بعد فوز أوغلو برئاسة "إسطنبول".. خبراء: ضربة قاصمة لأردوغان

كتب:  إيمان هلب

بعد فوز أوغلو برئاسة "إسطنبول".. خبراء: ضربة قاصمة لأردوغان

بعد فوز أوغلو برئاسة "إسطنبول".. خبراء: ضربة قاصمة لأردوغان

أعلنت لجنه الانتخابات التركية مساء أمس، فوز مرشح المعارضة التركي أكرم إمام أوغلو فوزا كاسحا في انتخابات جولة الإعادة على منصب عمدة بلدية إسطنبول، بعد إلغاء فوزه في اقتراع 31 مارس، ما يدل على انتصار إرادة الشعب التركي.

وفاز أوغلو بنسبة 54% من الأصوات، بينما حصل مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم على 45% بحسب وسائل إعلام حكومية، وتبيّن مع فرز صناديق الاقتراع تفوق مرشح حزب المعارضة الرئيسي أكرم إمام أوغلو، بـ775000 صوت، بزيادة كبيرة عما حققه في المرة الماضية، التي فاز فيها بـ13000 صوت أكثر من مرشح حزب العدالة والتنمية، ما يعد ضربة شديدة للسياسات الاقتصادية للرئيس رجب طيب أردوغان وتراجع أسهم حزب العدالة والتنمية في مدينة إسطنبول.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنأ مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بالفوز في انتخابات إسطنبول، بعد أنّ أقر مرشح الحزب الحاكم في تركيا لانتخابات إسطنبول بن علي يلدريم، بتقدم منافسه المعارض في إعادة الانتخابات، وأعلن أردوغان الذي اعترض على فوز إمام أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات، قبوله نتيجة إعادة الانتخابات، لكنه أشار إلى أنّ العمدة الجديد قد يواجه مشاكل قانونية.

"هذه الانتخابات كانت بمثابة استفتاء شعبي على شعبية وشرعية الرئيس التركي أردوغان الذي انهزم حزبه هزيمة ساحقة".. هكذا بدء المحلل السياسي التركي محمد عبيدالله حديثه، ولفت إلى أنّ الرسائل الأولية التي بعثها إمام أوغلو بعد فوزه برئاسة بلدية إسطنبول دليل قوي على أنّه يريد التعامل والتعاون مع أردوغان كرئيس تركيا وليس كرئيس لحزب العدالة والتنمية، ما يشير إلى رغبته في إعادة إصلاح الشؤون الداخلية لتركيا، ويضيف: "أوغلو مدّ يده لأردوغان لبدء مرحلة جديدة والعمل على حل المشكلات الداخلية للدولة، رغم أنّ أردوغان سبق وصرح بأنّه لن يسمح لأوغلو بإدارة بلدية إسطنبول بحجة أنّها تابعة لحزب العدالة والتنمية".

وأضاف "عبدالله": "أردوغان أدرك هزيمته لذلك لم يخرج لإلقاء خطبته بعد إعلان النتائج، ولكنه اكتفى بتهنئة أوغلو وإعلان دعمه له في تغريده فقط"، مشيرا إلى أنّ الرئيس التركي سيعمل خلال الفترة المقبلة على تشويه صورة الرئيس الجديد لبلدية إسطنبول، مستخدما صلاحياته كرئيس دولة: "ما حدث في الانتخابات كان متوقعا، لكن أردوغان كان يرفض الهزيمة، ولذلك قد نشهد تخبطات في سياساته المقبلة لأن تصريحاته كانت تضمن تلميحات بأنّ العمدة الجديد سيواجه مشكلات قانونية".

وقال المحلل السياسي الدكتور بشير عبدالفتاح، إنّ "الهزيمة في انتخابات إسطنبول ثاني ضربة يتلقاها الرئيس أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في 3 أشهر، وكانت الهزيمة الأولى في 31 مارس"، لافتا إلى أنّ تلك الهزيمة كان لها أثر قوي على شعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية بسبب فارق الأصوات الكبير بين مرشح حزبه بن علي يلدريم ومرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، ما يدل على انتصار إرادة الشعب التركي على النظام الحاكم، ويضيف: "أردوغان هو المسؤول عن هذه الهزيمة لأنّه هو الذي طالب بإعادة الانتخابات ووضعه نفسه وحزبه في حرج شديد جداً".

ونوه "بشير" إلى أنّ الهزيمة الساحقة أدت إلى تراجع أسهم حزب العدالة والتنمية في تركيا، ما قد يدفع العديد من أحزاب المعارضة للمشاركة في الخريطة السياسية والاستعداد للانتخابات الرئاسية القادمة، ويزيد احتمالية خروج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه من الحكومة.

وعن السيناريوهات المتوقعة لتصرفات الرئيس التركي، يوضح "بشير" أنّ شخصية الرئيس أردوغان تتبع سياسة العناد ولا يتعلم من أخطائه، لذلك هو سيستمر في سياسته الخاطئة، حتى يصل لمصيره المحتم وهو نهاية حقبته السياسية"، مشيرا إلى أنّ رغم إعلان أردوغان دعمه لإمام أوغلو إلا أنّه سيسعى لتضييق الخناق عليه مستغلا القانون في ذلك باعتبار إسطنبول بلدية تقع تحت سيطرة الرئيس التركي أيضا، ويضيف: "القانون يمنح الحكومة مسألة إدارة المخصصات المالية للدولة وقد يعطل أردوغان عمل العمدة الجديد، ولكن يستطيع أوغلو أن يلجأ للشعب الذي صوت له ليقف في وجه أردوغان".

وفي الوقت ذاته، اعتبر رئيس المؤسسة العربية للدراسات السياسية والاستراتيجية سمير راغب فوز مرشح المعارضة بالانتخابات، نقطة فاصلة في تاريخ تركيا وسياساتها بسبب أهمية مدينة إسطنبول التي تعد مركز العاصمة، واصفا إياها بـ"مدينة صناع الحكام"، وأنّ من ينجح في الحصول على رئاسة بلدية إسطنبول يكون هو المرشح الجديد في الانتخابات العامة بالبرلمان التركي والانتخابات الرئاسية، ويضيف: "فوز أكرم إمام أوغلو هو خسارة جديدة لحزب العدالة والتنمية وأردوغان لجزء مهم من الدولة، لا شك أنّ أردوغان ينحت بين المطرقة والسندان، فإذا لم يتعاون معه فسيشعل غضب الشعب التركي وفي حاله تعاونه سيخسر حزبه العدالة والتنمية".


مواضيع متعلقة