"الشباب والرياضة".. أعطال متكررة تنتهى بإغلاق الحمام

كتب: نظيمه البحرواي

"الشباب والرياضة".. أعطال متكررة تنتهى بإغلاق الحمام

"الشباب والرياضة".. أعطال متكررة تنتهى بإغلاق الحمام

لافتة صغيرة تعلو باباً حديدياً، مدون عليها عبارة «مجمع الرياضة والسباحة»، تقودك إلى داخل مبنى مكون من عدة طوابق، يبدو خاوياً على عروشه، يخلو من اللاعبين والعاملين، عدا عاملتين تجلسان فى الطابق الأول، فيما يؤدى سلم إلى الطابق العلوى، الذى ينقسم إلى جزءين، يوجد فى الجزء الأيمن حمام سباحة يمتد على مساحة كبيرة، وعلى الجانب الأيسر حمام يصغر الأول فى المساحة، كلاهما تبدو علامات الإهمال عليه، حتى أصبح المكان مهجوراً بعد أن غابت عنه الأنشطة والمسابقات الرياضية، التى كانت تستقطب العديد من أبناء محافظة الشرقية.

«على مدار السنوات السابقة، تم إغلاق الحمام عدة مرات، بسبب عيوب فى الإنشاءات، وما يلبث أن يتم تشغيله حتى يغلق مرة أخرى»، بتلك الكلمات بدأ الدكتور «حسام. أ»، مدرب سباحة سابق بمجمع السباحة والرياضة، التابع لمديرية الشباب والرياضة بالشرقية، حديثه لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه تم إنشاء حمام السباحة خلال فترة الثمانينات من القرن الماضى، ولكن بعد تشغيله تبين وجود كثير من العيوب والمشاكل الهندسية، ولفت إلى أنه أثناء حضور رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور عاطف صدقى، لافتتاح الحمام، حدث تسريب وترشيح للمياه، مما دفع العاملين إلى الاستعانة ببعض الصفائح لتجميع المياه والتخلص منها.

وأوضح أنه تم تشغيل الحمام عام 1994، ثم تم إغلاقه لعدة سنوات، وبعد إجراء أعمال الصيانة اللازمة أعيد تشغيله مرة أخرى عام 2010، واستمر فى العمل لمدة عام كامل قبل أن يتم إغلاقه مجدداً، ثم أُعيد افتتاحه سنة 2012، بعد إجراء عملية صيانة وتطوير شملت أرضية الحمام، ووضع مواد العزل، واستمر العمل حتى عام 2015، حيث أجريت عملية صيانة أخرى بداية يوليو 2016، تم خلالها تغيير كافة مواسير الصرف والتغذية.

وأشار إلى قيام عدد من الموظفين بشراء «موتور» لحقن «الكلور»، بتكلفة 7 آلاف جنيه، على نفقتهم الخاصة، لتشغيل الحمام فى موسم صيف 2016، ولكن تم إغلاقه مجدداً فى نوفمبر 2017، ثم تم تشغيله مرة أخرى، حتى تم إغلاقه فى عام 2018، وما زال مغلقاً إلى الآن.

أضاف مدرب السباحة السابق أن حمام السباحة التابع لمديرية الشباب والرياضة بمدينة الزقازيق كان يعمل لنحو 12 ساعة يومياً، ويستقبل الآلاف من المتدربين شهرياً، باشتراك لم يكن يتجاوز 100 جنيه شهرياً، لافتاً إلى أنه كان يتم إعداد المتدربين للمشاركة فى مسابقات وبطولات السباحة المختلفة، خاصةً البطولة التى يتم تنظيمها فى نادى «الرواد» بمدينة العاشر من رمضان، فى شهر أكتوبر من كل عام، وقد حصل العديد من المتدربين على ميداليات ومراكز متقدمة فى تلك المسابقات، وأكد أن بعض المدربين تقدموا باقتراحات حول الصيانة وأعمال التطوير، أو المطالبة بتعديل بعض التجهيزات التى تم تنفيذها بطريقة خاطئة، مثل «منط القفز» على حافة الحمام، اعتماداً على خبراتهم فى هذا المجال، وعملهم فى العديد من حمامات السباحة الأخرى، إلا أن المسئولين فى مديرية الشباب والرياضة كانوا يتعمدون تجاهل تلك المقترحات.

وتابع «حسام»: «رياضة السباحة تعرضت للانهيار تماماً فى محافظة الشرقية، وحمام السباحة تحول إلى مقبرة، ولم يعد أمام أى لاعب يرغب فى ممارسة السباحة سوى اللجوء إلى الحمامات الخاصة، الأمر الذى أدى إلى مضاعفة الاشتراكات الشهرية بنسبة تجاوزت 400%».

ولفت إلى أن الإقبال على ممارسة رياضة السباحة تراجع بنسبة تصل إلى 80%، خاصةً أن قيمة الاشتراك فى حمامات السباحة بالمدارس الخاصة ارتفعت إلى أكثر من 250 جنيهاًً بالنسبة لطلاب المدرسة، أما إذا كان المتدرب من خارج المدرسة، فتتراوح قيمة الاشتراك بين 400 و500 جنيه.

فى الإطار نفسه، قال أحد العاملين بحمام السباحة، رفض ذكر اسمه، إن جميع الموظفين، البالغ عددهم نحو 60 موظفاً، من مدربين وإداريين وعمال، تم تسريحهم بعد إغلاق حمام السباحة فى 2018.

وكيل المديرية: سنطرحه للاستثمار فى مزاد علنى مقابل"حق انتفاع" لمدة 10 سنوات

من جهته، أرجع وكيل مديرية الشباب والرياضة بالشرقية، الدكتور محمود عبدالعظيم فتح الله، سبب إغلاق حمام مجمع الرياضة والسباحة بالزقازيق إلى وجود تسرب للمياه من «الحلة» الخاصة بالحمام، الأمر الذى يشكل خطورة على صحة مستخدمى الحمام، مؤكداً أن قرار إغلاق الحمام جاء لحين إجراء أعمال الصيانة اللازمة، حرصاً على سلامتهم وتجنب إلحاق أى ضرر بهم، مشيراً إلى أنه تقرر طرح الحمام للاستثمار، بعد تطويره وصيانته، بنظام «حق الانتفاع» لمدة 10 سنوات.

وأضاف أنه من المقرر إجراء مزاد علنى لعملية الطرح، خلال الأيام القليلة القادمة، كما أكد أن وزارة الشباب والرياضة وضعت خطة للنهوض برياضة السباحة، من المتوقع أن تحدث طفرة كبيرة خلال السنوات القادمة.


مواضيع متعلقة