"منسي" الثانوية العامة.. مدمن متعاف بـ75%: الحمد لله على النجاح والشفا

كتب: سمر صالح

"منسي" الثانوية العامة.. مدمن متعاف بـ75%: الحمد لله على النجاح والشفا

"منسي" الثانوية العامة.. مدمن متعاف بـ75%: الحمد لله على النجاح والشفا

بينما كان الآلاف من طلاب الثانوية العامة يحتفلون بليلة أمس بنجاحهم عقب ظهور النتيجة، كان "أحمد منسي" يحتفل بنجاحه بطريقته الخاصة، إذ كان الأمر نقطة فاصلة في مستقبله وتحديا خاصا مع نفسه ورغبة في إسعاد أسرته، التي تحملت كثيرا معه خلال السنوات الماضية، ومحطة جديدة لعودته إلى الدراسة التي انقطع عنها قبل سنوات، بعد أنّ انجرف إلى عالم الإدمان الذي تسبب في حصوله على شهادة الثانوية العامة في عمر الـ21.

كان "منسي" دؤوبا في صغره محبا لدراسته، يستغل العطلات المدرسية وأوقات فراغه للحصول على تدريب في الحاسب الآلي وبرامجه التي أثارت شغفه مذ كان في الحادية عشرة من عمره، استمرت حياته هادئة على الوتيرة ذاتها رغم ما يعيشه من مشكلات عائلية دائمة، حتى انقلبت رأسا على عقب مع أول "سيجارة" تناولها بتحريض من أحد أصدقاء السوء اعتقادا منه بأنّها حل لأزماته النفسية.

 

"منسي" بدأ الإدمان في عمر 12 عاما وترك الدراسة في الصف الثاني الثانوي

تغيرت حياة منسي مع عمر الـ12، إذ بدأ تناول السجائر وتطور الأمر إلى تعاطي المواد المخدرة التي أدمنها بشكل تام حين بلغ عمر الـ15 من عمره، فتأثرت دراسته واستمر في الرسوب حتى انقطع عن المدرسة في الصف الثاني الثانوي، وحسب تعبيره، بدأ يتسبب في مشكلات لأسرته ولنفسه، وكلما حاول تلقي العلاج في أحد مراكز علاج الإدمان غير المرخصة كان ينتكس أكثر، لما يتلقاه من معاملة غير آدمية من العاملين بها واستمر على هذا الوضع 3 سنوات.

أسرة منسي لم ترضخ لما يعيشه نجلها من ظروف، وأجبرته على تلقي العلاج في أحد المراكز الشهيرة المرخصة إنقاذا لمستقبله، إذ وصف الشاب المتعافي فترة تلقي العلاج في حديثه لـ"الوطن" بأنّها كانت "تحد" ليعود إلى حياته بشكل طبيعي، فهو لم يعتد الفشل ولا الرسوب في سنوات الدراسة، بل كان دائم الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال البرمجة وحصل على تدريبات عدة به حبا فيه.

"منسي" يعمل معالجا نفسيا متطوعا في إحدى المؤسسات ويستعد لدراسة علم النفس لمساعدة الشباب

مضت الشهور وبدأ الشاب العشريني في التعافي وزادت رغبته في العودة إلى دراسته التي انقطع عنها، حتى قرر أن يلتحق بالثانوية العامة: "كنت عايز أكمل وأنجح وحطيت هدفي قدامي وأثبت لنفسي إني أقدر اتحمل مسؤولية"، حسب تعبيره.

بمجموع بلغت نسبته 75% بالشعبة الأدبية، اجتاز ابن محافظة الإسكندرية مرحلة الثانوية العامة بنجاح، ولحظات معرفة النتيجة عوضته عن سنوات من التعب النفسي والألم الجسدي، لخصها في كلمات قليلة قائلا: "نجحت إني اثبت لنفسي إني أقدر اتحمل مسؤولية، ونجحت في التزامي قدام نفسي في كل درس حضرته وأنا مش طايق نفسي، نجحت في إني اتعامل مع الضغط، الحمدلله على نجاحي وعلى نعمة التعافي".

يستعد الطالب المتعافي لتقديم أوراقه إلى كلية الآداب ليتخصص في دراسة علم النفس، ويعمل حاليا معالجا نفسيا متطوعا، ويدشن ندوات توعية للشباب ضد مخاطر الإدمان: "حابب أتعمق في دراسة علم النفس عشان أساعد غيري من الشباب وأنقذهم من الوقوع في نفس المشكلة"، حسب تعبيره.


مواضيع متعلقة