بين ظهرانينا ويتنفس هواءنا، ويسير فى نفس الطرقات التى نمشيها.
رأفت مكاوى أبوسيف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com