داعية سلفي لـ"الاسلاميين":"وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"

كتب: سعيد حجازي :

 داعية سلفي لـ"الاسلاميين":"وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"

داعية سلفي لـ"الاسلاميين":"وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"

قال الشيخ زين العابدين كامل الداعية السلفي ان الفترة الحرجة التي تحياها الدولة كثر الجدال فيها بين الناس مما يؤدي ذلك إلى بعض الخلافات والخصومات والنزاعات، وأحيانًا أخرى يؤدي الحوار إلى التفاهم، مضيفاً" ثمة فرق بين الجدال والحوار عند البعض، فالحوار وسيلة مهمة مِن وسائل الدعوة إلى الله والوصول إلى الحق، والحوار فن من الفنون، له أصول وأركان، وضوابط وآداب، وقد ورد لفظ الحوار في القران العظيم، والحوار هو مناقشة هادفة بغرض الوصول لرأي يتفق عليه الطرفان باستخدام أسلوب راق في الحديث بهدوء وأدب دون خروج الانفعالات عن حدها الطبيعي الذي قد يصل لدرجة النزاع والخصومة! وأضاف " الحوار يغلب عليه الهدوء والبُعد عن الخصومة والتعصب، وهو ضرب من الأدب الرفيع وأسلوب من أساليبه أما الجدال فهو التباري مع الخصم وتبادل الحجج معه؛ لإثبات المنهج والمعتقد، وهنا مكمن الخطورة، أو الشعرة الفاصلة بين النية الحسنة في الجدال والنية السيئة فيه؛ لأن المجادِل يبحث عن النصر والتفوق في الجدال، فإن كان الجدال انتصارًا للذات كانت النية سيئة، وإن كان انتصارًا للحق كانت النية صالحة، وقد ورد لفظ الجدل في القرآن الكريم عشرات المرات كلها في سياق الذم، إلا في ثلاثة مواضع وهي: قوله -تعالى-: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ، أما بقية المواضع في القرآن الكريم: فإما أن تكون في سياق عدم الرضا عن الجدال، وإما عدم جدواه، أو لأنه يفتقد شروطًا أساسية كطلب الحق أو الجدال بغير علم أو يطلقه الكفار على الرسل كما قال -تعالى-: (قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا) وتابع : والجدل قيد بالحسنى كما في قوله -تعالى-: (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (ا، فلفظة الجدل غالبًا مذمومة إلا إذا قيدت ببعض الضوابط؛ ومما يؤكد ذلك ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ) ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) والقرآن الكريم يدعونا إلى الجدال بالتي هي أحسن باعتبار الجدال وسيلة لهداية البشرية، وإصلاح النفوس، وعلاج الأمراض، واستمالة القلوب. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجادل أهل الكتاب والمشركين بالتي هي أحسن؛ فهو خير مَن نصح وأرشد وأفصح، ومَن حاور وناقش، كان عفَّ اللسان، قوي الحجة، سديد القول، مالكًا للحكمة، شديد التأثير فى سامعيه، والإنسان خُلق جهولاً، قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا) ، وليس جهل الإنسان بحكم مسألة عيبًا فيه، بل العيب أن يجادل فيها بالباطل. وقال كامل: فعلى الإنسان أن يحرص على التعلم، وألا يتكلم فيما لا يحسن، فقد كان أهل العلم يحرصون كثيرًا على رد العلم إلى الله -تعالى- في المسائل، حتى إن الإمام مالك -رحمه الله- "وهو مَن هو في العلم" سُئل عن اثنتين وأربعين مسألة، فقال في ثمانية وثلاثين منها: "لا أدري!"، وكان يقول: "ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: لا أدري؛ ليكون أصلاً في أيديهم يرجعون إليه". فالأفضل للإنسان أن يغلق باب الجدل إلا أن يحتاج للرد على كافر أو صاحب بدعة، ولكن لا تبقى هذه عادة الإنسان في كل وقت، ولكن إن احتاج إلى ذلك فعل، ولا يرضى أن تكون كثرة الجدل طبيعة في نفسه أبدًا، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا).