قطر.. واللعب على الحبال
- أفراد الأسرة
- أمير قطر
- الأراضى العراقية
- الأسرة الحاكمة
- الأمن القومى العربى
- الأمن والاستقرار
- الأمير القطرى
- الأمير تميم
- البيت الأبيض
- أبريل
- أفراد الأسرة
- أمير قطر
- الأراضى العراقية
- الأسرة الحاكمة
- الأمن القومى العربى
- الأمن والاستقرار
- الأمير القطرى
- الأمير تميم
- البيت الأبيض
- أبريل
تلعب قطر لعبة خطيرة للغاية، فهى تستغل «نحافتها» للرقص على جميع الحبال، ولأنها بلا أعباء تاريخية، وبلا أنماط محاسبة داخلية، ومن دون تراث دولتى أو مؤسسات، فإنها توظف موقعها الجغرافى الحساس، وفوائضها المالية التى لا يحدها حد، ونزعتها التآمرية العارمة، من أجل إرضاء الشيطان والرحمن فى آن، وهو أمر يمكن أن ينجح على المديين القصير والمتوسط، لكنه لن يصمد على المدى الطويل بطبيعة الحال.
كان الأمير تميم ضيفاً على الولايات المتحدة الأمريكية خلال الشهر الحالى، فى زيارة وُصفت بأنها مهمة، خصوصاً أنها جاءت مواكبة لاستمرار مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر) لقطر، فى محاولة للضغط عليها من أجل التوقف عن دعم الإرهاب وتقويض الاستقرار والأمن فى المنطقة.
دأبت قطر على نفى كونها دولة داعمة وممولة للإرهاب، بل إنها زادت فى نفيها لتروج لنفسها باعتبارها «دولة تدعم الحريات وحقوق الإنسان»، و«تشارك المجتمع الدولى جهوده الرامية إلى تعزيز السلم والاستقرار».
تدافع قطر عن نفسها أيضاً عندما يتم كشف الحقائق عن علاقاتها بإيران وتركيا، وهما دولتان تلعبان أدواراً مقلقة إزاء الأمن القومى العربى، فضلاً عن دعمها، ضمن شراكة راسخة مع أنقرة، لتنظيم «الإخوان»، الذى تم تصنيفه من جانب دول عدة مؤثرة باعتباره تنظيماً إرهابياً.
لقد تم توجيه الدعوة إلى الأمير تميم لحضور مأدبة عشاء أقامها على شرفه وزير المالية الأمريكى ستيفن منوشن، على هامش زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، وهى المأدبة التى حضرها أيضاً الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وعدد من المسئولين والقادة ورجال الأعمال من الجانبين الأمريكى والقطرى.
وخلال كلمته، التى ألقاها على هامش هذا العشاء رفيع المستوى، قال الأمير تميم ما يلى نصاً: «للأسف، هناك البعض فى منطقتنا ممن لا يشاركوننا موقفنا، وفى العالم المعاصر تجبر الظروف فى بعض الأحيان على عقد التحالفات مع شركاء لا بد منهم، فيما هناك حلفاء ليسوا بالضرورة أصدقاء».
حسناً، يمكننا تحليل كلمة الأمير، ويمكننا أن نفهم منها أنه يحاول «تبييض وجهه» أمام سيد البيت الأبيض، عبر التنصل من بعض «الشركاء والحلفاء» الذين لا «يشاركوننا موقفنا»، كما يمكننا أن نفهم أيضاً أنه «مضطر» إلى هذه الشراكات والتحالفات، والأهم من ذلك أنه «لن يتخلى عنها».
فمع من يتحالف ويتشارك أمير قطر؟
بعد 13 يوماً من إلقاء الأمير تميم كلمته أمام ترامب فى حفل العشاء المشار إليه، فجّرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فضيحة كبرى، حين كشفت عن أن قطر تقف خلف تفجيرات دامية فى الصومال، من أجل تحقيق مصالح سياسية وتجارية.
قالت الصحيفة إنها تمتلك تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية بين السفير القطرى فى الصومال حسن بن حمزة بن هاشم وبين رجل الأعمال القطرى خليفة كايد المهندى، الذى وصفته بأنه مقرّب من الأمير تميم، وأن صوراً عدة جمعت بينهما فى مناسبات مختلفة.
