"سينما مصر".. خالد جلال يفتح أبواب مسرحه ويستحضر عمالقة فن الزمن الجميل

كتب: ضحى محمد

"سينما مصر".. خالد جلال يفتح أبواب مسرحه ويستحضر عمالقة فن الزمن الجميل

"سينما مصر".. خالد جلال يفتح أبواب مسرحه ويستحضر عمالقة فن الزمن الجميل

«لا أفخر بماضى مصر فقط بل أفخر بمستقبلها».. شعار ترجمه المخرج خالد جلال فى العرض المسرحى «سينما مصر»، الذى جاء فى توليفة فنية قوامها الأساسى التمثيل والغناء والرقص، تؤديها مواهب شابة صاعدة، استطاعت أن تقهر خوفها وتبذل أضعاف جهدها خلال عام كامل من العمل، حتى يخرج مشروعها المسرحى للجمهور.. إنه عرض تخرج الدفعة الثانية «قسم تمثيل» بمركز الإبداع الفنى، ليضاف إلى قائمة العروض التى صنع بها نجومية الدفعات السابقة التى تخرجت على يد «جلال» من المركز، لكن تجربة هذه المرة فريدة، استحضر فيها تاريخ مصر السينمائى عبر مشاهد مختلفة من روائع الأفلام المصرية لكبار النجوم، يقدمها 70 شاباً وشابة من المواهب الصاعدة.

ويتناول العرض أهم المشاهد السينمائية للعديد من الأفلام، التى تعد علامات فى تاريخ السينما المصرية، ويهدف العرض إلى التأكيد على أن الفن هو ذاكرة الوطن وتوثيق لتاريخه الذى لن يمحى حتى نهاية الدهر، ويلعب فيلم «الليلة الأخيرة» دور البطولة فى العرض، تتخلله مشاهد منفردة من عدة أفلام فى سياق درامى مكون من نحو ٤٥ مشهداً من كلاسيكيات السينما المصرية، التى أعيد تجسيدها فى سياق درامى واحد، يعتمد على رؤية المخرج.. ليرفع العمل ومخرجه وأبطاله شعار «مصر هى هوليوود الشرق» وستظل صاحبة الريادة فى كل الفنون، وصاحبة العطاء الذى لا ينتهى، والقوى الناعمة التى شكلت الوجدان العربى، والسينما فى المقدمة من تلك الفنون.

إيمان غنيم: دور "نادية" فى "الليلة الكبيرة" رمز للهوية المصرية

أثبتت الفنانة إيمان غنيم أن لديها قدرة على التلون بين الأدوار وإجادة تقليد شخصيات الفن من الزمن الجميل، حيث تقدم 5 شخصيات ضمن العرض المسرحى، منها سهير البارونى فى فيلم «بين القصرين»، و«شادية» فى فيلم «إحنا التلاتة»، وسميرة أحمد فى فيلم «الشيماء»، إضافة إلى شخصية فاتن حمامة فى «صراع فى الوادى»، كما تقدم الشخصية الأساسية «نادية» فى فيلم «الليلة الكبيرة».

تقول «غنيم» إنها تدربت على شخصية «شادية» أكثر من عام ونصف مع الدكتورة تحية شمس الدين، رئيس قسم الغناء فى المعهد العالى للموسيقى «الكونسرفتوار»، اخترت دور «الشيماء» لأننى أحب التحدث باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى أن مشهد النهاية من فيلم «الليلة الأخيرة» كان من تأليف وإبداع المخرج خالد جلال الخاص، فهى من أكثر الشخصيات التى لفتت نظرى، فشخصية «نادية» فى الفكرة الأساسية والعرض الأساسى كان اختيارها كرمز إلى مصر والسينما المصرية الحقيقية وهويتها، التى يحاول البعض طمسها على مدار الزمن وهذا صعب أن يحدث، رغم ما مرت به من كبوات، فإننى أحب فكرة أن تكون لدينا رسالة.

وتابعت حديثها: «خالد جلال» أعتبره «جواهرجى» فهو يستطيع أن يخرج أفضل الإمكانيات من دفعة كبيرة بها مواهب عديدة.

رنا خطاب: هدفنا استمرار السينما المصرية للأبد.. و"زينات صدقى" أصعب أدوارى

3 شخصيات مختلفة فى الشكل والملامح، إلا أنه رغم صعوبتها أجادت الفنانة رنا خطاب تجسيدها من خلال المسرحية، حيث تقدم شخصية زينات صدقى فى فيلم «4 بنات وضابط»، وشخصية كريمة مختار فى فيلم «الحفيد»، و«جمالات زايد» فى فيلم «عفريت مراتى».

