أمريكا تسعى لتحالف عسكري ضد إيران.. وخبراء: لتضييق الخناق على طهران

كتب: إيمان هلب

أمريكا تسعى لتحالف عسكري ضد إيران.. وخبراء: لتضييق الخناق على طهران

أمريكا تسعى لتحالف عسكري ضد إيران.. وخبراء: لتضييق الخناق على طهران

قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد أنّ الولايات المتحدة تريد تشكيل تحالف عسكري في غضون أسبوعين، لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن.

وتابع دانفورد: "نتواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف يضمن حرية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب"، ما أثار العديد من التساؤلات عن هوية الدول التي قد ترغب في التحالف مع أمريكا ضد إيران وهل ستتمكن تلك الخطوة من ردعها؟.

وتابع الجنرال الأمريكي أنّ الولايات المتحدة ستوفر سفن قيادة للتحالف العسكري وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع، ومن المستهدف أنّ توفر دولا أخرى سفنا لتسيير دوريات بين سفن القيادة تلك، وسيكون هناك أفرادا من التحالف لمرافقة سفن بلادهم التجارية"، لافتاً إلى أنّ حجم الحملة قد يتحدد استنادا إلى عدد الدول المشاركة فيها.

واعتبر الباحث في العلاقات الدولية مصطفى صلاح، أنّ دعوة الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء تحالف عسكري لحماية الملاحة في مضيق هرمز، محاولة لتضييق الخناق على السياسة الإيرانية والسيطرة على ممرات الملاحة العالمية التي تحتل مكانه مهمة في نقل النفط للعالم، ولفت إلى أنّ أمريكا تسعى في ظل التصعيد الذي تنتهجه إيران إلى بلورة العمق الدولي وإضافة مشروعية إلى قرارها الذي اتخذته وحدها في 8 مايو 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي من خلال جذب حلفاؤها الأوروبيين، الذين تفاوتوا في مواقفهم تجاه الأزمة الإيرانية، ما ينعكس بالسلب على النظام الإيراني.

وأضاف الباحث أنّ هناك ضغطا من الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة للجلوس من جديد على طاولة المفاوضات مع إيران، لمنع استمرار التصاعد في الأزمة خاصة بعد إعلان إيران زيادة نسب التخصيب لليورانيوم مخالفة بذلك الاتفاق النووي".

وأكد صلاح أنّ بريطانيا من أكثر الدول التي ستسعى للتحالف مع أمريكا ضد إيران، عكس فرنسا وألمانيا اللذان اتخذا موقفا حياديا من الأزمة، في حين احتجزت بريطانيا من قبل ناقلة نفط تابعة لها في مضيق جبل طارق، وأرسلت قوات لحماية سفنها القادمة عبر مضيق هرمز ومنطقة الخليج العربي: "بريطانيا هي الحليف الأفضل للولايات المتحدة فهي تسير وفق السياسات الأمريكية منذ عام 2001 وإنما يوجد عدد من الملفات الخلافية بينها وبين الاتحاد الأوروبي".

وزاد الباحث أنّ الوجود الأمريكي في المياه العربية سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة أكثر من الولايات المتحدة ذاتها، خاصة أنّ إيران تستهدف الأماكن الأمريكية في المنطقة، في حين أنّ واشنطن تصعد الأزمة خارج نطاقها الجغرافي.

"ترامب يحاول حشد المجتمع الدولي ضد إيران بهذه التصريحات للوقوف ضد الجانب الإيراني".. هكذا بدأ المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإيراني هشام البقلي حديثه لـ"الوطن"، موضحا أنّ ترامب أجرى العديد من المحاولات لتكوين تحالف يحمي المياه الإقليمية في مضيق هرمز، إذ لا يريد الوقوف في وجه إيران بشكل فردي ولكن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل.

ومن جهته، امتنع كوتارو نوجامي نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، عن التعليق على تصريحات دانفورد، وقال خلال مؤتمر صحفي في طوكيو اليوم: "قلقون للغاية بشأن تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وضمان المرور الآمن عبر مضيق هرمز مهم لأمن الطاقة في بلادنا وكذلك لسلام ورفاهية المجتمع الدولي، وأضاف "ستظل اليابان على اتصال وثيق بالولايات المتحدة والدول الأخرى المعنية وستواصل بذل الجهود في سبيل الاستقرار وتهدئة التوتر".

وأشار البقلي إلى أن الدول العربية وبريطانيا هي التي سترحب بذلك التحالف العسكري وستسارع للانضمام له لتضييق الخناق على "طهران"، مؤكدا أن إيران لن تتوقف عن سياستها التصعيدية في الأزمة لأنه لم يعد لديها شيء تخشى أن تخسره، فقد شهدت في الفترة الأخيرة تغييرات عديدة في موقف بعض الدول الأوربية نحوها، وهي بحاجة لاستخدام المزيد من الدبلوماسية في التفاوض مع الأطراف الأوروبية لتخفيض العقوبات المفروضة عليها".

وأضاف الباحث أنّ روسيا وغيرها من الدول الاستوائية كالصين لن تدعم الموقف الأمريكي من تلك الأزمة، نظرا لمصالحها الضخمة مع إيران، فهي تستورد منها معظم احتياجاتها النفطية، والاتحاد الأوروبي متخوف من فكرة وجود قوات في الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المالية عنه، وإعلان إيران إسقاط طائرة تجسس أمريكية مسيرة، قالت إنّها "انتهكت" مجالها الجوي فوق مضيق هرمز، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأمريكية، فيما تجنبت شركات طيران عالمية لأجزاء من مجال الجوي الإيراني، وألغت الولايات المتحدة ضربة عسكرية كانت مقررة ضد طهران.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى محادثات مع النظام الإيراني "دون شروط مسبقة"، فيما استبعدت طهران ذلك، قائلة إنّ "على ترامب العودة إلى الاتفاق إذا كان يريد التفاوض معها".

يذكر أنّ مضيق هرمز يمر منه نحو خمس النفط العالمي، بينما يمر نحو 4 ملايين برميل من النفط يوميا من باب المندب إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا فضلا عن سلع تجارية.


مواضيع متعلقة