كلمة الرئيس التونسي المؤقت في وداع الباجي: قضيت عمرك في خدمة الوطن

كتب: انتصار الغيطانى

كلمة الرئيس التونسي المؤقت في وداع الباجي: قضيت عمرك في خدمة الوطن

كلمة الرئيس التونسي المؤقت في وداع الباجي: قضيت عمرك في خدمة الوطن

ألقى محمد الناصر الرئيس التونسي المؤقت، كلمة في مراسم توديع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، بحضور وفد من زعماء العالم.

وقال الناصر: كلمتى الآن ونحن في حضرة رئيس الجمهورية الراحل الباجي السبسي، يا سيادة الرئيس لقد فارقتنا في يوم عيد الجمهورية التي قضيت حياتك في خدمتها، والدفاع عن قيامها، فارقتنا بعد أن قضيت عمرك في خدمة الشعب وخدمة الوطن، وكنت وانت في عنفوان الشباب صلب الحركة الوطنية الدستورية، وساعدت في بناء الدولة الوطنية عام 1956، وكان التزامك الوطني محرك لأعمالك في مختلف المسؤوليات التي تقلدتها، وزيرا للداخلية، وزيرا للخارجية، وزيرا للدفاع الوطني، ثم رئيسا لمجلس النواب.

وتابع: لقد تحمل فقيدنا العزيز المسؤولية الكبرى في الدولة لتترك فيها أثرا لا يمحي، وبصمات لا تحصى، في نضال متواصل من أجل ترسيخ قيم الحرية والقانون والحفاظ على هيبة الدولة، فالرئيس الراحل كان رجل دولة بامتيار، وكان نصيرا متحملا للمبادئ الديمقراطية، وكان ذلك منذ مطلع السبعينات، كما ترأس الحكومة في 2011 حيث كانت الانقسمات السياسية والاحتجاجات الاجتماعية في أوجها، لكنه نجح في تامين الانتقال الديمقراطي واستقرار البلاد، وتنظيم أول انتخابات حرة ديمقراطية وشفافة في تونس أكتوبر 2011.

وأكمل: بعد انتخابه كرئيس في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية، وصل السبسي تمسكه بالعمل على استمرار الاستقرار الديمقراطي بنفس الروح الوطنية، حيث أنه كان حريصا على نجاح الخيار الديمقراطي، كما كان حريصا على أن يكون الوفاق الوطني محرك للديمقراطية، كما نجح في خلق التوازن السياسي في تونس، وأحدث تعديلا إيجابيا في المشهد السياسي ورسخ أسس الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة، وكانت فترة رئاسة زاخرة، بمعاني الوطنية والاجتماعية والحوار الاجتماعي، وهذا ما عملنا معا على أساسها طوال السنين الماضية.

وأردف: لقد كنا أنا والرئيس السبسي رفاق درب، حيث كنا معا في حزب الدستور، وكنا حريصين على استمرار ملحمة العمل الوطني، وقد عملنا معا في الحكومة التي ترأسها بعد الثورة، في انتخابات 2014.

واستطرد: كان السبسي حريصا على نجاح الخيار الديمقراطي والتوافق الوطني، أيها العزيز الباجي لقد عرفنا فيك الحماس في خدمة الوطن والتفاني في خدمة الشعب، والتعلق بمبدأ وحدة الصف الوطني، والسعى إلى التوافق حول مصالح البلاد العليا، اليوم وأنت تلبي نداء ربك نحن عاجزون على توديعك، وإنك لم تغادرنا فسوف تبقى معنا وبيننا ما حيينا، رمز وقدوة ومثالا، الله أكبر.

كان الرئيس التونسي البالغ من العمر، 93 عاما، قد توفي يوم الخميس الماضى، وقد سبق وغادر المستشفى العسكري في تونس، 1 يوليو الجاري، إلى مقر إقامته في قرطاج، بعد تلقّيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة للمرة الثانية، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية، وقتها.

يشار إلى أن الرئيس التونسي نقل للمرة الأولى إلى المستشفى العسكري، يوم الجمعة 21 مايو الماضي، للقيام ببعض التحاليل إثر تعرّضه لوعكة صحيّة خفيفة، ثم غادر المستشفى في صحّة جيّدة، بحسب ما ذكرته حينها الناطقة الرسمية باسم الرئاسة سعيدة قراش.

 


مواضيع متعلقة