وقالت «خطاب» إنه منذ بدء الورشة وكان المخرج خالد جلال حريصاً على تنوع تمارين الأداء التمثيلى بين المشتركين، منها تمرين تقليد الفنانين القدامى، حيث فوجئ بموهبة البعض من الدفعة، ومن هنا انطلقت الفكرة الأساسية للعرض.

وتابعت: أردت أن نقلد فنانى الجيل القديم بروحنا، خاصة أن المخرج يريد أن يربط الماضى بالمستقبل، فهدفه الأساسى إثبات أن السينما المصرية لم تنته، ووجودها سيكون للأبد.

وأوضحت «خطاب» أن من أكثر الأدوار الصعبة دور الفنانة زينات صدقى، فهى من أهم كوميديانات العالم، وكان الدور تحدياً بالنسبة لى، والصعوبة الثانية تمثلت فى أنه كان لها طبقة صوت شهيرة، إضافة إلى صعوبة خروجى عن قالب التقليد، وكنت أريد إثبات ذاتى بأن نأخذ روح هؤلاء العظماء ونغلفها بروحنا، إلى جانب شخصية كريمة مختار، فهى كانت السهل الممتنع لأنها تخرج بكل بساطة وتتحدث مع الجمهور.

أحمد سعد والى: عملت فى البروفات أكثر من عام و4 أشهر

قال الفنان أحمد سعد والى إنه يجسد 8 شخصيات تتبدل كل يوم على خشبة المسرح، منهم شخصية إسماعيل يس فى 4 أفلام، وهى «إسماعيل فى الأسطول» و«ليلة العيد» و«المليونير» و«الستات ميعرفوش يكدبوا»، كما يقدم دور «صلاح منصور» فى فيلم «الزوجة الثانية»، ودور «حسن فايق» فى فيلم «أم رتيبة»، وشخصية «عبدالفتاح القصرى» فى فيلم «إسماعيل يس فى مستشفى المجانين»، وشخصية «يحيى الفخرانى» فى فيلم «خرج ولم يعد».

وأوضح «والى»، لـ«الوطن»، أن التجربة بالنسبة له «متُجددة»، خاصة أن يكون فى العرض المسرحى أكثر من شخصية ويعاد تقديم غيرها فى اليوم الذى يليه، وهذا يكسر حالة الملل لدى الجمهور فى حالة مشاهدة العرض أكثر من مرة.

وتابع حديثه: عملت فى البروفة أكثر من عام و4 أشهر، تحت قياد المايسترو الكبير خالد جلال الذى يستطيع اكتشاف المواهب، ويعطى الفنان الذى يملك موهبة طاقة إيجابية.

أمير الحسينى: تشابه ملامحى مع "النابلسى" رشحنى لأداء دوره

قال الفنان أمير الحسينى إن شخصية «عبدالسلام النابلسى» فى فيلم «إسماعيل يس فى الجيش»، هى من الشخصيات الصعبة، ولكن جاء اختيارها وفقاً لاتفاق التفاصيل الجسدية والشكلية للشخصية مقارنة بى.

وعبر «الحسينى» عن سعادته برد فعل الجمهور فور مشاهدة العرض المسرحى قائلاً: شعرت بحماس شديد، خاصة بعد إعجاب الجمهور بالشخصية، فمن الأشياء المبهجة بالنسبة لى زيارة فتحى رياض القصبجى، ابن الفنان الكبير الذى جسد دور الـ«شاويش عطية»، والذى رحب بنا بعد العرض وأشاد بفكرته، وسرد لنا قصة جملة «شغلتك على المدفع بررم» بين والده والفنان إسماعيل يس، إلا أننى تخوفت من المقارنة، خاصة أنه من أعظم الشخصيات التى ظهرت فى الفن، حيث إن له أسلوباً يصعب تكراره. وتابع حديثه: المخرج خالد جلال يعتبر الأب الروحى لى، فأنا تتلمذت على يديه منذ بداية تمثيلى، وهدفه الأساسى طوال فترة البروفات أن تصل رسالة مهمة بأن مصر صاحبة تاريخ عظيم بفنانيها وأعمالهم.

محمد عبده: اتفقنا على الابتكار.. والانتقال بين الشخصيات من صعوبات العمل

قال الفنان محمد عبده إنه يقدم 3 شخصيات من خلال المسرحية، أولها الشخصية الرئيسية «شاكر» فى فيلم «الليلة الأخيرة»، والتى ننتقل من خلالها إلى باقى العرض، وشخصية «ابن رشد» فى فيلم «المصير»، إضافة إلى شخصية «عبدالله غيث» فى فيلم «ثمن الحرية».

وعبر «عبده» عن سعادته برد فعل الجمهور على العرض المسرحى، مؤكداً أن هدف العرض الأساسى الإشارة إلى أن السينما المصرية من المستحيل أن يوقفها أحد أو ينسى تاريخها.

