سياحة جنوب سيناء: تطوير المقاصد لتلبي رغبات السائحين من اليابان والصين

كتب: حماده الشوادفي

سياحة جنوب سيناء: تطوير المقاصد لتلبي رغبات السائحين من اليابان والصين

سياحة جنوب سيناء: تطوير المقاصد لتلبي رغبات السائحين من اليابان والصين

قال إسلام نبيل رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، إن الدولة المصرية تهتم بزيادة معدلات السياحة الوافدة إلي المدن السياحية، خاصة بجنوب سيناء لتعويض الفجوة التي تركتها بعض الجنسيات التي توقف سير حركة الطيران العارض والمنتظم منها إلى مطار شرم الشيخ.

وأضاف، لـ" الوطن" أنه من المعروف لدي الكثيرين من المهتمين بقطاع السياحة أن المدن السياحية بجنوب سيناء تعتمد في الأساس علي السياحة الشاطئية والسفاري وغيرها من سبل الترفيه المختلفة، ويرجع هذا بسبب روعة الشواطئ ودفيء المناخ معظم فترات السنة مما يجذب العديد من الجنسيات للاستمتاع بأشعة الشمس التي قد لا تظهر ببلدانهم سوي أسابيع قليلة طوال العام.

وأكد أنه في الآونه الأخيرة تجلي اهتمام الدولة، متمثلة في وزارة السياحة، وهيئة تنشيط السياحة بالعمل علي استقطاب أسواق سياحية جديدة معظمها يهتم بالسياحة الثقافية والتاريخية مثل اليابان والصين والهند وغيرها، فهذا أوجد أمامنا تساؤل عما إذا استطاعت محافظة جنوب سيناء أن تطور من المنتج السياحي بها وكذلك خلق منتج سياحي جديد يلبي رغبات السائح المهتم بالسياحة الثقافية والتاريخية.

وأضاف أنه في حال تحقق ذلك فأن شرم الشيخ وباقي المدن السياحية بجنوب سيناء تستطيع أن يكون لها نصيبا من السياحة الوافدة من هذه الأسواق السياحية الجديدة، وبالتالي تستطيع تعويض جزء من غياب الجنسيات التي توقف طيرانها إلى مطار شرم الشيخ. وتابع أنه في نفس الوقت، قد يكون ذلك فرصة كبيرة أيضا لتنويع الأسواق السياحية الوافدة وكذلك تنويع العروض المقدمه حتي لا يتم الاعتماد مرة أخرى علي جنسيات بعينها ويتكرر نفس الخطأ الذي حدث سابقا وكشفته حادثة سقوط الطائرة الروسية، والتي كانت سببا في توقف الرحلات الجوية السياحية إلى مطار شرم الشيخ مما أثر سلبيا علي قطاع السياحة بجنوب سيناء بشكل ملحوظ.

وتساءل رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، هل تستطيع جنوب سيناء أن تحقق هذا التوازن من خلال استغلال مقوماتها التراثية الملموسة، خاصة في ظل امتلاك المحافظة للعديد من المقومات التراثية والتاريخية في تقديم برامج سياحية جديدة ومبتكرة علي أرض جنوب سيناء تهتم بالسياحة الثقافية والتاريخية لتوفير منتج سياحي جديد يلبي رغبات السائحين الوافدين إليها من الأسواق التي تهتم أكثر بالسياحية الثقافية والتاريخية.

وقال إن محافظة جنوب سيناء تزخر بالأثار الفرعونية، منها منطقة أثار سرابيط الخادم ومنطقة وادي المغارة وسهل المرخا، موضحا أن منطقة سرابيط الخادم تضم معبد للإله حتحور وهي إحدى أهم المعبودات المصرية القديمة، والتي كان مركز عبادتها بمدينة دندرة بصعيد مصر، ولها خمس معابد منهم هذا المعبد بجنوب سيناء وهو يعتبر من أقدم المعابد المنحوتة بالصخر ويوجد حول هذا المعبد منطقة مناجم والتي كانت تستغل من قبل المصريين القدماء لاستخراج معادن شتى أشهرها الفيروز ولذلك سميت سيناء بأرض الفيروز.

 أما عن منطقة وادي المغارة، قال "نبيل" أنها منطقة مناجم استغلت أيضا لاستخراج المعادن وتضم العديد من النقوش التي ترجع إلى عهد مصر الفرعونية (الدولة القديمة وكذلك الوسطي والحديثة) كما تعد منطقة سهل المرخا التي تمتد بطول ساحل خليج السويس وتحديدا بمنطقة رأس بدران المنفذ البحري للمصريين القدماء لدخول جنوب سيناء بالبعثات التعدينية التي كانت ترسل من قبل ملوك مصر لاستخراج المعادن، لذا تم اكتشاف ميناء فرعوني يرجع إلى نهاية الأسرة الخامسة الفرعونية بمنطقة رأس بدران والجانب الأخر من المجرى المائي لخليج السويس وهو ذاته المقابل لهذا الميناء هي منطقة العين السخنة، والتي تم الكشف بها مؤخرا علي ميناء فرعوني أخر مواز لميناء سهل المرخا (ميناء خوفو - وادي الجرف) و كذلك بقايا بعض السفن والنقوش التي تشير الي البعثات التعدينية التي أرسلت، لذلك نستطيع أن نتصور أن المصريين القدماء قدموا من الدلتا أو صعيد مصر إلى العين السخنة ثم عبروا خليج السويس بالسفن ثم اتخذوا الطرق البرية داخل جنوب سيناء وصولا لمناطق المناجم، وهذه الطرق البرية حملت العديد من النقوش التي تشير إلى هذه البعثات وأشهرها طريق روض العير المؤدي إلى منطقة سرابيط الخادم.

