"بلد مش بتاعة شهادات".. "تيسير" دبلوم صنايع وفازت بجائزة يوسف زيدان

"بلد مش بتاعة شهادات".. "تيسير" دبلوم صنايع وفازت بجائزة يوسف زيدان
- يوسف زيدان
- منتدى يوسف زيدان
- جئتك بالحب
- تيسير النجار
- جائزة يوسف زيدان
- يوسف زيدان
- منتدى يوسف زيدان
- جئتك بالحب
- تيسير النجار
- جائزة يوسف زيدان
حصولها على مؤهل متوسط، ووجودها في قرية في أقصى الجنوب، لم يثنيا تيسير النجار، 26 سنة، عن الانطلاق والإبداع، حيث خصوصية المكان والتفرغ للقراءة والاستزادة في الأدب وفنون الكلمة، فسارت وراء حلمها في نشر الكلمة وترتيب الحروف، حتى نجحت في إصدار أول مجموعة قصصية لها في 2013، ثم كانت المجموعة الثانية "جئتك بالحب" التي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في 2017 والتي فازت عنها أمس بجائزة يوسف زيدان للإبداع للشباب العربي، لتكون بذلك أول من فاز بهذه الجائزة في مصر.
الإنترنت كان وسيلة تيسير للتواصل مع عوالم الأدب والثقافة من قرية الأعقاب
في قرية "الأعقاب" بـ"نجع المغارة" في أسوان، ولدت تيسير حيث صعوبة التنقل، وبلا أحداث أدبية أو ثقافية، لأن أقرب نوادي الأدب تتم في المدينة ولا تحدث سوى مساءً، "رغم كوني صعيدية ورغم صعوبة المواصلات ورفض والدي لأنه شايف إن ده مالوش مردود، إلا إن أمي وقفت ورايا ودعمتني وقت الإحباط، لما كنت شايفة إني محتاجة واسطة.. دايما تقولي اعملي اللي عليكي وربنا هيوفقك".
وجود الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مكنا ابنة أسوان من المضي وراء حلمها، فعن طريقهما استطاعت التواصل مع أدباء وصحفيين ومكنها ذلك من نشر بعض أدبياتها في الجرائد وعلى المواقع حتى تمكنت من الاشتراك في برامج الراديو والمسابقات المحلية بأسوان منذ المرحلة الإعدادية، وعن طريق المواقع أيضًا تمكنت من تصفح مؤلفات أدبية أجنبية وعربية، ما ساعدها على تنمية مهاراتها اللغوية، بالإضافة إلى أنها وقعت أول عقد لأول مجموعة قصصية كتبتها باستخدام الشبكة العنكبوتية، حيث طبعت العقد في أحد محلات خدمات الإنترنت وأرسلته إلى الناشر، أما في المجموعة الفائزة فقد أرسلت توكيلا لتوقيع العقد للشاعر أسامة جاد عبر البريد الإلكتروني.
المتابعين لكتاباتي والوسط الثقافي لا يصدق أني بدبلوم وقررت أكمل جامعة مفتوحة
تروي الفائزة بجائزة يوسف زيدان في دورتها الأولى لعام 2019، والتي تعمل مدخلة بيانات، أن حصولها على دبلوم ثانوي صناعي نظام الخمس سنوات، لم يكن عقبة كبيرة، فكثير من الحاصلين على مؤهلات لم يتمكنوا من الاطلاع على ثقافات الآخرين مثلها، كما أن ذلك أتاح لها الوقت الكافي لممارسة هوايتها في القراءة والكتابة، إلا أنها بعد أن ذاع صيتها كان مؤهلها المتوسط عائقا بين جموع المثقفين والمُعجبين بكتاباتها "تعليق الناس دايما انتي كتابتك حلوة جدا بس محتاجة تاخدي مؤهل جامعي"، وآخرون يبتدرونها بجمل استنكار من نوعية "إزاي معاكي دبلوم وبتكتبي حلو كدة"، لذلك كان قرارها بأن تواصل دراسة جامعية بنظام التعليم المفتوح والذي يشترط مرور 5 سنوات بعد آخر مؤهل، لذا كان التحاقها بكلية الآداب العام الماضي.
"جئتك بالحب"، مجموعة قصصية مكونة من 29 قصة قصيرة متنوعة، كانت سببا في تعزيز ثقة "تيسير"، في نفسها حيث استقبلت خبر فوزها بالمسابقة عن تلك المجموعة أمس بالحماسة لما هو قادم، وتابعت حديثها لـ"الوطن": "الجايزة خلتني أحس إن فعلا اللي بكتبه بيعجب الناس ولازم أكمل، ونفسي كل الناس تعمل اللي عليها ويسيبوا الباقي على ربنا.. وأتمنى أكتب بشكل أفضل، والقارئ يدور على شغلي ويعرفه من غير ما يشوف اسمي".