في ذكر ى رحيله التاسعة.. ملامح من تجربة "شاعر الأرض" محمد عفيفي مطر

في ذكر ى رحيله التاسعة.. ملامح من تجربة "شاعر الأرض" محمد عفيفي مطر
ولد الشاعر محمد عفيفي مطر، في قرية رملة الأنجب بمحافظة المنوفية عام 1935، وفي مثل هذا اليوم من عام 2010 رحل عفيفي مطر، الذي صار أحد رموز جيل الستينيات، منذ أن أصدر ديوانه الأول عام 1968 وهو الديوان الذي حمل عنوان "من دفتر الصمت"، ثم أتبعه بعدها بعام واحد فقط بديوان "ملامح من الوجه الأمبيذوقليسي" ، وامتلك "عفيفي" صوتًا مميزًا بين أبناء جيله بإنتاج كبير تمثل في عدد من الدواوين من بينها: "أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت"، "والنهر يلبس الأقنعة"، "من مجمرة البدايات"، و"رباعية الفرح" صنع محمد عفيفي مطر تجربته.
وفي ذكرى رحيله التاسعة قال الكاتب سعيد الكفراوي، أنا واحد من جيل "مطر" ومن شعراء هذا الجيل أمل دنقل ونجيب سرور ومحمد إبراهيم أبو سنة وغيرهم، وهو جيل له موقف معارض ومستقل في ذلك الوقت، استيقظ وعيه على هزيمة يونيو 1967، بل يعتبر عفيفي أحد المتنبئين بها قبل أن تقع، في ديوانه "والنهر يلبس الأقنعة".
وأضاف "الكفراوي" لـ "الوطن" أن تجربة عفيفي مطر تشكلت من خلال عدة عوامل، واستمدت خصوصيتها من مصادر شتى، فهو كان على معرفة كبيرة بالحضارات القديمة والأديان المختلفة فضلًا عن معرفته بالفلسفة التي كانت مجال دراسته في كلية الآداب، بالإضافة إلى لغته المكثفة وصورته المركبة، فكان شاعر مصري عربي الهوية، يؤمن بالأمة في منظورها التاريخي عبر ثقافتها ومنجزها الحضاري ينتمى لجيل الستينات، وهو الجيل الذى جاء بعد شعراء التفعيلة، ومنهم صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي، وغيرهما.
موضحًا أن عفيفي ارتبط بالأرض والقيم الإيجابية في الروح المصرية، ومدد عالم القرية في شعره فكان واحدًا ممن أضافوا للمخيلة الشعرية حقيقة حضارة المصري وقيمه عبر التاريخ، وهو ينتمى لما يسمى بشعراء الأرض، فهو من أبناء القرى المصرية وذلك الانتماء جعل عفيفي تمتلك وعيا للتعبير عن عالم القرية المصرية فكتب أساطيرها وحكاياتها وقدم ضميرها الجمعي العادات والتقاليد والأحلام ومقاومة المظالم ورموزها وليلها ونهارها، استطاع مطر الشاعر الكبير أن يكتب هذا العالم المحلى جدا ويحوله إلى كون يعبر من خلاله عن العالم فكانت قصيدته شاملة وموحية ومتنبئة والدواوين الكثيرة التي كتبها مطر في هذا المطر شاهدة على ذلك ومنها "الجوع والقمر"، "كتاب الأرض والدم"، و"يتحدث الطمي".
وأضاف "الكفراوي" عاش عفيفي ومات في الهامش لكنه أخلص لمشروعه الشعري في أربعة مجلدات تظل في عيون الشعر حتى آخر الزمان، فقد كان عفيفي في صف المعارضة يكره الظلم، ووقف في صف المثقفين المعارضين للرئيس الأسبق محمد أنور السادات، والذين اضطر الكثير منهم للهجرة الى الخارج ليعيشوا في دول عربية أخرى في أواخر السبعينيات، فظهر هذا متجليا في قصائده، فحين غزت أمريكا العراق ارتفع صوت عفيفي مدافعا عن الحقيقة العربية والتحرر والحرية والدفاع عن الذات واعتقله "نظام مبارك" وحين خرج ديوانه "المومياء المتوحشة" 1992 زج به في السجن.