من اتهامها باستهداف السفن حتى التهديد بالحرب.. كيف بدأت أزمة إيران؟

كتب: عبدالله إدريس

من اتهامها باستهداف السفن حتى التهديد بالحرب.. كيف بدأت أزمة إيران؟

من اتهامها باستهداف السفن حتى التهديد بالحرب.. كيف بدأت أزمة إيران؟

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، تقريراً حول أزمة الولايات المتحدة مع إيران، ومراحل تطورها منذ أن بدأت وصولاً إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء هجمات على إيران قبل موعد تنفيذها بدقائق.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، إنَّ "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد وافق بالفعل على ضربات عسكرية ضد إيران ردًا على إسقاط طائرة استطلاع أمريكية دون طيار، وكانت العملية الأمريكية ستنفذ قبل شروق الشمس ضد المواقع العسكرية الإيرانية لتجنب وقوع خسائر بشرية، والتي كانت من المفترض أن تكون في حدود الساعة الـ9 مساء الخميس بالتوقيت الصيفي الشرقي".

وأضافت الصحيفة الأمريكية: "طوال يوم الخميس المقرر له تنفيذ الضربة، لم يستطع ترامب أن يحدد الكيفية التي يجب أن يخطط بها للرد على الضربة الإيرانية لطائرة أمريكية دون طيار، والتي يقول المسؤولون الأمريكيون إنَّها كانت تحلق المياه الدولية بينما تؤكّد إيران أن الطائرة الأمريكية كانت في مجالها الجوي، وصرح ترامب بأن إيران قد ارتكبت خطأً يستدعى الرد عليه، وفي الساعة 7 مساءً، كان المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون على استعداد للقيام بالضربة، وكانت عملية الإعداد جارية على قدم وساق، ثم تراجع ترامب وألغى العملية في اللحظات الأخيرة".

واستعرضت الصحيفة الأمريكية، تاريخ الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، وقالت: "للولايات المتحدة وإيران تاريخ طويل من التوترات، لكن التصعيد الأخير قد بدأ عندما ألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على إيران لمهاجمة ناقلتين نفطيتين في 13 يونيو بالقرب من مضيق هرمز، وهو ممر رئيسي لنقل الكثير من مشتقات النفط حول العالم، وبعد أيام أعلن البنتاجون عن نشر 1000 جندي أمريكي إضافي في الشرق الأوسط مع معدات المراقبة والعسكرية، في خطوة تهدف إلى أن تكون بمثابة رادع لإيران، وفي أبريل الماضي، صنفت إدارة ترامب الحرس الثوري الإسلامي الإيراني منظمة إرهابية، وفي مايو فرضت عقوبات أشد على صناعات الألمنيوم والحديد والنحاس في طهران، وهي قطاعات تشكل عُشر صادراتها".

وأضافت الصحيفة الأمريكية: "أعلنت طهران هذا الأسبوع أنها ستنتهك قريبًا جزءً مهمًا من الاتفاقية الدولية لعام 2015 المصممة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، وكانت الدول المشاركة في الاتفاقية قد وافقت على خفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ما دامت إيران التزمت ببنود الاتفاقية، والتي تشمل بند الحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم، وقالت إيران إنها ستنتهك قريباً هذا البند وهو الحد من تخزين اليورانيوم، وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاقية في عام 2018، رغم أنها لا تزال سارية مع خمس دول أخرى. وأعادت إدارة ترامب فرض العقوبات الاقتصادية الصارمة وضغطت على الدول الأخرى لفعل الشيء نفسه، تاركة الاقتصاد الإيراني في مشكلة خطيرة".

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، سبب تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ الضربة المقررة، قائلة، إن "احتمال وقوع إصابات مدنية هو الذي أوقف ترامب عن تنفيذ الضربة، وقال إن الهجوم الذي يحتمل أن يقتل 150 شخصًا مدنياً لا يتناسب مع إسقاط طائرة أمريكية دون طيار، وقال ترامب أنه ـلغى عملية الهجوم قبل 10 دقائق فقط من تنفيذها، لكن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأمريكية قال إن الطائرات العسكرية الأمريكية كانت في الجو بالفعل وأن السفن الأمريكية الحربية قد اتخذت مواقعها، بينما نفى ترامب في وقت لاحق أن الطائرات كانت في الهواء عندما غير رأيه بشأن العملية، وقال المسؤولون ان الهجوم كان من المقرر تنفيذه فى ساعات الصباح الباكرة من يوم الجمعة، والذي كان الساعة التاسعة مساء الخميس في واشنطن".

وسلطت "نيويورك تايمز" الضوء على تبعات قرار الرئيس الأمريكي بتنفيذ هجوم على إيران قبل إلغائه، موضحة أن: "بعض شركات الطيران الدولية قامت يوم الجمعة بتحويل الطائرات التي تحلق فوق أجزاء من إيران ومضيق هرمز، وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية أمرًا طارئًا في وقت مبكر من يوم الجمعة، بحظر جميع الرحلات الأمريكية في المجال الجوي الخاضعة لسيطرة طهران فوق الخليج الفارسي وخليج عمان بسبب تصاعد الأنشطة العسكرية وزيادة التوترات السياسية، كما ارتفعت أسعار النفط 5.8% منذ سقوط الطائرة الأمريكية، وكان تداوله عند مستوى 64.80 دولار للبرميل صباح يوم الجمعة".

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى هدف إيران من تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة، مبينة أن "إيران تسعى من خلال تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة، إلى تحسين اقتصادها الذي تشله العقوبات الأمريكية، وينظر بعض الخبراء العسكريين إلى اعتداءات إيران الأخيرة على أنها جزء من إستراتيجية لتحفيز الولايات المتحدة على التحرك والضغط على الحلفاء الأمريكيين في أوروبا وآسيا، وهي بلدان تشعر بالقلق بالفعل من التوترات المتصاعدة، لكبح القوة العظمى في العالم وإجبار إدارة ترامب على العودة إلى طاولة المفاوضات، بيد أن تلك الاستراتيجية تنطوي على مخاطر كبيرة، من بينها الانهيار التام للاتفاقية النووية وربما نشوب الحرب".


مواضيع متعلقة