مصر - ألمانيا.. علاقات قوية تجمع قطبى أوروبا وأفريقيا

كتب: محمد حسن عامر

مصر - ألمانيا.. علاقات قوية تجمع قطبى أوروبا وأفريقيا

مصر - ألمانيا.. علاقات قوية تجمع قطبى أوروبا وأفريقيا

صفات إقليمية مشتركة تجمعهما، فكلاهما يلعب دور القائد أو الأخ الأكبر فى قارته، مصر فى محيطها العربى وقارتها الأفريقية، وألمانيا فى القارة العجوز، حيث يتصدر اقتصادها اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبى، كما تتمتع بثقل سياسى على الصعيدين الإقليمى والدولى.

تطورت من "الفتور" إلى "الدفء" وصولاً إلى "الشراكة الاستراتيجية"

ورغم فتور العلاقات المصرية الإلمانية بعد ثورة 30 يونيو وإزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، فإن الجهود الدبلوماسية والسياسية التى بذلتها القاهرة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى نجحت فى «توضيح الصورة»، وبسرعة كبيرة عاد الدفء للعلاقات بين البلدين، فى المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، مع السعى المشترك للوصول بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، «الوطن» ترصد تطور هذه العلاقة بين القطبين الأوروبى والأفريقى.

تعاون ورؤى سياسية مشتركة لإدارة أزمات المنطقة

أكد دبلوماسيون وخبراء أن العلاقات المصرية - الألمانية لم تختلف كثيراً عن العلاقات المصرية - الأوروبية، فى المرحلة التى أعقبت ثورة 30 يونيو مباشرة، مشيرين إلى أن قادة القارة العجوز وقتها كانوا يقعون تحت ضغوط الإدارة الأمريكية، بقيادة باراك أوباما، لاتخاذ مواقف سلبية من مصر، بالإضافة إلى تشككهم فى نوايا السلطة المصرية الجديدة، لكن الدولة المصرية كانت تؤمن أن العلاقات مع «برلين» هى مفتاح أوروبا.

«مصر وألمانيا قطبان فى محيطهما الإقليمى ولكل منهما تأثير مهم وبالغ»، هكذا استهل سفير مصر السابق فى ألمانيا، الدكتور محمد حجازى، حديثه عن البلدين والعلاقات بينهما، وقال، لـ«الوطن»، إن «مصر قطب فى محيطها الشرق أوسطى والعربى والأفريقى، وألمانيا قطب فى محيطها الأوروبى بحكم أنها عصب الاقتصاد الأوروبى ورابع اقتصاد على مستوى العالم».

وأضاف: «الملاحظ أن العلاقات المصرية - الألمانية تشهد حالة من التطابق الاستراتيجى والوعى المتبادل منذ الزيارة المهمة للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا فى يونيو عام 2015»، موضحاً: «كنت فى استقبال الرئيس وكانت زيارة أقل ما يقال عنها إنها فاتحة جديدة للعلاقات المصرية - الألمانية، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية، التى تؤكد أن برلين تسعى لاستقرار مصر وأن استقرار مصر أمن واستقرار لأوروبا».

وأكد أن «مصر تقدم لألمانيا فرصاً استثمارية واعدة، فيما تقدم برلين المساعدات التنموية، بالإضافة لمجموعة أعمال مهمة ووجود رئيسى للشركات الألمانية والتوجه نحو استعادة الشركات الألمانية الكبرى مكانتها فى السوق المصرية». متابعاً: «رئيس الوزراء كان منذ أيام قليلة فى ألمانيا وخلال هذه الزيارة التقى مع الكثير من مديرى الشركات ودعاهم للاستثمار فى مصر»، وأكد أن «الرئيس السيسى دائماً فى زيارات متبادلة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التى أعلنت دوماً أنها فى تقدير دائم واحترام للرئيس المصرى».

وقال الدبلوماسى المصرى السابق: «العلاقات المصرية - الألمانية تتشابك فى تحقيق أمن واستقرار المنطقة والشرق الأوسط، وفيما يخص صراعات المنطقة فإن برلين تتبنى الحل السياسى، الذى يحافظ على وحدة الدول، كما هو الحال بالنسبة لسياسات مصر حيال أزمات المنطقة، وكلاهما يعمل معاً من أجل أمن واستقرار المنطقة عبر الحلول الدبلوماسية بعيداً عن المواجهات والحروب، التى يمكن أن تقود المنطقة لمزيد من الصعوبات والتعقيدات التى تعانى منها القارة العجوز».

"حجازى": الألمان يعرفون أن المصريين حائط الصد الأول للإرهاب

وأضاف «حجازى»: «كذلك مصر وألمانيا شريكان فى ملف مكافحة الإرهاب يعملان معاً فى إطار تبادل المعلومات، وتقدم ألمانيا خبراتها فى هذا المجال، وكذلك مصر التى تعد حائط الصد الأول فيما يتعلق بمواجهة المتطرفين والحيلولة دون وصولهم إلى أوروبا، والألمان يعرفون ذلك».

