ما وراء تحريك أسعار البنزين.. كيف تحددت قيمة الزيادة على كل نوع؟

كتب: ماريان سعيد

ما وراء تحريك أسعار البنزين.. كيف تحددت قيمة الزيادة على كل نوع؟

ما وراء تحريك أسعار البنزين.. كيف تحددت قيمة الزيادة على كل نوع؟

أعلنت وزارة المالية تحريك أسعار الوقود، صباح اليوم كخطوة ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنته الحكومة قبل 3 سنوات، واستمرارا لتطبيق سياسات الانضباط المالي والاقتصادي بكل جوانبها لما فيه من خير لمستقبلها ومستقبل شعبها.

أرقام ونسب الزيادة كان لها أبعاد وتأثيرات أخرى على الدولة والمواطن، إلى جانب التأثيرات الاقتصادية، وهو ما يوضحه الدكتور صلاح الدين فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، في تصريحاته لـ"الوطن"، حيث أشار إلى الأبعاد الاجتماعية والبيئية والمستقبلية للأسعار الجديدة.

تحريك أسعار السولار

قال فهمي، إنه عند زيادة أسعار السولار، يُراعى حجم استهلاكه، نظرا لأنه من أكثر أنواع الوقود استخداما، خاصة في عربات النقل الثقيل بأنواعها والنصف نقل والنقل الخفيف، فضلا عن أنه وقود للأفران والآلات الزراعية التي تعمل في حرث الأرض، وبالتالي تراعي الزيادة تلك الفئات، نظرا لمدى تأثيره بشكل غير مباشر على شريحة كبيرة من المواطنين.

وعن الزيادة من 5.50 إلى 6.75 جنيه للتر، أوضح الخبير الاقتصادي أنها تتصل بعمليات الدعم الأخرى مثل دعم الخبز، نظرا لاستخدام السولار وقودا للأفران، ونقل الركاب، وبالتالي كانت الزيادة بنحو "سُدس القيمة"، لأن الفئة غير المباشرة المستهدفة هي الشريحة الأكبر، مشيرا إلى أن استهلاك السولار أعلى بكثير من البنزين.

بنزين 95

قال الخبير الاقتصادي إن بنزين 95 تستهلكه السيارات الفارهة، والتي تبدأ أسعارها من نصف مليون جنيه، نظرا لأنه عالي الجودة، وبالتالي فمستهلكي هذه الفئة قليلون، وفي نفس الوقت لا يحتاجون للدعم، لكن لمراعاة التوازن يتم الرفع التدريجي.

وأشار فهمي إلى أن زيادة أسعار بنزين 95 لا يمكن أن تقرأ بمنعزل عن الزيادات السابقة والتي بلغت نحو 50%، مشيرا إلى متوسط الزيادة في المرتين "معقول جدا"، موضحا أن انخفاض النسبة هذه المرة عن المرات السابقة لتحقيق التوازن. 

بنزين 92 

أوضح فهمي أن الشريحة الأكبر من المستهلكين في مصر يستخدمون بنزين 92 وبالتالي الزيادة في هذه الفئة من حيث الكم تضمن نسبة تحصيل عالية لميزانية الدولة، موضحا أن سعر البنزين 92 أوكتين ارتفع إلى 8 جنيهات للتر بعد 6.75 جنيه، بزيادة نحو 18.5%.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن المستهليكن الذين يمثلون نسبة 85% هم الفئة المتوسطة والذي يتراوح دخلهم من 4 إلى 10 آلاف جنيه شهريا، والذين انتشرت من أجلهم العديد من أفكار التوفير مثل استخدام أكثر من فرد للسيارة أو ركوب مترو الأنفاق في المسافات البعيدة وغيرها.

بنزين 80

قال فهمي بداية قبل الحديث عن أسعار بنزين 80، يجب الإشارة إلى مدى ضرره للبيئة، ومدى رداءة تأثيره على السيارة والبيئة، لما يسببه من ضرر بيئي عالي، وعند الحديث عن أسعاره، تكون هناك أبعاد ثانية بخلاف السعر، وهي أبعاد بيئية ومستقبلية.

وأكد فهمي أن معظم السيارات الحديثة لا تستخدم بنزين 80، فالذين لا يزالون يستخدمون بنزين 80 قليلون جدا، موضحا أنه في خلال الـ5 سنوات المقبلة، ربما نستغنى نهائيا عن بنزين 80، لأن الاتجاه الحالي لصالح العربات الصديقة للبيئة.

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الزيادة التي بلغت 22.7% ليصبح 6.75 جنيه، بدلا من 5.50 جنيه، لها أبعاد اجتماعية وبيئية.

أبعاد بيئية واجتماعية ورؤية مستقبلية تخدمها زيادة الأسعار

أوضح فهمي أن هناك قراءات عدة لتحريك أسعار الوقود، بخلاف برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تسير عليه مصر، فهناك اتجاه كامل لتحويل اقتصادنا لاقتصاد أخضر، والاعتماد على المنتجات الوطنية في الوقت نفسه.

كما أشار إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي السابقة بشأن السيارات خاصة، حيث طالب بتخفيض الجمارك على السيارات الكهربائية لتكون صفرا في المئة، أما العاملة بالغاز تحصل على نصف إعفاء، والعربات التي تستخدم بنزين أو غاز 75%.

وأشار إلى أن هناك اتجاها لإحلال الغاز والكهرباء محل البنزين، لتقليل الأعباء على الدولة، وخدمة البيئة في الوقت ذاته، نظرا لأن مصر غنية بالغاز الطبيعي، وتعمل على توفير أكبر قدر من الكهرباء، وبالتالي الاستغناء التدريجي عن البنزين، يخفف عبء استيراده مستقبليا، فضلا عن خدمة "خطة مصر 2030" التي تسعى كل مؤسسات الدولة لتحقيقها.

 وأكد الخبير الاقتصادي، أن الاقتصاد لا يدار بالنظر تحت أقدامنا، ولكن كمنظومة شاملة، تعكس نتائجها إيجابيا في المستقبل، مع مراعاة كل الأبعاد الأخرى.


مواضيع متعلقة