ضربة موجعة.. عقوبات الاتحاد الأوروبي تشدد الخناق على تركيا

كتب: عبدالرحمن قناوي

ضربة موجعة.. عقوبات الاتحاد الأوروبي تشدد الخناق على تركيا

ضربة موجعة.. عقوبات الاتحاد الأوروبي تشدد الخناق على تركيا

في خطوة توقعها الكثيرون، أصدر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرارا بفرض عقوبات على تركيا بسبب أعمالها للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية لجزيرة قبرص المتنازع عليها، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "دويتشه فيله" الألماني على صفحته باللغة التركية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

العقوبات الأوروبية على تركيا، تشمل خفض المساعدات المالية لتركيا، وتعليق مفاوضات اتفاق النقل الجوي معها بالإضافة إلى عدد من التدابير الأخرى، مع تهديد بروكسل بتوسيع العقوبات ضد أنقرة في حال واصلت "خرق حقوق قبرص السيادية، كي تشمل العقوبات الأوروبية إجراءات تقييدية بحق شركات وأفراد على صلة بأعمال التنقيب.

وتأتي العقوبات الأوروبية جاءت بالتزامن مع احتفال تركيا بالذكرى السنوية الثالثة لمحاولة انقلاب 15 يوليو الفاشل، بالإضافة إلى بدء استلام أنقرة دفعات منظومة الدفاع الجوي الروسية إس- 400، فضلًا عن نشر الصحف ووسائل الإعلام اليونانية أنباء عن اكتشاف سفن الحفر والتنقيب التركية على حقل غاز طبيعي يحتوي على 170 مليار متر مكب من الغاز، بدون نفي أو تأكد من الجانب التركي.

العقوبات الأوروبية على تركيا ضربة موجعة وقاسية، خاصة أنها تتزامن مع احتفال أردوغان بذكرى الانقلاب الفاشل، حسب الدكتور محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، لافتًا إلى أن الاتحاد الاوروبي أوصل رسالة واضحة وصريحة أنه لن يقبل العبث بمصلحة إحدى الدول الأعضاء بالاتحاد.

حامد أضاف في تصريحات لـ"الوطن" أنه على الرغم من أنها ضربة قوية، إلا أن العقوبات تبقى خجولة وتحذيرية، مؤكدًا أنه في حال عدم تراجع تركيا، ستتضاعف العقوبات بشكل يؤذي الشعب التركي نفسه، والذي لا يهمه سوى الأحوال الاقتصادية ولن يتحمل "المغامرات الأردوغانية" والسياسات التي أفسدت علاقات تركيا بالعالم.

أمر آخر في غاية الأهمية، حسبما يرى حامد، فالعقوبات أوضحت  للعالم أن تركيا أصبحت في معزل عن قضية غاز شرق المتوسط، وثبت أن الاقليم لا تديره تركيا، مؤكدً أنها هي من عزلت نفسها بنفسها، بسبب انتهاكها المستمر للقانون الدولي.

خبير الشأن التركي تابع أن ما يزيد العقوبات سوءً، أنها جاءت بعد أيام قليلة من تسلم تركيا لدفعة الـS400، حيث من المنتظر أن تفرض إدارة ترامب عقوبات أخرى جديدة على تركيا بسببها، لافتًا إلى أن الS400 ربما تكتب شهادة وفاة حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يرأسه أردوغان.

من جانبه، قال الدكتور كرم سعيد، الباحث في الشأن التركي، إن الاتحاد الاوروبي يتبنى سلسلة من العقوبات التدريجية على تركيا حتى لا يحدث عداوة مباشرة معها في الوقت الحالي لاحتياجه لها في قضايا اللاجئين، إلا أنه لا يمكن أن يتغاضى عن الانتهاكات التي ترتكبها تركيا في قبرص وإقليم غاز المتوسط والانتهاكات الداخلية كذلك.

وأكد كرم، لـ "الوطن"، أن العقوبات ستؤثر على الاقتصاد التركي، المنهار في الأساس خلال الوقت الحالي، خاصة بعد وقف الدعم المالي الأوروبي والمساعدات المالية التي تقدمها بنوك الاتحاد الأوروبي لتركيا، كما ستؤثر كذلك على مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد التي يرى أنها دخلت مرحلة "الاستحالة".

تأثيرات قوية للعقوبات الأوروبية على تركيا، حسب خبير الشأن التركي، حيث ستؤثر على الاستثمارات الأجنبية في البلاد، والتي تمثل الاستثمارات الأوربية 60%، حيث سيكون سحبها أو تجميدها مؤلم للاقتصاد التركي، مضيفًا أن العقوبات ستؤثر على صورة تركيا الخارجية وتضعف مناعتها الإقليمية والدولية، كما أن العقوبات ربما تصل إلى وقف منح تأشيرات وتجميد أصول بعض الكيانات والشخصيات الكبيرة في أوروبا.


مواضيع متعلقة