ملف «المهاجرين واللاجئين» يعتبر من أهم الملفات المشتركة بين «القاهرة» «وبرلين»، بحسب الدكتور خالد حسن، أستاذ الاقتصاد، نائب رئيس «الجمعية المصرية لدراسات الهجرة»، مؤكداً، لـ«الوطن»، تطابق الرؤية بين البلدين حيال التعامل مع قضايا اللجوء والهجرة. وقال: «بالنسبة لرؤية مصر فهى تتشابه مع ألمانيا فى البعد الإنسانى وفى ضرورة التعامل الإنسانى مع المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين عكس كثير من الدول الأوروبية التى تشعر بقلق عميق حيال تدفق المهاجرين».

"حسن": تطابق فى التعامل مع ملف الهجرة.. والدعم الإنسانى للاجئين

وأضاف الخبير الاقتصادى: «فى الفترة الأخيرة تحدثوا فى أوروبا عن مبدأ الحصص المتساوية، أى توزيع اللاجئين والمهاجرين الذين يصلون إليها بين دول الاتحاد الأوروبى بنسب متساوية، كان ذلك اقتراحاً من ألمانيا وهولندا والسويد، لكن هناك دولاً رفضت باعتبار أنه لم يأخذ رأى المجتمعات المحلية أو شعب كل دولة ويشكل أزمة ديمقراطية».

وأشار «حسن» إلى أن «مصر تتخذ ذات المنحى مع المهاجرين واللاجئين، أى التعامل بأسلوب إنسانى، حتى لو كلفنا ذلك بعض التضحيات المالية والضغوط على المرافق والخدمات المتاحة للمواطنين»، موضحاً أن مصر لا تقبل بفكرة إقامة معسكرات لجوء وهجرة، وبالتالى المهاجر أو اللاجئ الذى يأتى إليها يستفيد من الخدمات التى يستفيد بها المواطن المصرى العادى.

وأضاف: «فى ألمانيا كذلك يتقدم المهاجر بطلب اللجوء وينتظر إلى حين الموافقة لكنه يعيش مثل غيره، عكس دول أوروبية أخرى تقيم لهم معسكرات بعيدة عند الحدود حتى تبت فى شأن طلب اللجوء».

وأكد أن «تركيا عقدات اتفاقاً مع أوروبا بشأن اللاجئين والمهاجرين حصلت مقابله حتى الآن على 3 مليارات دولار، فى حين مصر على سبيل المثال لديها 5 ملايين لاجئ وكل ما طلبته من الأمم المتحدة توفير 151 مليون دولار لإعانة اللاجئين، ورغم ذلك لم نفعل ما فعلته أنقرة لأننا نؤمن بمبدأ التعامل الإنسانى مع اللاجئين كما هو الحال بالنسبة لألمانيا».

زيارات مكثفة

2 مارس 2017:

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تزور مصر، لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومواجهة التحديات الراهنة، وسبل التعاون بين البلدين من أجل التعامل مع أزمة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى التصدى للإرهاب والتطرف الذى يمثل تهديداً مشتركاً.

15 مايو 2017:

الوزير مفوض خالد عزمى، مدير وحدة مكافحة الإرهاب الدولى بوزارة الخارجية، يزور ألمانيا على رأس وفد ضم ممثلين عن الوزارات وأجهزة الدولة المعنية بملف مكافحة الإرهاب الدولى، لحضور الاجتماع الأول للمشاورات الثنائية المصرية الألمانية حول موضوعات مكافحة الإرهاب الدولى.

11 يونيو 2017:

الرئيس السيسى يزور ألمانيا للمشاركة فى القمة التى تنظمها ألمانيا لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا تحت شعار «الاستثمار فى مستقبل مشترك».

15 فبراير 2018:

قام سامح شكرى، وزير الخارجية، بزيارة لألمانيا للمشاركة فى مؤتمر السياسة والأمن الدولى بميونخ، لبحث جهود مكافحة الإرهاب.

28 أكتوبر 2018:

الرئيس عبدالفتاح السيسى يزور ألمانيا للمشاركة فى القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا، فى إطار مجموعة العشرين، التى دعت إليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

2 فبراير 2019:

قام الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، بزيارة لألمانيا لبحث إمكانيات تعميق وتكثيف التعاون بين مصر وألمانيا فى قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر.

4 فبراير:

بيتر التماير، وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى، يزور مصر للمشاركة فى منتدى الأعمال المصرى الألمانى.

15 فبراير:

الرئيس عبدالفتاح السيسى يزور ألمانيا للمشاركة فى أعمال مؤتمر ميونخ للأمن لعام ٢٠١٩. والتقى الرئيس مع عدد من رؤساء الدول والحكومات لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم فى شتى المجالات، كما التقى الرئيس السيسى مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات فى ألمانيا والعالم.

4 مايو:

النائب فولكر كاودر، عضو الكتلة البرلمانية للائتلاف المسيحى بالبرلمان الألمانى «بوندستاج» والزعيم السابق للأغلبية البرلمانية، يزور مصر لبحث آخر تطورات الأوضاع السياسية فى المنطقة، وسبل التعاون بين البلدين للتعامل مع تلك الأوضاع.

13 مايو:

خالد العنانى، وزير الآثار، يزور ألمانيا لبحث سبل التعاون بين وزارة الآثار المصرية والهيئات الألمانية فى تدريب العاملين بالوزارة والأثريين والمرممين على إدارة المواقع والمتاحف وترميم الآثار.


مواضيع متعلقة