بعد الرحيل.. هؤلاء الأقرب لخلافة الرئيس التونسي

كتب: دينا عبدالخالق

بعد الرحيل.. هؤلاء الأقرب لخلافة الرئيس التونسي

بعد الرحيل.. هؤلاء الأقرب لخلافة الرئيس التونسي

على مدار حوالي شهر، وتحديدا منذ بداية تدهور الحالة الصحية للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وتغيير موعد الانتخابات الرئاسية في البلاد، برزت عدة أسماء لخلافته، والتي عادت للضوء اليوم بقوة، منذ رحيل السبسي عن عمر ناهز 93 عاما، بعدما نقل إلى المستشفى العسكري في العاصمة، فجر اليوم، بقرار من الأطباء المباشرين له.

كان الرئيس التونسي غادر المستشفى العسكري في تونس، 1 يوليو الجاري، إلى مقر إقامته في قرطاج، بعد تلقّيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة للمرة الثانية، وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية، وقتها.

ونقل الرئيس التونسي، للمرة الأولى، يوم الجمعة 21 مايو الماضي إلى المستشفى العسكري؛ للقيام ببعض التحاليل إثر تعرّضه لوعكة صحيّة خفيفة، ثم غادر المستشفى في صحّة جيّدة، بحسب ما ذكرته حينها الناطقة الرسمية باسم الرئاسة سعيدة قراش.

متى تنطلق الانتخابات الرئاسية في تونس؟

في 29 مارس الماضي، قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التونسي تحديد موعد 17 نوفمبر 2019 لإجراء الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى التونسيين بالداخل، وأيام 15 و16 و17 نوفمبر بالنسبة إلى التونسيين المقيمين بالخارج، والتي كانت مقررة أن تبدأ فى 10 نوفمبر، وهو ما يتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، نظرا للمخاوف من أن تؤثر الاحتفالات على الانتخابات.

وكان من المنتظر قبل أيام أن يوقع السبسي على تعديلات بشأن قانون الانتخابات، والتي تفرض شروطا جديدة على المرشحين بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، أبرزها عدم توزيع مساعدات مباشرة على المواطنين وعدم الاستفادة من الدعاية السياسية، وإقصاء مرشحين بالرئاسة، وفقا لموقع "العربية.نت".

ووفقا للدستور التونسي يخلف الرئيس في حال وفاته، رئيس مجلس النواب الحكم بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما، بحسب المادة رقم 84 من الدستور، ليجري الإعداد خلال تلك الفترة للانتخابات الرئاسية المقبلة.

سياسية تونسية لـ"الوطن": قيادي إخواني قد يتولى السلطة في هذه الحالة 

تعرف على أبرز المرشحين بالانتخابات الرئاسية.. "الشاهد" الأوفر حظا

وحتى ساعات قليلة ماضية، كان السبسي هو مرشح حزب "نداء تونس" للرئاسة، وقبيل ذلك، أعلن العديدون استعدادهم لخوض الانتخابات الرئاسية، ليتجاوز عددهم 35 شخصا.

أبرز المرشحين، وفقا لموقع "سبوتنيك"، يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية منذ 27 أغسطس 2016، والذي يعتبر الأوفر حظا للفوز، بالإضافة إلى المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، الذي يعتمد على شعبيته بأنه كان أول رئيس لتونس، عقب رحيل زين العابدين بن علي، ويصف نفسه بأنه المعادلة المختلفة الوسيطة بين تيار "النهضة" و"نداء تونس".

كما طرح الموقع اسم سفيان بن ناصر، المستقيل مؤخرا من حركة "نداء تونس"، الذي يطرح نفسه بحكم أنه يمتلك أجندة كاملة، لعلاج الأزمات والمشاكل الاقتصادية التونسية، بالإضافة إلى رضا شرف الدين، رجل الأعمال، والبرلماني ورئيس نادي النجم الساحلي التونسي،  فضلا عن نبيل القروي، الإعلامي البارز، ورئيس قناة "نسمة" وله صيت واسع في المجتمعات التونسية الفقيرة والشعبية بفضل برامجه.

كما أنه يروج دوما أن له علاقات دولية واسعة، وأنه صديق شخصي لرئيس الوزراء الإيطالي السابق، سلفيو برلسكوني، لكن قد تكون اتهامات التهرب الضريبي والتوظيف السياسي لقناته، سببا في تراجع أسهمه.

ليلى الهمامي، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة لندن، وإحدى أبرز الناشطات، أيضا من بين الأسماء المطروحة على الساحة لخوض الماراثون الرئاسي، بالإضافة إلى عبد الكريم الزبيدي، وزير الدفاع الحالي.

وفي مطلع الشهر، أعلن المحامي التونسي منير بعتور، ترشحه في الانتخابات، ليكون أول مثلي يترشح للرئاسة بالمنطقة العربية.

سياسي تونسي: لا توجد شخصية جادة للفوز.. والأحزاب تسعى خلف "التشريعية" ومنصب رئيس الحكومة

من ناحيته، أكد باسل ترجمان، المحلل السياسي التونسي، أنه من المبكر الحديث عن من سيخلف الرئيس التونسي الراحل، حيث إنه حتى الآن لم يتقدم أحد بالفعل للانتخابات المقررة في نوفمبر، وكلها مجرد تصريحات، مشيرا إلى أنه بالمصادفة وفاة الباجي السبسي تتزامن مع فترة نهاية ولايته الرئاسية، ما يعني أنه لن يكون هناك خلل في المنصب.

وشدد ترجمان، لـ"الوطن"، على أن الشعب التونسي سيختار بكل حرية الرئيس القادم، مؤكدا أنه لن يكون هناك مرشح عن حزب النهضة أو تيار الإخوان، كون رئيسها يعلم جيدا، أنه سيُمنى بهزيمة قاسية، لذلك اختار أن يرشح نفسه على قائمة انتخابية بالعاصمة في الانتخابات، لذلك فحظوظ الإخوان بالانتخابات التشريعية والرئاسية لن تتجاوز 20%.

وأضاف أنه في 2014، كانت الانتخابات الرئاسية مهمة لدى الجهات والشعب التونسي، ولكن تبين أنه منصب فخري، وليس تنفيذي، كون الرئيس يتولى فقط ما يتعلق بالعلاقات الخارجية والدفاع، لذلك لم يعد مثيرا للاهتمام من الشخصيات السياسية، وإنما يسعون خلف منصب رئيس الحكومة، مرجحا ألا يطمح يوسف الشاهد لذلك المنصب حاليا، بينما أغلب الأحزاب مهتمة بالانتخابات التشريعية لأن من سيفوز بها سيتمكن من حكم تونس في السنوات المقبلة.

برلماني تونسي: الشاهد الأقرب للمنصب.. والشعب يفضل العائلة السياسية الوسطية

مروان فلفال، البرلماني التونسي، أكد أن العائلة السياسية الوسطية، هي الأقرب لمنصب الرئيس بالبلاد، كونها الوريث الشرعي لمشروع الإصلاح الوطني في تونس، فضلا عن دعم قطاع ضخم للغاية من الشعب التونسي لها.

وأضاف فلفال، لـ"الوطن"، أن يوسف الشاهد قريب جدا للفوز بذلك المنصب، مطالبا مرشحي العائلة الوسطية بالاشتراك في برنامج سياسي يوحد رؤيتهم نحو مستقبل البلاد.


مواضيع متعلقة