ليس رجما للشيطان.. "الأزهر" يوضح الحكمة من رمي الجمرات في مناسك الحج

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

ليس رجما للشيطان.. "الأزهر" يوضح الحكمة من رمي الجمرات في مناسك الحج

ليس رجما للشيطان.. "الأزهر" يوضح الحكمة من رمي الجمرات في مناسك الحج

يستقبل المسلمون على مستوي العالم خلال الأيام المقبلة موسم الحج، وتستقبل السعودية ما يقرب من 3 ملايين من الحجاج خلال العام الجاري. ويعتقد بعض المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج أن رمي الجمار في الحج هو رجم للشيطان.

وتلقى الأزهر الشريف سؤال عبر موقعه جاء نصه: "هناك طرح عقلي يقول من شعائر الحج رمي الجمرات على الشيطان فكيف يؤثر هذا على الشيطان والشيطان عبارة عن شيء معنوي غير حسي؟! وما الحكمة من ذلك، إننا نرمي حجرا بحجر؟".

فرد الأزهر في جوابه: "اتفق المسلمون جميعهم على أن رمي الجمار من شعائر الحج، واشتهر عند بعض العوام أن رمي الجمار هو رجم للشيطان حقيقة، وهذا خطأ بالكلية لم يقل به أحد من العلماء قط".

وتابع في رده: "أما ما رواه الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن أبي الطفيل، قال: قلت لابن عباس: يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمل بالبيت، وأن ذلك سنة. فقال: صدقوا وكذبوا.. ويزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة، وأن ذلك سنة؟ فقال: صدقوا، إن إبراهيم لما أمر بالمناسك، عرض له الشيطان عند المسعى فسابقه، فسبقه إبراهيم، ثم ذهب به جبريل إلى جمرة العقبة، فعرض له شيطان - قال يونس: الشيطان - فرماه بسبع حصيات، حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى، فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب".

وأوضح الأزهر الشريف أن هذا الحديث يدل على أن الشيطان عرض لإبراهيم عليه السلام عند الجمرات الثلاث فرماه بالحصى، والشيطان لا يعرض للحجاج.

وأضاف الأزهر في رده: "ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما من قوله: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون، فإنما يعني به الرجم المعنوي، لا الحسي؛ أي أن الامتثال إلى أمر الله عز وجل هو عين رجم الشيطان وكيده.. إذن؛ فرمي الجمار لا يكون للشيطان حقيقة، وإنما هو رمز لكيده بالامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى".

وتابع: "أما عن الحكمة من رمي الجمار فتتجلى في عظم الانقياد واتباع أوامر الله عز وجل، حتى وإن جهلنا علة الأمر، وإذا كنا لا نخضع للأوامر الإلهية إلا فيما يدركه العقل لأصبحنا بذلك نعبد العقل ولسنا نعبد الله سبحانه وتعالي، ومن المعلوم ضرورة أن العقل لا يدرك حقيقة كل شيء.. فقال حجة الإسلام الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: وأما رمي الجمار؛ فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرق والعبودية، وانتهاضا لمجرد الامتثال من غير حظ للعقل والنفس فيه، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام حيث عرض له إبليس لعنه الله تعالي في ذلك الموضع ليدخل على حجه شبهة أو يفتنه بمعصية، فأمره الله أن يرميه بالحجارة طردا له وقطعا لأمله".

وذكر الأزهر: "خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده؛ فلذلك رماه، وأما أنا فليس يعرض لي الشيطان؛ فاعلم أن هذا الخاطر من الشيطان وأنه الذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي، ويخيل إليك أنه فعل لا فائدة فيه، وأنه يضاهي اللعب فلم تشتغل به، فاطرده عن نفسك بالجد والتشمير في الرمي فيه برغم أنف الشيطان، وإعلم أنك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة، وفي الحقيقة ترمي به وجه الشيطان، وتقصم به ظهره؛ إذ لا يحصل إرغام أنفه إلا بامتثالك أمر الله سبحانه وتعالى تعظيما له بمجرد الأمر من غير حظ للنفس والعقل فيه".


مواضيع متعلقة