"خالد دبابة".. الشهيد الذي خلد اسمه نشيد الصاعقة

كتب: حسن صالح

"خالد دبابة".. الشهيد الذي خلد اسمه نشيد الصاعقة

"خالد دبابة".. الشهيد الذي خلد اسمه نشيد الصاعقة

"خالد دبابة" هو اسم الشهرة للشهيد نقيب خالد محمد كمال المغربي، ابن مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الوطني تجاه بلده، أثناء مطاردته جماعة تكفيرية وهو في طريقه لنجدة زملائه بكمين "البرث" برفح في شمال سيناء، خُلد نشيد الصاعقة اسم خالد مع زملائه أحمد منسي، فتقول كلمات النشيد: "خالد مغربي دبابة.. أسد وجنبه إحنا غلابة".

وتحل اليوم الأحد ذكرى وفاة الشهيد الثانية، ويقول والده، إنه تحل اليوم ذكرى معركة "البرث" بين الإرهابيين وكتيبة 103 بقيادة الشهيد أحمد منسي، قبل عامين، ذاكرا تفاصيل استشهاد نجله: "أنهى الشهيد خالد صلاة الفجر داخل كتيبته وجهز معداته وأشيائه لترك كتيبته بناءً على نشره بانتقاله إلى قوات الصاعقة بالإسكندرية، في هذه اللحظة جاءه اتصال من أحد الضباط بكمين مربع البرث برفح يفيد بتعرضهم لهجوم إرهابي ليهتف خالد مع جنوده (حي على الشهادة)، وخلال دقائق معدودة شكل قوة الدعم: مدرعتين ودبابة وعربه تشويش، وخرجوا لنجدة زملائهم".

يضيف والد الشهيد لـ"الوطن": "قبل الوصول إلى موقع الاشتباكات بـ700 متر لمح الشهيد عربة بداخل إحدى العشش على جانب الطريق فبدأ التعامل معها فانفجرت، وكانت معدة بمتفجرات لتعطيل وصول الدعم، وعلى بعد 400 متر أطلق القناصة وابلا من النيران وقذائف (RBG) على المدرعة، وتعامل الشهيد معهم من داخل المدرعة، وقتل العديد منهم إلا أن الجبناء الذين يخافون المواجهة دفعوا بسيارة دفع رباعي يقودها انتحاري بها متفجرات من جانب الطريق، لتصطدم بالمدرعة وتنفجر ويستشهد على إثرها.

رضوى مجدي، أرملة الشهيد، قالت: "الشهيد كان زوجا بمعنى الكلمة، عطوفا على الجيران وكأنه ملاكا يسير على الأرض، استشهد بعد زواجنا وأنا حامل في شهري الخامس، ورزقني الله بطفل سميته خالد على اسم زوجي الشهيد لأنه لم يره".

تضيف "مجدي" لـ"الوطن": "التكفيريين هم من أطلقوا عليه لقب (دبابة) لأنه حقق انتصارات عديدة عليهم، وهاجمهم في بؤرهم وقتل العديد منهم، ورصدوا مكافاة لمن يمسك به، لكن كلمة الله هى العليا والحق دائما غالب ونصر الله الجيش على هؤلاء الملاعيين الذين ليس لهم ملة ولا دين".

تروي والدة الشهيد كواليس آخر إجازة له، إذ زار جميع أفراد العائلة وأوصى بدفنه بمقابر جده لوالدته ليبقى بجوارها عند استشهاده، متابعة: "وقبل عودته من إجازته الأخيرة، قال لأحد أقاربه: لو سمعت اليومين اللي جايين في حاجة كبيرة حصلت في سينا وناس استشهدت، أعرف أني أول شهيد هناك، ومفيش أيام وتحققت نبوأته واستشهد".

أضافت والدة الشهيد لـ"الوطن": "في يوم الجنازة وقفت إحدى السيدات بجواري وقالت لي: أنتي متعرفنيش بس أنا اعرف الشهيد، أنا كنت بجهز عرايس يتامى، وكان خالد الله يرحمه بييجي كل شهر يديني مبلغ كبير أجيب به حاجه في جهازهم، وفي إحدى المرات طلبت منه مساعدة سيدة مسنة تركها أبنائها ومحدش بيسال عنها، أخذ عنوانها وذهب إليها وقال لها: يا أمي اعتبريني ابنك، ومن اليوم أنتي مسؤولة مني، وكل إجازة يأتي فيها كان يحضر لها احتياجاتها الشهرية من مأكل وملبس وعلاج".

خالة الشهيد تقول: "في إحدى المرات وهو جالس مع والدته يشاهد التليفزيون، كان وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى يكرم أسر الشهداء، وكان النداء على أم الشهيد البطل محمد السواح، فقال خالد لأمه: يا أمي اللي طالعة تتتكرم دي أم صاحبي، وأنا مش هاسيب حقه ادعيلها ربنا يصبرها، واستطرد: يا بختك ها تبقي أم الشهيد، فردت عليه والدته: متوجعش قلبي يا بني، فقال لها: اوجع قلبك إيه يا أم الشهيد، أنا مشروع شهيد".

تضيف الخالة لـ"الوطن": "في إحدي الإجازات ذهب مع أحد أصدقائه للمقابر لقراءة الفاتحة، وقال له: أنا هاجي هنا قريب".

والشهيد خالد مغربي ولد في 5 ديسمبر 1992، وكان محبوبا بالمدينة بأكملها وكان متفوقا في دراسته، وهو أصغر أشقائه: الأول أحمد مهندس بالمقاولين العرب، وشقيقتان إحداهن متزوجة، التحق بالكلية الحربية عام 2011 وتخرج منها في 22 يونيو 2014 دفعة 108 حربية كتيبه 83 صاعقة، والتحق بقوة الدعم في شمال سيناء، واستشهد في 7 يوليو 2017، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه نال حب قادته ويعيش في قلوب المصريين ببطولاته وفدائه.


مواضيع متعلقة