ثلاثى «المصرى الديمقراطى»: الشرطة العسكرية عذبتنا..والنيابة العسكرية رفضت «إثبات الحالة»

ثلاثى «المصرى الديمقراطى»: الشرطة العسكرية عذبتنا..والنيابة العسكرية رفضت «إثبات الحالة»
يبدأ محمد مسعود سرد روايته لـ«الوطن» قائلاً: «عقب مشاركتنا فى إحدى فعاليات التوعية بالدستور وأثناء عبورنا أحد شوارع حى مدينة نصر، فوجئنا بمجموعة من الرجال يرتدون زياً مدنياً، استوقفونا وانهالوا علينا بالضرب والسباب، اعتقدنا فى بادئ الأمر أنهم بلطجية، إلا أنهم سرعان ما وضعونا فى سيارات «جيب» لنجد أنفسنا بعد ذلك رهن التحقيق».
وتابع مسعود: «لم ينقطع سيل الإهانات الموجهة لنا إلا بعد إظهار كارنيهات العضوية الخاصة بالحزب، فمنذ اللحظة الأولى لدخولنا المكان، الذى عرفنا فيما بعد أنه مقر الشرطة العسكرية، لم يتوقف كل الموجودين عن توجيه الإهانات لنا واحداً تلو الآخر، بدءاً من السباب والضرب وصولاً لتحطيم المتعلقات وغيرها»، وأضاف «قدمنا «سى دى» يؤكد وجودنا فى مكان آخر أثناء وقوع حادثة الاعتداء على منزل اللواء بدين، إلا أن ضابط المدفعية الذى كان يتولى التحقيق رفض الاعتداد به، وتمت إحالتنا للنيابة العسكرية صباح اليوم التالى للتحقيق معنا بشكل رسمى، بالتزامن مع استعداد العساكر للخروج فى إحدى مليونيات تأييد المجلس العسكرى أمام المنصة».
يقاطعه إسلام أمين ليروى الوقائع المصاحبة لتحقيقات النيابة العسكرية، التى بدأت برفض وكيل النيابة إثبات آثار الضرب والتعذيب، التى بدت واضحة على الثلاثى قائلاً: «كان دورى الثالث فى التحقيق بعد مسعود وكريم، لذلك تمكنت من دخول التحقيق بصحبة محامى الحزب، الذين وصلوا متأخرين، وأخبر أحدهم وكيلَ النيابة أن الدكتور محمد أبوالغار يجرى اتصالات واسعة بعدد من لواءات المجلس العسكرى، على رأسهم «العصار» و«بدين»، فرد وكيل النيابة قائلاً: أنا مش هثبت قرار، وشوفوا انتوا هتعملوا إيه مع الباشا، الأمر الذى يؤكد أن القضية لم تكن جنائية وإنما خضعت لظروف سياسية».
يعود مسعود ليروى تفاصيل الواقعة قائلاً: «عقب انتهاء التحقيق، رحلنا لسجن الاستئناف، وهو أمر غير قانونى وفق ما أكده المحامون، ولكن أثناء مغادرتنا مقر النيابة العسكرية، وجدت والدتى تقف أمام المبنى ولم تتحمل صدمة رؤيتى مكبلا ومدانا فسقطت فاقدة للوعى، فطلبت أن أجرى مكالمة هاتفية للاطمئنان عليها وبالفعل تمكنت من ذلك عن طريق العساكر الذين تعاطفوا معى بعد أن رفض الرائد المسئول عن نقلنا لمقر السجن السماح لى بذلك»، وتابع: «فور وصولنا لسجن الاستئناف، جرى استقبالنا بـ«التشريفة»، حيث انهال علينا كل العساكر والمخبرين بالضرب المبرح والسباب، وجردنا من ملابسنا عدا الداخلية وطرحونا أرضاً لنلامس الأسفلت الساخن، ومن كان يحاول فقط مسح عرقه كان المخبرون ينهالون عليه بالضرب المبرح فى كل أجزاء الجسم، وبعد أن أنهينا ساعات إجراءات الاستقبال فى السجن، وضعونا فى إحدى الزنازين الخاصة بالجنائيين، واعتقدنا فى البداية أن الأمر سيكون أكثر جحيماً نظراً لوضعنا مع أشخاص على ذمة قضايا جنائية، ولكن كانت المفاجأة أننا وجدنا داخل الزنزانة قدراً كبيراً من الاحترام بعكس ما عانينا منه خلال الأيام السابقة».
وأضاف «كل المسجونين كانوا متحمسين جداً للرئيس مرسى آملين فى أنه يفك كربهم -حسب قولهم- فقد وجدنا أن هناك من يقضى أكثر من سنة داخل سجن الاستئناف وهو مازال رهن التحقيق، ولم يصدر عليه أحكام بعد، وكان من بينهم شخص قضى عاماً ونصف العام داخل السجن، قبل أن يُحكم عليه بعام فقط، بما يعنى أنه قضى أكثر من مدة العقوبة داخل السجن».
هنا يتدخل كريم الكنانى قائلاً: «لا يمكن وصف الحياة داخل سجن الاستئناف، والغريب أن وزير الداخلية أكد فى وقت سابق أن السجون باتت تنعم بقدر كبير من الراحة والآدمية، على الرغم من أن المساحة المقدرة لكل مسجون لا تتعدى «شبر وقبضة»، وقيل لنا فور وصولنا للسجن من قبل المخبرين: انسوا كلمة كرامة».
وأضاف الكنانى «آخر 24 ساعة من وجودنا فى السجن، بدأت الأمور تتحسن نسبياً بعد أن أجرى مسئولو الحزب اتصالات واسعة للإفراج عنا، ليجرى نقلنا لزنزانة أخرى أفضل من مثيلتها الأولى، وعلمنا أن هناك إحدى الزنازين تتسع لـ3 أفراد فقط وتحتوى على كل الكماليات، وإيجارها 700 جنيه فى الأسبوع، فى حين يودع أكثر من 150 مسجونا داخل زنزانة أخرى بنفس الحجم».
وقال أمين «يمكن أن يطلق علينا «احنا اللى بنعدى الشارع» لأننا عشنا بالفعل مأساة فيلم «احنا بتوع الأتوبيس»، ومرسى قال مفيش حد هيتظلم فى عهدى، ولكن الحقيقة أن الكثيرين مازالوا يظلمون حتى الآن، وهناك الآلاف من الشباب المسجونين رهن التحقيق على ذمة قضايا، هى فى الأساس نتاج التعاطف مع الثورة، التى جعلت من «مرسى» رئيساً على عرش مصر».
أخبار متعلقة:
إبراهيم باز: التهمة «جرافيتى»
أحمد طه: اغتصبونى فى دار القضاء العالى
بدور: عذبونى على طريقة الأفلام القديمة.. وهددونى بـ«كشف العذرية»