"جيروزاليم بوست": الشرق الأوسط أهم المشكلات التي تواجه جونسون

كتب: محمد البلاسي

"جيروزاليم بوست": الشرق الأوسط أهم المشكلات التي تواجه جونسون

"جيروزاليم بوست": الشرق الأوسط أهم المشكلات التي تواجه جونسون

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون لديه مجموعة من القضايا والمشكلات التي تحتاج إلى علاج لها سواء في منطقة الشرق الأوسط، أو أوروبا، وضربت الصحيفة مثالا بأن "جونسون" لديه جدول زمني مشغول وضيق للتعامل مع مشكلات بحجم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واتخاذ إجراءات بشأن أزمة ناقلة البترول البريطانية المحتجزة في مضيق هرمز وكذلك القضايا المتعلقة بالموقف في سوريا.

وتابع التقرير، أن تليفزيون "برس تي في" الإيراني احتفى بالاستيلاء على ناقلة النفط التابعة للمملكة المتحدة، "ستينا امبيرو"، تحت شعار "عدالة السماء تتحقق بعد قرنين"، في محاولة لإذلال لندن في هذا الوقت لأن بريطانيا تمر بفترة تعرف بـ"منتصف التغييرات السياسية" الخاصة بها وتحاول إتمام خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، حيث راهن طهران على أن حكومة "جونسون" الجديدة لن ترغب في الدخول في أي نوع من الصراع في الشرق الأوسط مع إيران، أو حتى إثارة التوترات، في الوقت الذي تنشغل فيه بوضع خطط للتعامل مع المشكلات الداخلية.

وأضاف التقرير، أن الأزمة نشأت بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، والذي وقعته إيران مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وساعد الاتفاق على رفع العقوبات المفروضة على إيران، لكن الولايات المتحدة عادت وأكدت أن إيران مصدر تهديد لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وبريطانيا حليف رئيسي للولايات المتحدة، وفي وقت سابق من هذا الشهر، سيطرت قوات مشاة البحرية البريطانية على ناقلة نفط متهمة بتوصيل النفط الإيراني إلى سوريا، وقالت إيران إنها سترد وقامت بذلك واستولت على ناقلة بريطانية، وأرسلت بريطانيا السفينة "إتش إم إس دنكان"، للانضمام إلى سفينة "إتش إم إس مونتروز" في الخليج، لكنها لم ترد أيضاً على الدعوات إلى إنشاء قوة دولية لحماية النقل البحري، وعلى الرغم من أن بريطانيا تريد استخدام القوة، وخاصة منذ استهداف ناقلاتها، إلا أن لندن وواشنطن لم تتحركا بسرعة كافية منذ أول عملية تخريب للناقلات في مايو.

كما أوضح التقرير أن "جونسون" من المتوقع أن يواجه من جانب الولايات المتحدة إلى المملكة المتحدة لزيادة مستويات القوات البريطانية في سوريا، حيث سعت الولايات المتحدة إلى إنشاء قوة دولية أكبر حتى تتمكن الولايات المتحدة من سحب قواتها من سوريا، تمشياً مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر بمغادرة سوريا.

كما يحاول المبعوث الأمريكي جيمس جيفري العمل مع تركيا وكذلك مع القوى الاوروبية بشأن مفهوم المنطقة الآمنة المثير للجدل الذي من شأنه ان يخلق حاجزا بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية السورية المدعومة من الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يكون هذا الأمر مصيره الفشل لأن الاختلافات في المواقف كبيرة جداً بحيث لا يمكن للولايات المتحدة النجاح، ومع ذلك تواصل واشنطن الاستمرار في هذا الطريق، وسيتعين على جونسون أن يقرر ما إذا كان يريد إرسال المزيد من القوات البريطانية إلى سوريا.

وبالنسبة إلى تركيا، بما أن الاقتصاد البريطاني يعاني من مخاوف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن "جونسون" لن يرغب في إبعاد تركيا أو الولايات المتحدة، مما يعني الخوض في التوترات الحالية بين تركيا والولايات المتحدة بشأن برنامج المقاتلة "إف 35" واستحواذ أنقرة على نظام الدفاع الجوي الروسي "إس 400" ،وسوف يتعين على جونسون أن يقرر كيفية التعامل مع هذا اللغز المعقد لأن تركيا تسعى إلى استخدام القوة مع قبرص بسبب نزاعات الطاقة، وسيتعين على جونسون أن ينظر إلى سياسة المملكة المتحدة بشأن روسيا، التي ترتبط حتماً بدور روسيا في سوريا وتركيا وأوكرانيا.


مواضيع متعلقة