وأوضح «عبده» من خلال حديثه أن المخرج خالد جلال هو القوام الأساسى للعمل قائلاً: يستطيع أن يخرج من الفنان طاقات إبداعية لا مثيل لها، خاصة أنه يحب الممثل ويهتم بإمكانياته.

وتابع «عبده» أن من أكثر الصعوبات التى واجهتنا خلال العرض، هى فكرة تغيير الملابس بين الشخصيات، والتلون بين الشخصيات، لكن الصعوبة قلت تدريجياً بسبب كثرة البروفات، وبفضل توجيهات «جلال» وإرشاداته لنا، استطعنا تجاوز أى صعوبات، فضلاً عن أننا اتفقنا ضمنياً مع المخرج على أن نضع روحنا على الشخصيات بالابتكار ولا نعتمد على فكرة التقليد، وأن تظهر بصمتنا فى المسرحية.

محمود الفرماوى: تقديم أكثر من شخصية يبرز إمكانيات الممثل للجمهور

يجسد الفنان محمود الفرماوى 5 شخصيات مختلفة فى المسرحية، حيث يقدم شخصية «محمد رضا» فى فيلم «البحث عن فضيحة»، وشخصية المريض النفسى فى فيلم «مطاردة غرامية»، وشخصية «يونس شلبى» فى فيلم «شفيقة ومتولى»، وشخصية «زنفل» فى فيلم «آه من حواء».

يقول «الفرماوى»، لـ«الوطن»، إن فكرة تقديم أكثر من شخصية لها مميزات، منها أن ذلك يبرز إمكانيات الممثل أمام الجمهور، على عكس التركيز فى شخصية واحدة، فهو يجعل الفنان قادراً على أن يخرج طاقاته الإبداعية فيها، لكن التعدد يحتاج طاقات أكبر، وذلك بفضل المخرج خالد جلال وملحوظاته وتوجيهاته لفريق العمل.

وعن فكرة تخوفه من تقليد فنانى الجيل القديم، أوضح: نحن لا نقلد فنانى الزمن الجميل، رغم أنه شرف كبير بالنسبة لى، ولكن المخرج خالد جلال أراد أن يخرج روح الفنان التى بداخلنا.

وأكد «الفرماوى» أن ملاحظات المخرج خالد جلال مهمة على المستوى الفنى والشخصى، ويهتم بتقديم الفن فى أرقى صوره، وراقٍ فى تعامله مع الجمهور ويحذف أقل لفظ خارج يمكن التلفظ به ضمن النص، حتى وإن كان مسموحاً فى السينما، ولكن غير مسموح به فى مركز الإبداع الفنى.

عمرو بهى: تقديم شخصية فؤاد المهندس "شرف".. والتدريب أفادنى كثيراً

«خط رفيع يفصل ما بين الكوميديا والهزل»، هكذا تحدث الفنان عمرو بهى عن أدائه لشخصية فؤاد المهندس خلال العرض المسرحى بـ3 أفلام، وهى «معبودة الجماهير» و«أرض النفاق»، و«اعترافات زوج»، فهى شخصية صعب تكرارها، وارتبطت داخل أذهان الجمهور بالكوميديا الصريحة.

وقال «بهى»، لـ«الوطن»، إن السر وراء تقديمى لشخصية فؤاد المهندس هو حبى وتعلقى به منذ الصغر، فأنا تعلمت الفن من خلال أدائه وتمثيله، وأدائى للشخصية كان تحدياً بالنسبة لى، وفى بداية الأمر تعجب المخرج خالد جلال بشأن أدائى لشخصية فؤاد المهندس، إلا أننى تحديت ذاتى، وأصررت على أداء الشخصية، ويهدف العرض إلى التأكيد على أن الفن هو ذاكرة الوطن.

وتابع: صعوبة الشخصية بالنسبة لى أن فؤاد المهندس كان يصدق ما يقدمه ويبعد عن ما يسمى بـ«التهريج» تماماً، إضافة إلى أن شخصيته محبوبة، وفكرة أن يتقبل المشاهد أن يرى تلك الشخصية مرة أخرى من الممكن أن تكون غير مقبولة من البعض، فهذا كان اختباراً كبيراً بالنسبة لى، لكن المخرج خالد جلال ساعدنى فى الأمر من خلال التدريب المستمر، ونتمنى أن نعرض أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الفترة المقبلة.

نهى جابر: تدربت لمدة شهر ونصف واندمجت مع الفرقة بسهولة

تظهر الفنانة نهى جابر من خلال المسرحية بشخصية «ماجدة» فى فيلم «جميلة» للمخرج يوسف شاهين، الذى يتناول قصة حياة المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد» والتى ساهمت فى مقاومة الاحتلال الفرنسى للجزائر.