بحسب الصحيفة، فقد أقر رجل الأعمال المقرب من الأمير القطرى بأن المتطرفين، الذين اتضح لاحقاً أنهم ينتمون إلى تنظيم «داعش» بعد إعلان ذلك الأخير مسئوليته عن الحادث، «قاموا بتفجير فى مدينة بوصاصو الصومالية لتعزيز مصالح قطر».
وقع تفجير بوصاصو فى 18 مايو 2019، وأدى إلى مقتل أشخاص وإحداث أضرار مادية، ورغم ذلك، فإن السفير القطرى لم يُظهر أى رفض أو استنكار، خلال المكالمة التى لم ينكرها الطرفان.
وأصدرت الخارجية القطرية بياناً، لم تنفِ فيه المكالمة، ولم تنف هوية المتحدثين فيها، مكتفية بالتذرع بأن «المهندى لا يمثلنا»، لكن هذا الأمر بالطبع لم يقلل من خطورة هذا الاختراق، إذ تم إثبات تمويل قطر للإرهاب ودعمها إياه، من دون أن تمتلك أى قدرة على التنصل أو النفى.
ليست تلك هى الواقعة الوحيدة التى تثبت تورط قطر المباشر فى دعم الإرهاب، بل تسبقها وقائع مثبتة أخرى عديدة.
ففى أبريل من العام 2018، تفجرت فضيحة أخرى تثبت دعم قطر للإرهاب، لكن هذه المرة جرى الأمر عبر صحيفة «واشنطن بوست»، التى نشرت تقريراً يفضح إقدام قطر على دفع مبلغ مليار دولار، إضافة إلى نحو 150 مليون دولار فى صورة رشى حصل عليها وسطاء، من أجل تحرير رهائن قطريين، من بينهم بعض أفراد الأسرة الحاكمة، بعدما تم خطفهم خلال رحلة صيد فى الأراضى العراقية.
تشير التقارير إلى أن تلك الأموال ذهبت إلى ميليشيات شيعية، من بينها كتائب «حزب الله» العراقية، وجماعات أخرى، ومسئولين فى الحرس الثورى الإيرانى.
للدوحة تاريخ طويل فى دعم الجماعات الإرهابية، وهو تاريخ مثبت وليس هناك أى قدرة على نفيه، ومع ذلك فإن المجتمع الدولى يماطل أو يغض الطرف عن هذه الممارسات لأسباب تتعلق بأدوار معينة تلعبها قطر، وبمدفوعات ضخمة تستطيع أن تكمم بها الأفواه.
تلعب قطر دوراً محورياً فى دعم الجماعات الإرهابية فى سوريا، وتنفق على عدد كبير من التنظيمات المسلحة التى أسهمت فى تعميق جراح هذا البلد وسعت إلى تفتيته واستباحته، وهو الأمر ذاته الذى تفعله فى العراق وشمال سيناء ومناطق أخرى.
وإضافة إلى تبنّيها الكامل لتنظيم «الإخوان»، فإن قطر رعت المد الإرهابى فى ليبيا منذ العام 2011، وهو الأمر الذى عبّر عنه العقيد الراحل القذافى فى فيديو شهير ما زال نشطاء «يوتيوب» حريصين على تداوله، خصوصاً أنه يلخص فيه موقفه من مسئولية قطر عما جرى ببلاده، حيث قال: «بارك الله فيكم يا إخوتنا فى قطر.. بدلاً من أن تكونوا معنا تكونون ضدنا.. قد تندمون يوم لا ينفع الندم».
قال القذافى ذلك، بينما كان الأمير السابق خليفة بن حمد يبذل جهوداً مضنية من أجل أن تسقط الدولة الليبية، وأن يتولى الحكم عبدالحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الإسلامية المقاتلة، بعد معارضة قطر جمع السلاح من الليبيين، كما أفاد مسئولون ليبيون لاحقاً.
قطر تدعم الإرهاب، وتبذل جهوداً مضنية من أجل تقويض الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، والأدلة على جرائمها حاضرة وثابتة، لكن البعض يدعمها لتنجو من المحاسبة وتؤجل الندم.