خفض الحد الأدنى للقبول بالكليات بنسبة 2%.. هدية من الدولة إلى أبناء شمال سيناء

كتب: حسين إبراهيم

خفض الحد الأدنى للقبول بالكليات بنسبة 2%.. هدية من الدولة إلى أبناء شمال سيناء

خفض الحد الأدنى للقبول بالكليات بنسبة 2%.. هدية من الدولة إلى أبناء شمال سيناء

للعام الثانى على التوالى، يستفيد طلاب الثانوية العامة بمحافظة شمال سيناء من نسبة التخفيضات المقررة بواقع 2% عن الحد الأدنى للالتحاق بالكليات المختلفة، الذى يجرى الإعلان عنه من خلال مكتب تنسيق القبول بالجامعات، بسبب التوترات التى تشهدها المحافظة، نتيجة الحرب على الإرهاب.

وتأتى مناطق الشيخ زويد ورفح فى مقدمة المناطق التى عانت فيها المنظومة التعليمية من تأثيرات الحرب على الإرهاب، حيث استهدفت الجماعات الإرهابية العديد من المدارس وقوافل المعلمين فى القرى الجنوبية، وأدى ذلك إلى إغلاق العديد من الطرق، بينما كانت التأثيرات أقل حدة فى مناطق العريش وبئر العبد ووسط سيناء.

الأهالى: الطلاب تفوقوا على أنفسهم

ووسط هذه الظروف الصعبة، بادرت الحكومة العام الماضى، استجابةً لمطالبات العديد من الأهالى وأعضاء مجلس النواب عن شمال سيناء، بمنح امتيازات لطلاب الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية بالمحافظة، للعام الثانى على التوالى، تتمثل فى خفض الحد الأدنى للقبول بالكليات بنسبة 2% عن النسبة المعلنة من مكتب التنسيق.

رحمى بكير وإبراهيم أبوشعيرة، عضوا البرلمان عن شمال سيناء، أكدا لـ«الوطن» أنه من خلال متابعة نواب المحافظة بشأن المطالبة بزيادة نسبة التخفيضات لأبناء شمال سيناء، تم عقد لقاء مع وزير الدولة لشئون مجلس النواب، والاتفاق على نسبة الـ2% دون تغيير هذا العام.

وأوضح النائبان أن القرار يشمل جميع طلاب الثانوية العامة والأزهرية والدبلومات الفنية فى مختلف مدن ومراكز المحافظة.

ويؤكد محافظ شمال سيناء، اللواء عبدالفضيل شوشة، أن الحكومة تراعى أوضاع المحافظة تماماً، وتميزها عن المحافظات الأخرى بسبب ما تشهده من توترات، واعتبر أن نسبة الـ2% «هدية من مجلس الوزراء إلى أبنائنا الطلاب»، ووصفها بأنها «نسبة جيدة سوف تنقل العديد من الطلاب من المرحلة الثانية إلى المرحلة الأولى للتنسيق، لتتيح لهم فرصة تحقيق طموحاتهم وأحلامهم فى الالتحاق بإحدى كليات القمة»، وحرص المحافظ على تقديم التهنئة لأولياء أمور الطلاب الناجحين بالثانوية العامة.

من جانبها، قالت وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، ليلى مرتجى، إن نسبة النجاح بين طلاب الثانوية العامة فى المحافظة بلغت هذا العام 86.5%، فقد اعتبرت أنها نسبة جيدة وسط الظروف والأوضاع التى تشهدها المحافظة، التى أثرت سلبياً على عدد كبير من الطلاب والأهالى، وإن كانت تشير أيضاً إلى أن الأمور تتحسن تدريجياً بالمحافظة، وفى طريقها إلى مزيد من التحسن حتى تعود الحياة إلى طبيعتها فى جميع قرى ومدن ومراكز شمال سيناء.

الطالب «محمد منير الطراوى»، الحاصل على المركز الثانى بمدينة الشيخ زويد والسادس على مستوى المحافظة، يقول إن انقطاع الكهرباء فى بعض الأحيان كان يضطره إلى مذاكرة دروسه خلال ساعات النهار فقط، فكان يقسم يومه إلى نصفين، الأول للدروس والثانى للمذاكرة، مشيراً إلى أنه رغم ظروف مرض والده بالكبد، لم يبخل عليه أو على باقى إخوته حتى يتمكنوا من مذاكرة دروسهم واستكمال تعليمهم.

"الطراوى" يطلب منحة بالجامعة الألمانية

ويضيف أنه تقدم بطلب للحصول على منحة بالجامعة الألمانية، وفى حالة تعذر حصوله على المنحة، يعتزم الالتحاق بكلية هندسة البترول.

وتقول دينا محمود الهلولى، إحدى الناجحات، إن مجموعها لا يؤهلها إلى ما كانت تطمح له فى تحقيق رغبة والدها الشهيد محمود الهلولى، الذى طالته يد الإرهاب لتعاونه مع الجهات الأمنية، فى 19 نوفمبر 2017.

"دينا": لم أحقق أمنية والدى الشهيد

وتضيف دينا: حظ عائلتى فى التعليم ليس كبيراً، إلا أن والدى الشهيد أدخلنى ثانوى عام دون بنات أقاربى، لأنى كنت من المتفوقات وكان يطمح أن أدخل كلية الطب، وكان ينادينى دائماً بالدكتورة دينا، ولكنى لم أستطع أن ألبى رغبة والدى وحصلت على ٩١ فى المائة، وذلك بسبب وضع المدينة وإغلاق الطرق والدروس البعيدة فى حى الكوثر، ولكن ربما أتمكن من دخول كلية التمريض أو أحصل على منحة من الدولة أو تكريم، بسبب استشهاد والدى، رحمه الله.

«أمنية عبدالعزيز»، حصلت على نسبة 88%، علمى علوم، تقول: «أعلم أن مجموعى ليس جيداً، ولكن ظروف انتقالنا من بيتنا إلى شقة بالإيجار فى حى الكوثر، على أطراف الشيخ زويد، حتى أكون قريبة من مراكز الدروس الخصوصية، وحالة القلق التى كنا نعيشها عند سماع صوت انفجارات أو إطلاق رصاص، كل هذه الظروف كانت تحول دون مذاكرة دروسى جيداً»، ويؤكد «مجدى سلمى»، مدرس لغة إنجليزية بالعريش، أن طلاب شمال سيناء يستحقون تخفيضاً أكثر من 2% على نسبة التنسيق، خاصةً فى مناطق الشيخ زويد ورفح، التى تشهد معارك متواصلة بسبب الحرب على الإرهاب، كما أن الملاحقات المتواصلة وسماع أصوات الانفجارات والرصاص أثرت بالسلب على حركة المواصلات والتنقل بمدينة العريش، ويضيف أن طالب الثانوية العامة يحتاج إلى الهدوء والراحة النفسية لمذاكرة دروسه جيداً، وكل هذه العوامل لم تتوافر للطلاب من أبناء شمال سيناء.

ويقول «مصباح محمد»، مدرس ثانوى بالشيخ زويد، إن الطلاب من أبناء المدينة لم تتوافر لهم فرصة مذاكرة دروسهم إلا خلال ساعات النهار فقط، مشيراً إلى أن العامل النفسى ساعد كثيراً من الطلاب على التأقلم مع هذه الظروف الصعبة، والحصول على مجموع مرتفع فى الثانوية العامة، بالإضافة إلى استفادتهم من نسبة الـ2% التى أقرها مجلس الوزراء.


مواضيع متعلقة