خبراء يوضحون مدى تأثر إيران بعد سحب بنما أعلامها عن "سفن الشبح"

كتب: ماريان سعيد

خبراء يوضحون مدى تأثر إيران بعد سحب بنما أعلامها عن "سفن الشبح"

خبراء يوضحون مدى تأثر إيران بعد سحب بنما أعلامها عن "سفن الشبح"

يعد إعلان السلطات في بنما سحب علمها عن السفن البحرية التي تنتهك العقوبات والقوانين الدولية، وخاصة السفن الإيرانية، أمس، من القرارات التي من شأنها التأثير بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني، وخصوصا بعد أن قالت سلطة النقل البحري في بنما، إنها ستسحب علمها عن المزيد من السفن التي تنتهك العقوبات والقوانين الدولية، وذلك بعد حذف نحو 60 سفينة على صلة بإيران وسوريا من السجلات البنمية في الشهور القليلة الماضية.

20 % من سفن الشبح الإيرانية ترفع أعلام بنما

وقال الدكتور هشام البقلي الخبير في الشأن الإيراني، إن السفن الإيرانية التي ترفع أعلام بنما تمثل نحو 20% من ناقلات النفط، وبالتالي رفع الأعلام سيؤثر على الاقتصاد الإيراني بشكل كبير، موضحا أن رفع الأعلام الذي جاء متأخرا من جانب بنما هو تنفيذا للعقوبات الدولية الموقعة على إيران، والحد من بيع النفط بطرق غير قانونية.

وأكد البقلي لـ"الوطن"، أن رفع الأعلام عن السفن الإيرانية يعد بداية فصل جديد في عملية بيع النفط الإيراني، متوقعا أن تتبع بنما دولا أخرى، ما سيؤثر على عمليات بيع النفط الإيراني بـ"سفن الشبح"، التي هي وسيلة إيران للتحايل على العقوبات الأمريكية.

وأرجع الخبير في الشأن الإيراني هذه التصرفات للتحركات الدبلوماسية والسياسية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن الضغوط الدولية على كافة دول العالم والتي جعلت بعض الدول تخضع فعلا للتخلي عن إيران، فضلا عن الاستفزاز المستمر من الجانب الإيراني والذي أثر سلبا على موقف إيران.

وتابع البقلي أن سحب الأعلام لن يُثني إيران عن محاولات الالتفاف على العقوبات باستخدم "سفن الشبح"، وستستعين بدول أخرى لرفع أعلامها والتحايل على العقوبات، فضلا عن أنها ستسمر في استخدام السفن التي تتفادى الرصد.

وأكد الدكتور هاني سليمان المتخصص في الشأن الإيراني، أن الفترة الأخيرة شهدت محاولات إيرانية عديدة للتحايل على العقوبات الأمريكية باستخدام سفن الأشباح التي تتفادى الرصد، وما على شاكلتها مثل السفينة المحتجزة في مضيق هرمز، كأحد الاستيراتيجات التي تقلل هامش تأثير العقوبات.

رفع الإعلام يضع الاقتصاد الإيراني في وضع حرج

وأضاف سليمان لـ"الوطن"، أن العقوبات الأخيرة التي طالت القطاعات الأساسية والاستيراتيجة في إيران مثل قطاع البتروكمياويات والمعادن والتي تمثل 10% من التصدير، وفي ظل الخسائر المتتالية التي دفعت طهران للجوء لـ سفن الشبح، ثم رفع الأعلام يأتي في إطار صب المزيد من النار على الجانب الإيراني.

وأوضح المتخصص في الشأن الإيراني أن الولايات المتحدة اتبعت سياسة النفس الطويل، حيث قفزت على كل مساعي المواجهة المباشرة، ليس لعدم المقدرة، ولكن لأنها تعي أن العقوبات الاقتصادية أقوى، خصوصا في ظل إجراءات العزلة الدولية ضد إيران، مشيرا إلى أن إيران تخسر حلفائها بالتدريج.

وأكد سليمان، أن هذا الإجراء يعد مكملا لجملة الضغوط على طهران والتي من شأنها أن تجعل الاقتصاد الإيراني في وضع حرج، وتقليل فرص المراوغة، وتعرية طرق المحايلة على العقوبات، ما يضعها في مأزق الرضوخ للعقوبات.


مواضيع متعلقة