وقالت «جابر»، لـ«الوطن»، تدربت على المشهد أكثر من شهر ونصف، فشخصية «جميلة بوحيرد» من الشخصيات المؤثرة التى انبهرت بها منذ قراءتها وتوغلت فى تفاصيلها، وفوجئت برد فعل الجمهور على الدور بمجرد عرض المسرحية.

وأضافت أن العرض بأكمله ينقل الجمهور لفجوة زمنية مختلفة، مرتبطة بالعصر الحالى، ورغم أننى التحقت بالدفعة مؤخراً فإننى اندمجت مع الفرقة بسهولة، خاصة أننى من الإسكندرية وذهبت إلى القاهرة حتى أتدرب تحت قيادة المخرج خالد جلال، فهو مكتشف المواهب، وبذل فى عرض «سينما مصر» أفضل ما لديه من توظيف إمكانيات الشباب، وخلق جواً من العمل الجماعى.

وتابعت حديثها: الفضل الأول والأخير يرجع إلى المخرج خالد جلال، فهو شخص يحاول أن يصل إلى جمهور الفن فى مصر بجيليه القديم والجديد، وهو رمز من رموز مصر، ويحاول أن يبرز فنها باستمرار.

غادة طلعت: دور "مارى منيب" كان تحدياً كبيراً

تجسد الفنانة غادة طلعت 4 شخصيات من خلال العرض المسرحى، أولها شخصية الفنانة سناء جميل فى فيلم «الزوجة الثانية»، ودور الجدة فى فيلم «عرق البلح» للمخرج رضوان الكاشف، ودور مارى منيب فى فيلم «عفريتة إسماعيل يس»، إضافة إلى الدور الرئيسى «نادية» فى فيلم «الليلة الأخيرة».

معبرة عن سعادتها البالغة برد فعل الجمهور على أدائها فى المسرحية، تضيف: كنت متحمسة لدور سناء جميل منذ اللحظة الأولى، والجمهور لم يقف عن الضحك لحظة منذ ظهورى على الخشبة، ومن البداية كان المخرج يتوقع ذلك، ويردد باستمرار أن ذلك المشهد سوف يضعنى فى منطقة خاصة، فضلاً عن مشهد دور مارى منيب، كان تحدياً كبيراً بالنسبة لى، خاصة أنها بعيدة عنى شكلاً وموضوعاً، إضافة إلى أن دور «نادية» كان إشارة لإسقاط واضح على هوية مصر والسينما المصرية.

وتابعت: نحن لا نقلد الفنانين العظماء، لكننا نتقمص شخصياتهم، ونضيف روح الفنان التى بداخلنا عليها، والفضل فى نجاح دورى بالعرض المسرحى يرجع إلى اختيار المخرج خالد جلال، فهو لا يمكن وصفه سوى بـ«جواهرجى النجوم»، وساعدنا على تنمية روح الوطنية بسبب حبه الشديد لمصر، ومحاولة إبراز تلك الفكرة من خلال عروضه المسرحية.

دينا عماد: "خرجت من الصندوق" مع نجمة إبراهيم

كسرت القاعدة وخرجت عن المألوف، قررت أن تبتعد فى اختيار الشخصية عن ملامح وجهها وتفاصيل جمالها، الفنانة دينا عماد التى تجسد دور الفنانة «نجمة إبراهيم» فى فيلم «جعلونى مجرماً» للمخرج عاطف سالم، والتى عرفها الجمهور ضمن أدوار الشر، واشتهرت ببراعتها بالتحكم فى حركة جسدها وتعبيرات وجهها.

تقول «دينا»: تحمست لتقديم شخصية صعبة مثل دور نجمة إبراهيم، لأننى أحب تفاصيلها وكان الدور بمثابة تحدٍ كبير أمامى، كما أننى كنت أريد الخروج خارج الصندوق، وتعلمت من المخرج خالد جلال طوال فترة الورشة، فهو كان بالنسبة لنا بمثابة الأب الروحى، وكانت كواليس العمل مليئة بالحب والحيوية والنشاط.

وأضافت: تمثلت صعوبة الشخصية أن نجمة إبراهيم كان لديها «حَوَر» فى عينيها وليس «حَوَل» أى حول فى عين واحدة فقط، وكان التركيز فى السير وطريقة التحدث والأداء شيئاً متعباً، لكننى درستها كثيراً، وكل المعلومات التى قرأتها عنها أفادتنى كثيراً، وعملت على تفاصيلها وطبقة صوتها التى لفتت انتباهى. وتابعت حديثها: أتمنى أن يشاهد العرض سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهذا حلم بالنسبة للفريق بأكمله.


مواضيع متعلقة