شهد لقاء ترامب وكيم.. تاريخ "خط الترسيم" في مواجهات واشنطن وبيونج يانج

كتب: سمر صالح

شهد لقاء ترامب وكيم.. تاريخ "خط الترسيم" في مواجهات واشنطن وبيونج يانج

شهد لقاء ترامب وكيم.. تاريخ "خط الترسيم" في مواجهات واشنطن وبيونج يانج

"بدأ اللقاء بمصافحة بينهما وانتهى بعبور الخط الفاصل للمنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين"، ملخص اللقاء التاريخي الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم كونج أون، صباح اليوم، بعد سنوات من الأزمة بين البلدين.

وأصبح ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه أراضي كوريا الشمالية، بعدما عبر خط الترسيم الذي يقسم المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، متجاوزا بذلك الخلافات التاريخية بين بلده وكوريا الشمالية قائلا: "إنه يوم عظيم للعالم".

وكتب الرئيس الأمريكي على "تويتر": "أثناء وجودي هناك، إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة، يمكنني أن أقابله على الحدود، المنطقة منزوعة السلاح لأصافحه وأقول له مرحباً".

وعاد ترامب مؤكدا أن كيم يتابع حسابه على موقع "تويتر"، وأنه تواصل معه "بسرعة" بعد اقتراحه العفوي.

حكاية الخط الفاصل الذي عبره الرئيس الأمريكي ترجع إلى عام 1945، حيث ظهرت كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرة المقسمة بواسطة الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، حسبما أفاد موقع "سكاي نيوز" العربية.

ففي 10 أغسطس 1945 ومع استسلام اليابان الوشيك لم تكن الحكومة الأمريكية واثقة من التزام السوفيت باقتراح الولايات المتحدة، حيث أنه قبل ذلك بشهر قام كلا من الكولونيل "دين راسك وبونستيل"  في جلسة مقتضبة دامت نحو نصف ساعة برسم الخط الفاصل بين القوات الأمريكية والسوفيتية عند خط عرض 38 متخذين خريطة لمنظمة ناشيونال جيوجرافيك كمرجع لهم، حسبما أفاد الموقع الرسمي للمركز العربي للبحوث والدراسات.

وعلق راسك - الذي أصبح وزيرا للخارجية بعد ذلك - على الاقتراح بأن القوات الأمريكية المتواجدة هناك تواجه صعوبات تتمثل في عاملي الزمان والمكان، ما يعوق أي تقدم نحو الشمال دون أن تسبقهم القوات السوفيتية.

وبالفعل وافق السوفيت على التقسيم، الذي بموجبه يقوم اليابانيون شمال هذا الخط بالاستسلام للاتحاد السوفيتي وفي الجنوب للقوات الأمريكية، ودون استشارة الكوريين تقاسمت القوتان العظمتان في شبه جزيرة كوريا، وكان ذلك إيذانا باندلاع الحرب الأهلية بين الكوريتين عام 1950.

1950 اندلعت حرب أهلية بين الكوريتين وتحول الصراع البارد إلى صراع حقيقي

في عام 1950 اندلعت حرب أهلية بين الكوريتين وتحول الصراع البارد إلى صراع حقيقي، حيث اتهمت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بإغراق سفينة حربية ما أدى إلى مقتل 46 بحارًا جنوبيًا.

وكانت بداية الحرب الأهلية تحديدًا في 25 يونيو 1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية، نظيرتها الجنوبية وتوسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، ثم الصين أطرافا في الصراع.

في ظل اضطراب جيش سول، وفرار جنوده من المواجهة، تدخلت الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بعض من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، في الحرب باعتبارها "حربا على القوى الشيوعية العالمية"، و"رمزا للصراع بين الشرق والغرب والخير والشر".

بالفعل دخلت القوات الدولية كوريا الشمالية حتى وصلت إلى حدودها الشمالية مع الصين التي تدخلت في الحرب، إلى جانب بيونغ يانغ، بسبب ما قالت عنه وقتها إنه "عدوان مسلح على أراض صينية".

بلغ عدد القتلى أكثر من 5 ملايين، معظمهم من مدنيي الكوريتين، من بينهم نحو 40 ألف عسكري أمريكي، فيما أصيب أكثر من 100 ألف عسكري أمريكي، بحسب تقرير نشره موقع سكاي نيوز العربية.

لم يجري التوصل إلى وقف للحرب، حينها، بل وقع المتحاربون على هدنة، في يوليو عام 1953، سمحت للأسرى الكوريين الشماليين والصينيين بالعودة إلى بلادهم، كما منحت كوريا الجنوبية مساحة أرض إضافية، تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع، قرب خط العرض 38.

ونصت الهدنة على تحديد منطقة منزوعة السلاح، يبلغ عرضها نحو ميلين، لا تزال موجودة حتى ذلك اليوم.

 


مواضيع متعلقة