عزت أبوعوف فى ميزان النقاد: «فنان متعدد المواهب ونموذج لا يمكن تكراره»

عزت أبوعوف فى ميزان النقاد: «فنان متعدد المواهب ونموذج لا يمكن تكراره»
- أحمد زكى
- الحياة الفنية
- السينما المصرية
- القاهرة السينمائى
- الوسط الفنى
- برامج التليفزيون
- تقديم البرامج
- خيرى بشارة
- آيس كريم فى جليم
- أجنبية
- أحمد زكى
- الحياة الفنية
- السينما المصرية
- القاهرة السينمائى
- الوسط الفنى
- برامج التليفزيون
- تقديم البرامج
- خيرى بشارة
- آيس كريم فى جليم
- أجنبية
مخطئ من يعتقد أن الفنان رحل عن عالمنا عقب إعلان خبر وفاته بشكل رسمى، فمن يعرفه جيداً من السهل عليه أن يدرك أنه مات مرتين، المرة الأولى عقب وفاة زوجته وشريكة مشوار حياته «فاطيما» التى منحته من الحب والدعم والاهتمام، ما جعله يشعر بأن الحياة انتهت عقب رحيلها ومحنة مرضها، لم يعد هو كما كان، ضحكته الشهيرة خفتت وإقباله على الحياة تراجع، فهى كانت الأم والزوجة والصديقة، لن يفهم علاقة عزت أبوعوف بزوجته سوى من كان يعرفه جيداً، وربما كان خبر وفاتها هو إعلان وفاته هو شخصياً للمرة الأولى، أما المرة الثانية الذى مات فيها عزت أبوعوف فهى بعد أن حاول بعض المرتزقة الإساءة لفنه وتاريخه بتحريف كلامه عن رغبته فى إحراق أفلامه بعد وفاته، وكعادة قنوات الإخوان «الفاشلة» ولجانهم الإلكترونية الكاذبة، حاولوا أن يصدروا للجمهور أن عزت أبوعوف قال هذا التصريح لأنه يعلم أن مهنة التمثيل حرام، وأنه يريد أن يقابل ربه وهو يبرئ نفسه من كل الأعمال التى قدمها، والحقيقة أنه قال هذه الجملة تحديداً ليطلب بها التكريم قبل أن يموت، لأن الفنان لا يستفيد بشىء من تكريمه بعد وفاته، وعلق قائلاً: «كرمونى دلوقتى، وابقوا احرقوا أفلامى بعد ما أموت»، ولكن للأسف رحل عزت أبوعوف قبل أن ينال التكريم الذى يستحقه.. ليموت مرتين ولكن تبقى أعماله وأخلاقه شاهدة على موهبة من الصعب تكرارها.
لم يجتمع النقاد قط على فنان، مثلما اتفق جميعهم على الراحل عزت أبوعوف، واصفين إياه بـ«الموهوب» ذى الكاريزما العالية والإحساس المرهف، الذى رحل عن عالمنا بعدما أعطى للفن وساعد العديد من المطربين فى السينما وغيرها، ورغم شدة مرضه فى الشهور الأخيرة فإن الراحل لم يبتعد عن أضواء الفن، وفيما يلى يتحدث النقاد عن أهم أعماله الفنية خلال مشواره الفنى، فضلاً عن بدايته من الغناء، والجمع بين موهبة التلحين والتمثيل وتقديم البرامج.
انتكس صحياً بعد وفاة زوجته واكتأب بعد تحريف تصريحه بحرق أفلامه
قال الناقد رامى عبدالرزاق: «يعتبر من الحالات الاستثنائية بالوسط الفنى، خاصة أن بداياته كانت على مستوى الغناء، انتقالاً لمرحلة السينما والتليفزيون ثم دخوله مرحلة الإعلام وتقديمه للبرامج التليفزيونية، كل تلك التجارب صنعت بداخله هالة كبيرة من الإتقان الفنى والشغف الخاص بالحياة الفنية، فيعتبر عزت أبوعوف ممثلاً ومغنياً وملحناً ومقدم برامج، ولم يستطع الكثير أن يجمع بين كل ذلك ويحقق نجاحاً فيه، حتى مشاركته فى الأدوار الصغيرة مثل دوره فى فيلم (طيور الظلام)، ودور اللواء العصبى فى فيلم (حسن ومرقص)، فكان لديه قدرة على أن يخطف الانتباه ويظل باقياً فى الذاكرة».
