من "الميدان" لـ"المدرج".. جماهير 30 يونيو تهتف في حب "أم الدنيا"

07:47 م | الأحد 30 يونيو 2019

ما أشبه اليوم بالبارحة، 6 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو 2013، حين خرج المصريون لعزل جماعة الإخوان ونظامها بعد عام واحد من صعودها للحكم، حيث احتشدوا في الشوارع والميادين حتى نجحوا في الإطاحة بذلك النظام الدموي، واليوم في ذكرى الثورة، احتشد أبناء الوطن لكن هذه المرة ليست في الميادين ولكن في استاد القاهرة الدولي لمؤازرة منتخب بلدهم.

محمد العيوطي شارك في ثورة 30 يونيو، منذ بدايتها وحتى اليوم الأخير الذي شهد عزل رئيس الإخوان ونهاية حكمهم لمصر "نزلت أول يوم في التحرير وبعد كدة نزلت باقي الأيام في قصر الاتحادية" ليكون شاهدًا على أيام انتصر فيها شعب مصر على الإرهاب، وارتفع علمها عاليًا، وتحررت من حكم جماعات الظلام الأسود.

العيوطي: الدفاع عن الهوية والعرض والشرف والبلد أشياء مشتركة بين الحشد في 30 يونيو والحشد في استاد القاهرة لدعم المنتخب

بعد 6 سنوات من مشاركة "محمد" في تحرير مصر وفرحتها، عاد ليشارك من جديد في فرحتها الثانية بتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية "بحضر من أول ماتش زيمبابوي والكونغو والنهاردة في ذكرى 30 يونيو موجود في استاد القاهرة عشان أشجع مصر وأبقى وراها زي ما اتعودت".

السنوات الست بين 30 يونيو ومباراة اليوم، يعبر عنها الشاب بشكل المنطقة المحيطة باستاد القاهرة، والتي تغيرت بـ180 درجة من النقيض للنقيض "المنطقة اتبدلت تماما واتحولت من خراب لحاجة عظيمة" وهو ما يعبر عن التطور الكبير الذي شهدته البلاد في تلك الفترة.

"الدفاع عن الهوية والعرض والشرف والبلد حاجات مشتركة بين الحشد في 30 يونيو والحشد في ستاد القاهرة ورا المنتخب" تشابهٌ يراه "محمد" بين الحدثين، فمن الثورة على حكم الإخوان، إلى مساندة المنتخب الذي يحمل شعار البلاد، لم يتوان الجمهور المصري في الحالتين عن القيام بدوره الكبير في دعم مصر.

تنظيف المدرجات كذلك الذي يقوم به الجمهور المصري عقب كل مباراة لمنتخب الفراعنة، يعتبره "محمد" تعبيرًا رمزيًا كذلك عما كان يريده المصريون في 30 يونيو 2013، من رغبتهم في إزاحة من جلسوا على كرسي حكم البلاد في غفلة من الزمن "حررنا البلد من الإخوان في 30 يونيو وهنكسب أوغندا النهاردة في ذكراها".

مخاليف: اليوم نجتمع على هدف آخر بنفس القلب

محمد عاطف مخاليف، خبير مصرفي، شارك في ثورة 30 يونيو، حيث كان لا يزال طالبا في الجامعة، وآمن بضرورة إسقاط نظام الإخوان الذي فشل في إدارة البلاد.

"أتذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله رغم مرور 6 سنوات، فالشعب كان على قلب رجل واحد، كل مواطن خرج من منزله لديه هدف محدد وهو استرجاع الهوية المصرية التي اختطفت قبلها بعام من قبل تلك الجماعة، واليوم نجتمع على هدف آخر بنفس القلب وهو مساندة منتخب مصر في استاد القاهرة حتى فوزه ببطولة كأس الأمم الأفريقية"، حسب حديث مخاليف لـ"الوطن".

أبو دومة: عامل المشترك بين مباريات المنتخب وثورة 30 يونيو هي الروح الوطنية والالتفاف حول علم مصر

ويقول أحمد أبو دومة، الشاب العشريني الذي شارك في المظاهرات خلال ثورة 30 يونيو 2013، إن المشهد في مدرجات استاد القاهرة الدولي اليوم في مباراة منتخب مصر ونظيره الأوغندي في الجولة الأخيرة ضمن دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية "كان 2019"، يذكره بالمظاهرات التي خرج فيها المصريون منذ 6 سنوات لعزل نظام الإخوان الذي كاد أن يعصف بالبلاد في أزمة طاحنة.

"العامل المشترك بين مباريات المنتخب وثورة 30 يونيو هي الروح الوطنية والالتفاف حول علم مصر، فالشعب المصري نزل إلى الميادين من أجل الاستقرار واليوم مصر تنظم بطولة كأس الأمم الأفريقية، وهذا يدل على أن الدولة تعيش في استقرار وتنعم بالأمن داخلها"، حسب حديث أبو دومة لـ"الوطن".

أبو دومة شارك في مسيرات 30 يونيو حتى التجمع بميدان التحرير لاسقاط نظم الإخوان والمفارقة هنا أن 3 من رفقاء الميدان ممن كانوا معه منذ 6 سنوات يشجعون منتخب مصر أمام أوغندا اليوم من المدرج ذاته.

عادل: دعمنا للمنتخب رسالة للعالم بأن اللي نزلناله في 30 يونيو من 6 سنين اتحقق خلاص

عادل طه عبدالسلام، بدأ المشاركة في ثورة 30 يونيو مبكرًا، بالعمل من خلال حملة تمرد التي كانت تجمع التوقيعات للإطاحة بنظام جماعة الإخوان الإرهابية "بدأت بجمع استمارات تمرد وبعد كدة نزلت في 30 يونيو عند قصر الاتحادية لحد بيان 3 يوليو".

"عادل" عاد بعد 6 سنوات ليكون أحد الداعمين لمنتخب مصر في بطولة أمم أفريقيا من خلال حضور مباريات المنتخب في استاد القاهرة، والتي يتزامن ثالثها أمام أوغندا مع الذكرى السادسة لبطولة أمم أفريقيا "في 30 يونيو خرجنا للحفاظ على الهوية المصرية وإنقاذها من إرهاب الإخوان وفي ذكراها السادسة خارجين لدعم المنتخب بوعي أكتر وأكبر" فنجاح المنتخب من نجاح الدولة المصرية.

المحامي الشاب يعتبر أن النزول بأعداد كبيرة لتشجيع المنتخب في مبارياته يوجه رسائل عديدة للعالم "أهم الرسائل دي إننا نعرف العالم إننا انتصرنا على الإرهاب وإن اللي نزلنا عشانه من 6 سنين اتحقق خلاص" كما أن العالم يجب أن يعرف أن مصر أصبحت آمنة وشبابها يدعمون الدولة المصرية.