خبراء: نمطية أسئلة امتحانات "الثانوية" سبب ارتفاع "المجاميع هذا العام

كتب: كريم رومانى

خبراء: نمطية أسئلة امتحانات "الثانوية" سبب ارتفاع "المجاميع هذا العام

خبراء: نمطية أسئلة امتحانات "الثانوية" سبب ارتفاع "المجاميع هذا العام

أجمع خبراء أكاديميون فى التعليم الجامعى على أن ارتفاع مجاميع طلاب الثانوية العامة بشعبتَيها العلمى والأدبى، وارتفاع الحدود الدنيا لتنسيق المرحلة الأولى، يعكس خللاً كبيراً فى نوعية أسئلة امتحانات الثانوية العامة، لافتين إلى أن البرامج الخاصة فى كليات التجارة والحقوق والكليات النظرية مثل كلية التربية والآداب شهدت إقبالاً كبيراً من قِبَل الطلاب الحاصلين على أكثر من 90٪، الأمر الذى يضع وزارتَى التربية والتعليم والتعليم العالى فى «ورطة».

وأرجع الدكتور سعيد خليل، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، ارتفاع الحدود الدنيا لتنسيق المرحلة الأولى إلى «المجاميع العالية» للطلاب بسبب أسئلة الامتحانات، التى لم تكشف المستوى الفكرى ونقاط التميز بينهم، لافتاً إلى أن «تذمُّر الطلاب من بعض الامتحانات مثل التاريخ، والفيزياء، والكيمياء، نابع من الثقافة الخاطئة التى شغلت حيزاً كبيراً من تفكير المجتمع المصرى، خاصة فى الثانوية العامة، وهى «الطالب لازم يقفّل أسئلة الامتحان ولو غلط فى نقطة واحدة يقول الامتحان كان صعب»، مؤكداً أن «ده خلى ناس كتيرة جابت أكتر من 95%».

"خليل": تنسيق "المرحلة الأولى" سيجبر الطلاب على "الكليات النظرية" ونحن فى حاجة إلى "نوعية"

وأضاف «خليل» لـ«الوطن»، أن «لدينا ثقافة غريبة فى طُرق الالتحاق بالكليات، وهى ظهور ما يسمى بكليات القمة، الأمر الذى بدوره يؤدى إلى التحاق عدد كبير من الطلاب بهذه الكليات ليس لسوق العمل حاجة إليهم»، مشيراً إلى أن «الدولة ما زالت فى حاجة إلى كليات نوعية لا بد أن يضعها الطالب فى مخيلته بعيداً عنها، وهى الجامعات التكنولوجية»، مشدداً على ضرورة تغيير طريقة القبول بالتعليم قبل الجامعى، أى أنه لا بد من الاتجاه إلى المدارس التكنولوجية التى تُسهم فى تخريج جيل قادر على مواكبة سوق العمل بعيداً عن الثانوية العامة.

وتوقع أن يقل فى الفترات المقبلة الإقبال على الثانوية العامة، خاصة بعد توسع الدولة فى إنشاء المدارس التكنولوجية وتخصصات الذكاء الاصطناعى، ما يؤدى إلى خلق رغبات جديدة فى الطلاب لم تكن موجودة من قبل.

وعلق الدكتور كمال مغيث، الباحث فى معهد البحوث القومية على ارتفاع مجاميع الطلاب قائلاً: «إننا نعانى من عشوائية رهيبة فى طرق التقييم»، مشيراً إلى أن نتائج تصحيح امتحانات الثانوية العامة ليست منطقية بالمرة، وتعبّر عن خلل كبير فى المنظومة، مستطرداً: «وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى حطت نفسها فى ورطة كبيرة»، والكليات النظرية لا تستوعب هذه الأعداد، خاصة بعد ارتفاع تنسيق العلمى «علوم ورياضة».

وأضاف «مغيث» أن «حصول طلاب الثانوية العامة على مجاميع مرتفعة يدل على أن الامتحانات اعتمدت على الحفظ والتلقين أكثر من اعتمادها على التفكير والتحليل»، موضحاً أن نتائج الطلاب لا بد أن تكون فى «منحنى جرسى»، أى أن يكون الحاصلون على مجاميع منخفضة «أقلية»، والحاصلون على مجاميع مرتفعة «أقلية» وبقية الطلاب يتم توزيعهم على «الخطوط الوسطية».

"درويش": لا توجد دراسة تربط سوق العمل بالخريجين

وأوضح الدكتور بهاء درويش، أستاذ الفلسفة الأخلاقية بكلية الآداب بجامعة المنيا، أنه «فى حالة صحة ودقة المعلومات التى تؤكد أن أكثر من ٧٠٪ من طلاب الثانوية العامة حصلوا على ٩٥٪، فمعناه أن أسئلة الامتحانات غلبت عليها الطريقة النمطية، واحترف مدرسو الدروس الخصوصية فى التنبؤ بالأسئلة فأصبحوا يحفظونها للطلاب للحصول على درجات مرتفعة». وأكد أن «ارتفاع الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى المترتب على ارتفاع مجاميع الطلاب يؤدى إلى اتجاههم إلى كليات بعينها والابتعاد عن أخرى بعينها، الأمر الذى يعكس عدم وجود استراتيجية واضحة لاحتياجات سوق العمل»، لافتاً إلى «أن أعداد القبول بالكلية يجب أن تكون على قدر احتياج السوق وليس على أساس مجموع الطلاب».


مواضيع متعلقة