وأضاف لـ«الوطن»: «كان ممثلاً راقياً ولديه درجة عالية من الثقافة خاصة عندما عمل فى مجال الإعلام خلال تعامله مع الضيوف والمشاهدين، بالإضافة إلى موهبته فى مجال الغناء فنحن لا نزال نتذكر ألبوم (دبدوبة التخينة) فهو يعتبر من أهم ألبومات الأطفال فى الثمانينات، واكتشافه لبعض المطربين أبرزهم محمد فؤاد، فهو رجل ينتمى لطبقة أرستقراطية وكانت الثقافة تلمس شخصيته على مستويات عديدة، فهو سيظل الشخص والفنان الراقى على مستوى الرقى ومخارج الألفاظ وإتقان الأدوار وقدرته على التلون فى كل الأدوار».
ونعى الناقد محمود عبدالشكور وفاة الراحل قائلاً «رحل الفنان المتميز والموهوب»، وتحدث عن علاقته به قائلاً، «ليس مجرد فنان متعدد المواهب وحسب، إنه يمثل جيلاً حراً منطلقاً عاشقاً للفن وللحياة، الذى حارب القبح بالموسيقى، فأول مرة بدأ صيته يعلو بالنسبة لى عندما شاهدته خلال برنامج فى السبعينات بعنوان (أهلاً وسهلاً)، استضافه طارق حبيب فى فقرة مع شويكار، وقتها بدأ الانتباه لموهبة فى طريقها للنور، حيث قدم بعدها موسيقى مسلسل (حكاية ميزو) التى كانت جزءاً أساسياً من نجاح المسلسل، ثم اكتشفت أنه كان من أعضاء فريق (القطط الصغيرة) المصرى الذى كنت أشاهد أغنياته الأجنبية فى برنامج (العالم يغنى)».
وتابع «عبدالشكور» حديثه عن «أبوعوف» قائلاً: كانت تجربة الـ«فور إم» ناجحة ومختلفة، فالفرق الغنائية تحاول أن تسد فراغ رحيل الأصوات الفردية الاستثنائية، إلا أنه أثبت أنه ممثل جيد، فاستطاع «أبوعوف» أن يقدم دوراً عظيماً فى فيلم «آيس كريم فى جليم»، وكان ممثلاً راسخاً أمام أحمد زكى فى مشهدهما الشهير فى «أرض الخوف»، وأمام عادل إمام فى «طيور الظلام»، بالإضافة إلى أدائه الشرير القوى فى فيلم «واحد من الناس»، وحضوره القوى فى دوره القصير فى «الجزيرة 1»، وهو يدير معركة النهاية.
بينما قال الناقد محمود قاسم إن عزت أبوعوف كان نموذجاً للفنان الذى لا يمكن أن يتكرر مرة أخرى، ولكن ما أبعده عن البطولة المطلقة ظهوره فى العصر الخاص بالحرمان الثقافى، فإننى أعتقد أنه إذا ظهر فى فترة الخمسينات، لأصبح واحداً من أهم نجوم السينما، واستطاع العمل مع مخرجين كبار يخرجون منه أفضل ما لديه، لذا بدأ مشواره بالغناء وأصر وعافر رغم أى ظروف مر بها، إلى أن اكتشف المخرج خيرى بشارة موهبته الحقيقية وعمل معه من خلال فيلم «آيس كريم فى جليم» وظهر من خلال الفيلم كنموذج للدنجوان والشاب الأول فى السينما.
وأضاف «قاسم» لـ«الوطن»، أن نجاح علاقاته الفنية انعكس على نجاح علاقته الأسرية، فتعتبر شقيقته مها أبوعوف من الفنانات المهمات فى السينما المصرية، وقدمت أدواراً جيدة، وأعتقد أن «أبوعوف» كان له فضل عليها، فهو استطاع أن يقدم دور الرجل الدبلوماسى العربى فى فيلم «كشف المستور»، ودور الرجل الشرير فى فيلم «واحد من الناس»، وكان له العديد من الأدوار المتنوعة والمختلفة المهمة فى تاريخ السينما، ومن الفترات المهمة التى شهدها مهرجان القاهرة السينمائى عندما تولى رئاسته، فعلى الرغم من نجاحاته العديدة فإنه لم يحصل على أى حق من حقوقه ولم يُمنح ما يستحقه.