وتابع نبيل أن محافظة جنوب سيناء تزخر بالأثار البيزنطية – المسيحية، منها دير وادي الطور بمدينة الطور ومنطقة وادي فيران بمحتوياتها الأثرية الفريدة والتي تشمل دير سانت كاترين وجبل موسى وغيرها من بقايا الأديرة والقلايا القديمة، التي ترجع إلى أوائل العهد المسيحي، والتي جاءت نتيجة لاضطهاد الرومان لمسيحي مصر مما أدي إلى فرارهم إلى هذه المناطق الجبلية البعيدة حتي يكونوا في مأمن بعيدا عن اضطهاد الرومان.

وأوضح أنه يمكن الربط بين هذه المناطق من خلال عمل برنامج سياحي كامل تكون فكرته قائمة علي اتباع مسار طريق الحاج الأوروبي القديم والذي كان يمر بسيناء وصولا إلى القدس لذلك يمكن للبرنامج أن يبدأ من مدينة الطور وزيارة الدير بها الذي بني في القرن السادس الميلادي متزامنا مع بناء دير سانت كاترين، وقيل أنه قد يسبقه، ثم من مفارق مدينة الطور التوجه إلى وادي فيران الذي يبعد حوالي 50 كم والذي يحتوي علي أقدم مدينة بيزنطية كاملة تضم شتي أنواع العمائر المسيحية البيزنطية والتي يعود بعضا منها إلى القرن الرابع والخامس والسادس الميلادي.

وواصل كلامه قائلا:" ثم زيارة دير السبع بنات الذي يقع بنفس الوادي وهو تابع إلى إدارة دير سانت كاترين، ثم التوجه بعد ذلك إلى دير سانت كاترين والمبيت بمدينة سانت كاترين التي تبعد حوالي 60 كم عن وادي فيران وزيارة جبل موسى، ويختتم البرنامج برحلة إلى مدينة القدس وهي مقصد الحجاج المسيحيين في العالم، وبعد العودة من القدس يستطيع السائح الاستجمام علي شواطيء مدينة السلام بشرم الشيخ قبل العوده إلى وطنه".

وعن الأثار الاسلامية، قال إن معظمها عبارة عن قلاع علي طريق مسار الحجاج المسلمين القديم وأخرى علي ساحل خليج السويس أو العقبة للسيطرة علي المياة الإقليمية أثناء الحروب الصليبية أو تأمين طرق التجارة البحرية مسار الطريق القديم للحجاج المسلمين يبدأ من بركة الحاج بالقاهرة وهي تبعد 6 كم عن منطقة المرج الحالية حيث يتجمع فيها الحجاج المسلمين من مصر والسودان وبعض البلدان الأخرى ثم تسير القافلة محملة بكسوة الكعبة المشرفة وصولا إلى السويس ومنها إلى سيناء حيث تعبر محطات عديدة مثل منطقة القباب ووادي الحاج وغيرها وصولا إلى قلعة مدينة نخل ثم سيرا من خلال بعض المحطات الأخرى وصولا إلى قلعة العقبة. وذكر أنه علي مسار هذا الطريق كان يوفر ملوك وسلاطين مصر الدعم للقوافل من حماية وتوفير مصادر مياه وغيرها حتي ييسر علي القافلة رحلتها، والمسافة من المرج إلى العقبة تعتبر الربع الأول من مسار هذا الطريق والذي كان ربما يقطع خلال تسع أيام سيرا.

وأشار إلى أنه يوجد قلاع إسلامية أخرى أهمها قلعة الجندي والتي تقع بمدينة رأس سدر وبناها صلاح الدين الأيوبي أثناء حروبه مع الصلبيين، ويوجد قلعة أخرى بمدينة نويبع وهي عبارة عن طابية صغيرة بناها السردارية المصرية عام ١٨٩٣، وجعلتها مركزا للشرطة لحفظ الأمن في تلك المنطقة، ويوجد أيضا قلعة جزيرة فرعون أو قلعة صلاح الدين بطابا أو قلعة آيلة وهي القلعة التي تم استخدامها علي مر العصور ولكن المباني القائمة بها الأن ترجع إلى عهد صلاح الدين الأيوبي الذي استغلها أثناء حروبه مع الصلبيين.


مواضيع متعلقة