حكاية صداقة جمعت رئيس تونس المؤقت بالباجي قايد.. "يا رفيق الدرب"

كتب: دينا عبدالخالق

حكاية صداقة جمعت رئيس تونس المؤقت بالباجي قايد.. "يا رفيق الدرب"

حكاية صداقة جمعت رئيس تونس المؤقت بالباجي قايد.. "يا رفيق الدرب"

ساعات قليلة فصلت بين لقاء الصديقين المقربين، ليلقي فيه أحدهما النظرة الأخيرة على جثمان "رفيق دربه"، الرئيس التونسي الراحل محمد الباجي قائد السبسي، الذي وافته المنية فجر الخميس الماضي، عن عمر يناهز 93 عاما.

تشيع اليوم جنازة الرئيس التونسي الراحل السبسي، في قصر قرطاج، بحضور عدد كبير من الزعماء وقادة الدول المختلفة والعائلة قبل أن يتم دفن الجثمان في مثواه الأخير، بمدافن العائلة "مقبرة الجلاز"، ليكون أول المتحدثين بالجنازة هو الرئيس المؤقت ورئيس مجلس النواب محمد الناصر.

"رفقاء درب".. هو الوصف الذي عبر به الناصر عن علاقته بالسبسي، خلال كلمته منذ قليل، خلال تأبين الرئيس الراحل، ليسرد جانبا من تفاصيل صداقتهم التي بُنيت قبل عدو عقود، قائلا: "كنا رفقاء درب بدأنا معا في حزب الدستور وانتسبنا لمدرسة الحبيب بورقيبة للعمل الوطني وبملحمة بناء الدولة الوطنية، قبل الثورة وعملنا معا في الحكومة التي ترأسها بعد الثورة، وانتصرنا معا في انتخابات 2014".

لم تتوقف مسيرة السبسي والناصر عند ذلك الحد، وإنما استمرا معا في العمل الحكومة أيضا، حيث هيأت لهم الأقدار أن يكونوا معا لخدمة الوطن والشعب، على حد قوله الذي حاول فيه أن يغزل أعوام من الصداقة والتقارب والعمل الوطني، قبل أن تفيض مشاعره بالحزن أثناء كلمته ليبكي ويشاركه أيضا أبناء السبسي، أثناء قوله: "أيها العزيز الباجي عرفنا فيك الحماس في خدمة الوطن، والتفاني في خدمة الشعب، وعرفنا فيك التعلق بمبدأ وحدة الصف الوطني، والسعي إلى التوافق لمصالح البلاد العليا".

بعد وفاة الرئيس التونسي.. من يتولى السلطة وفقا للدستور؟ 

"اليوم أنت تلبي نداء ربك نحن عاجزون عن توديعك".. بحزن بالغ تحدث الرئيس المؤقت لتونس عن الراحل، بينما توجه بجسده وذراعيه تجاه الجثمان داخل القاعة الكبرى بالقصر، لتوديعه، مستكملا حديثه، الذي ناضل فيه لكتمان دموع الحزن، بقوله: "يا رفيق دربي سوف نواصل مشروعنا الذي بدأناه معا لبناء دولة قوية لتعزيز المكاسب التقدمية لبلادنا..  يا رفيق دربي نحن عاجزون عن توديعك، غيابك ألم وخسارة للوطن.. سوف تظل رمزا وقدوة ورسالة".

ليختتم كلمته بوعده للراحل أنه سيكمل مشواره خلال فترة السلطة الانتقالية، مؤكدا: "الأقدار تقولي لي رفيقك ترجل، فأكمل مشواره لخدمة الوطن والشعب"، موضحا أنه "فارقتنا يوم عيد الجمهورية التي قضيت حياتك في خدمتها والدفاع عن قيامها، وبعد أن قضى عمرا لخدمة الشعب والوطن، وشاركتني في الشباب صلب الحركة الوطنية الدستورية بقيادة بورقيبه، وكنت من أقرب مساعديه في أحلك الفترات، تحمل الصعوبات في الدولة ترك فيها بصمات لا تمحى من أجل التنسيق للحرية وعلوية القانون وهيبة الدولة، وكان رجل دولة بامتياز ونصيرا متحمسا للمبادئ الديمقراطية بالحياة الحزبية والسياسية".

 

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتحدث فيها الناصر عن الرئيس الراحل، حيث إنه فور توليه السلطة المؤقتة الخميس الماضي، بعد ساعات من وفاة السبسي، وفي أول خطاب له، قال إنّ رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي، وهب نفسه لخدمة الشعب والوطن، مضيفا: "ودّعنا أحد كبار رجالات تونس المستقلين، وستبقى تونس مدينة له ولأعماله التي أمَّنت نجاحات المسار الانتقالي بالحكمة والتبصر".

وأكد أن "الرئيس السبسي كان مناضلا من أجل الاستقلال، وسيادة الدولة، ومناعة النظام الجمهوري، وسيبقى قوة للأجيال الحضارة والقادمة"، مضيفا: "أترحم على روح الفقيد، وأقدم تعازيَّ لأفراد عائلته ولكل التونسيين كافة، متمنيا من الله أن يرزقه جميل الصبر والسلوان أمام هذا المصاب الجلل".


مواضيع متعلقة